بعض الأمور الصحية ذات الصلة بطول العمر، لا يد لنا في تعديلها وتبديلها، مثل الاستعداد الوراثي (الذي يحدد الأمراض التي تسري في عائلتك)، والذي يقدر الخبراء أنه مسؤول عن حوالي ثلث العوامل المؤدية للشيخوخة الباكرة.
لكن ثلثي العوامل التي تقرر طول حياتنا (من الوجهة الإحصائية مرة أخرى) تتعلق بنمط حياتنا، وهي حتما تقع تحت سيطرتنا ورغبتنا في التعديل.
بمعنى أنك لا تستطيع تشذيب شجرة عائلتك، لكن بإمكانك -بتعديل نمط حياتك- السعي لإضافة سنوات إلى حياتك، وحياة إلى سنواتك.
وإليك نصائح تساعدك على تحقيق ذلك:
1- تخلص من الوزن الزائد
إذا أخذنا مشعر كتلة الجسم (Body Mass Index BMI كمعيار لما يحتوي الجسم من الدهون (وهو وزن الجسم بالكيلوغرامات مقسم على مربع طول الجسم بالأمتار، والرقم الطبيعي بين 18 و24)، فتشير الإحصاءات إلى أن كل مشعر زائد بين رقمي 25 و29.9 يفقدك ما معدله 3 سنوات من حياتك.
أما إن كنت بدينا ومشعرك يساوي 30 أو أعلى، فهذا يعني خسارتك سبع سنوات من حياتك وسطيا.
وهذا يتماشى مع ما نعرفه من أن البدانة تزيد من احتمالات الإصابة بمرض القلب وارتفاع الضغط والسكري، وكلها أمراض ثبت أنها تقصر الأجل.
2 - مارس التمارين الرياضية
تأكد للأطباء منذ دراسة فرامينغهام Framingham heart study في منتصف القرن الفائت، أن التمارين الحيهوائية aerobic (وأكثرها وأسهلها تطبيقا المشي السريع فترة نصف ساعة يوميا) يكفل العيش حياة صحية طويلة، فهو يساعد في الحفاظ على وزن طبيعي، وينشط كل وظائف الجسم، ما يدرأ عنك خطر الأمراض المقصرة للعمر، كالسكري وارتفاع الضغط وأمراض القلب والسكتة الدماغية وعدد من السرطانات.
ولعل آخر دراسة إحصائية عن هذا الموضوع أجريت في كندا، حيث توبع 110 من الرجال فوق سن الخمسين، يمشون مشيا سريعا 3 مرات أسبوعيا، مع مثيلهم من رجال لا يمشون، فوجد أن الفريق الأول عمر (بشد العين) وسطيا عشر سنوات أكثر من الفريق الثاني.
اقرأ أيضا: 5 نصائح غذائية للاستفادة القصوى من التمارين الرياضية
وينصحنا جميع الخبراء بتفادي الجلوس لفترات طويلة، والتحرك قدر المستطاع.
كما يعتقد الخبراء اليوم أن تمارين المقاومة (مثل حمل الأثقال) لمرتين أو ثلاث أسبوعيا، ضرورية لمنع تأثير تقدم العمر في إضعاف عضلاتك، وإصابة عظامك بهشاشة (تخلخل) العظام التي تؤهب للكسور.
اقرأ أيضا: كيف تختار الرياضة المناسبة لك؟
3 - انتخب الطعام الصحي
الذي يركز على الخضار والفواكه الطازجة والسمك والبيض (باعتدال) والزيوت الأحادية أو المتعددة اللا إشباع (مثل زيت الزيتون) والحبوب الكاملة والبقول والمكسرات، ويبعد الملح والسكر والشحوم الحيوانية المصدر.
وهناك عشرات البحوث التي تثبت منافع "حمية البحر المتوسط" وحمية "داش" DASH اللتين تتبنان هذا الأسلوب الغذائي، في اكتساب الصحة والحيوية، وتجنب الأمراض المزمنة كالسكري وارتفاع الضغط وأمراض القلب والأوعية التي تقصر الأعمار.
وكمثال على هذه البحوث نورد دراسة، وصلت إلى أن تناول وجبتين من السمك الغني بالأحماض الشحمية أوميغا 3 Omega أسبوعيا، يخفض نسبة الوفيات من النوبات القلبية بنسبة أعلى من الثلث، كما يخفض احتمالات الإصابة بعدد من السرطانات.
وهناك دراسات تشجع على شرب الشاي الأخضر، وأخرى توصي باستهلاك حبة فيتامينات مركبة يوميا لكسب المزيد من العافية وطول العمر.
ومهما يكن من أمر، فالجميع متفقون على نبذ الأطعمة الجاهزة (أو المصنعة) processed foods، لما لها من تأثير سيئ على الصحة.
4- لا تتوقف عن التعلم وتشغيل الذهن
سواء كان ذلك بتعلم لغة أو حرفة جديدة، أو الانخراط في دروس مسائية بالجامعة، أو حتى حل أحجية الكلمات المتقاطعة، فتفعيل وتشغيل الدماغ يضمن بقاء ذهنك سليما، ويبعد عنك شبح الخرف ومرض الزهايمر ومضاعفاتهما التي لا تتماشى مع طول العمر.
5- تخلَّ عن عادة التدخين
تشير الإحصاءات إلى أن المدخنين الذين هجروا عادة التدخين يعيشون حياة أطول بـ 6-8 سنوات (يختلف الرقم حسب الإحصاء) من الأشخاص الذين يتابعون هذه العادة.
