قد تنجم زيادة الوزن عن العديد من العوامل، فمثلاً؛ قد تكون نتيجةً للنشاط البدني المحدود، والتوتر وقلة النوم. ومع ذلك، فإن أحد الأسباب التي قد يتجاهلها كثير منا هي الأدوية الموصوفة لنا، فصدِّق أو لا تصدِّق، هناك العديد من الأدوية التي قد تسبب زيادة في الوزن.
الأدوية التي تسبب زيادة الوزن
من الأولويات التي يجب عليك القيام بها إذا لاحظْتَ زيادة الوزن ولم تعرف سببها، مراجعة أي أدوية تتناولها حاليًا مع مقدم الرعاية الصحية، خاصة إذا كانت هناك أدوية أو مكملات جديدة بدأْتَ في تناولها في الفترة القليلة الماضية.
من المهم مناقشة مخاطر وفوائد كل دواء، بما في ذلك زيادة الوزن، والسؤال عن أي خيارات بديلة قد تكون لديك. فيما يلي ستة أنواع من الأدوية التي قد تسهم في توسيع الخصر.
-
أدوية الإيدز
ارتبطت أدوية فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" بزيادة الوزن، والتغيرات في توزيع الوزن على مناطق الجسم. يفقد كثير من الأشخاص الذين يتناولون تلك الأدوية الأنسجةَ الدهنية حول وجوههم وأطرافهم، بينما يكتسبونها حول البطن، وترتبط بعض الأدوية أيضًا بمقاومة الأنسولين.
-
الأدوية المضادة للذِّهان
بسبب تأثيراتها على الدماغ؛ يمكن للأدوية المضادة للذِّهان أن تقودك إلى تناول المزيد من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، وتزيد من خطر الإصابة بمرض السكري. كما يقدّر العلماء أن ما يقرب من 80% من الأشخاص الذين يتناولون مضادات الذّهان يزداد وزنهم بنسبة 20% أعلى من وزنهم المثالي. ومع ذلك، فإن العديد من الأعراض أو الحالات التي قد توصَف لها مضادات الذّهان، مثل القلق والاكتئاب والتوتر، يمكن أن تؤدي أيضاً إلى زيادة الوزن.
-
مشتقات الكورتيزون (الكورتيكوستيرويدات) التي تُوصف غالباً لأمراض المناعة الذاتية
على الرغم من أن الكورتيكوستيرويدات المستنشقة والحُقَن الفردية لا ترتبط بزيادة الوزن، فإن استخدام الكورتيكوستيرويدات على المدى الطويل بجرعات تزيد عن 5 ملغ يومياً قد يسبب زيادة الوزن لدى ما يصل إلى 70٪ من الأشخاص الذين يستخدمونها. ويقول نحو 20٪ ممن زاد وزنهم: إن وزنهم ارتفع أكثر من 20 رطلاً.
-
مضادات الاكتئاب
يُعتقد أن معظم مضادات الاكتئاب تسبب زيادة طفيفة في الوزن (أقل من نحو 10 أرطال سنوياً)، ومنها مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية، وهي مضادات اكتئاب شائعة جداً، بما في ذلك أدوية مثل باكسيل وسيليكسا، قد تسبب فقدان الوزن عند البدء في تناولها لأول مرة، ثم تؤدي لاحقاً إلى زيادة طفيفة في الوزن إذا واصل المريض تناولها لمدة ستة إلى 12 شهراً أو أكثر.
-
الأدوية المضادة لنوبات الصرع
الأدوية المضادة للصرع التي تسبب زيادة الوزن في أغلب الأحيان هي فالبروات، وقد أفاد نحو 71% من المرضى بزيادة الوزن بسبب تناوله. وكذلك الكاربامازيبين، فقد أفاد 43% من المرضى بزيادة الوزن بسبب تناوله.
ويُعتقد أن الأدوية تؤدي إلى زيادة وزن الجسم لأنها تتفاعل مع الهرمونات التي تساعدك على الشعور بالجوع والشبع، كما قد تؤدي أيضاً إلى إبطاء عملية التمثيل الغذائي في الجسم، يمكنها أيضاً أن تزيد من خطر الإصابة بمقاومة الأنسولين ومرض السكري. ومن المرجح أن يزداد وزن الشخص خلال السنة الأولى من تناول الدواء، خاصة إذا كان المريض امرأة، أو كان يعاني من زيادة الوزن قبل العلاج.
-
حاصرات بيتا
ارتبطت حاصرات بيتا، التي توصف غالباً لخفض ضغط الدم، بدرجات محدودة من زيادة الوزن خلال السنة الأولى من تناولها. وفي حين أن معظم الناس يكسبون نحو رطلين ونصف أو أقل فقط، فإن البعض يكتسبون ما يصل إلى 10 رطل أو أكثر. وعادة، سوف يتوقف المريض عن زيادة الوزن بعد تلك السنة الأولى، حتى لو استمر في تناول هذه الأدوية. ويمكن أن تسبب حاصرات بيتا التعب، مما قد يقلل من النشاط البدني، وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى زيادة الوزن، ولكنها يمكن أن تؤثر أيضاً على عملية التمثيل الغذائي، وتتسبب في تخزين الجسم للدهون الزائدة حول البطن. ومن الجدير بالذكر أن هذه الأدوية يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني حتى لو لم يزد وزنك.
كيف تتعامل مع زيادة الوزن الناتجة عن تناول بعض الأدوية؟
في أي وقت تلاحظ فيه أعراضاً جديدة أو تبدأ في استخدام دواء جديد، يجب عليك التفكير في تتبُّع الأعراض بحذر لمعرفة كيف تتغير تلك الأعراض بمرور الوقت.
يمكن أن يسهِّل هذا عليك وعلى طبيبك ربط تجاربك بالمحفزات، سواء كانت الأطعمة أو الحالة