وفي دراسة نشرت في المجلة الطبية البريطانية تبين أن توقعات الحياة للذين انقطعوا عن عادة التدخين قبل سن الخمسين، كانت ضعفها مقارنة مع الذين استمروا عليها.
فالتخلي عن التدخين يمحي أو يخفف من خطر الإصابة بأمراض فتاكة مثل سرطان الرئة وسرطانات أخرى، ومرض القلب والسكتة الدماغية، والنفاخ الرئوي emphysema والتهاب القصبات المزمن، هذا عدا فائدته في تجنيب الإنسان كرب ومضاعفات هذه الأمراض خلال حياته.
6- حافظ على معاشرة زوجية رتيبة
لا توفر العلاقة الجنسية مع زوجك التي تحب، الاكتفاء من الناحية العاطفية وحسب، بل تسهم أيضا في إزالة القلق، ورفع المعنويات، والحصول على حاجتك من النوم، إضافة إلى أنها تعتبر بحد ذاتها تمرينا رياضيا.
وقد وجدت دراسة أجريت في اسكتلندا أن الأزواج الذين يمارسون الجنس مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا يتمتعون بصحة ومنظر أكثر شبابا بعشر سنوات، من قرنائهم الأقل ميلا للعلاقة الجنسية.
7- نظف أسنانك
إن الجراثيم (البكتيريا) التي تسبب تنخر الأسنان والتهاب اللثة، بإمكانها أن تثير ردود فعل مناعية تؤدي لتشكل الصفائح الدموية plaques التي تسد الشرايين وتزيد من خطورة أمراض القلب والأوعية الدموية (بنسبة 50 % حسب أحد المصادر).
ويكفل تنظيف أسنانك بالفرشاة بعد كل وجبة طعام، واستخدام الخيط السني dental floss مرتين يوميا، بالإضافة للفحص الدوري للأسنان، يكفل ذلك تخليص فمك من البكتيريا الضارة.
8- انظر إلى الجانب المشرق من الحياة
وجد في بحث إحصائي قام به علماء من جامعة ييل Yale الشهيرة، أن النظرة المتفائلة للحياة تطيل من عمر الإنسان (بإذن الله) وسطيا مدة سبع سنوات ونصف، حتى بعد الأخذ بالاعتبار اختلاف الجنس والحالة الاجتماعية والاقتصادية والصحة الجسمانية.
ويعتقد العلماء أن السبب يعود لتقوية الجهاز المناعي بعادة أخذ الأمور بروح مرحة، وتجنب مصادر الشدة النفسية، و"النظر دوما إلى نصف الكأس المملوء"، بحيث يغدو باستطاعة الشخص معالجة الآثار السلبية الناجمة عن القلق والاكتئاب وضغوط الحياة على الصحة، وبشكل ملحوظ.
9- ليكن لديك هدف في الحياة
وذلك بغض النظر عن عمرك الحالي، ففي دراسة نشرت حديثا في مجلة العلوم النفسية، وضع عدد من الرجال تتراوح أعمارهم بين 20 و75 عاما تحت المراقبة الصحية مدى 14 عاما، فتبين أن الذين صرحوا بأن لهم هدفا هاما في حياتهم كانوا من بين التسعة بالمائة الذين بقوا على قيد الحياة في نهاية الدراسة.
10- ليكن لك أصدقاء تتواصل معهم
وجد باحث في جامعة جونز هوبكينز Johns Hopkins بعد متابعة 3000 شخص فوق الخامسة والستين لمدة 13 عاما، أن الذين كان لهم أصدقاء يشتركون معهم في فعاليات رياضية أو ترفيهية مختلفة، عاشوا فترات أطول من الذين لم يتفاعلوا مع أصحاب بشكل مستمر وكانوا وحيدين معظم أوقاتهم، واستنتج أن تأثير النشاط الاجتماعي في إطالة العمر كان يعادل تقريبا نفس تأثير تخفيض ضغط الدم، أو تخفيض الكولسترول المرتفع.
11- ساعد الآخرين
خلصت دراسة من جامعة يورك York إلى أن المتطوعين في مساعدة الآخرين الأقل حظا، لم يكتسبوا درجات من السعادة وتقدير الذات بنسب أعلى من غيرهم وحسب، ولكن صحتهم كانت أفضل على العموم (من حيث خلوها من الأمراض المتعلقة بالتوتر كارتفاع الضغط والسكري)، وأعمارهم كانت أطول.
12- ربِّ حيوانا أليفا
تبين في أكثر من دراسة أن التواصل مع الحيوانات الأليفة يخفض من مستويات هرموني الشدة النفسية الكورتيزون والأدرينالين، ويعدل ضغط الدم، بينما يزيد من هرمون تحسين المزاج اوكسيتوسين oxytocin، وكل ذلك يعود بآثار حميدة على القلب.
ثم إن مالكي الحيوانات الأليفة ينزعون إلى المشي كثيرا، ما يحسن صحتهم من أكثر من وجه.
ووجد في إحدى الدراسات أنه إذا تعرض مربو الحيوانات الأليفة لنوبات قلبية، يزيد احتمال نجاتهم منها ثمان مرات وسطيا عن أولئك الذين لم يقتنوها.
اقرأ أيضا:
6 نصائح للحفاظ على قلبك وحمايته من المرض (فيديو)
دليلك في تغيير عاداتك الغذائية
10 نصائح لإطالة عمر الرجل
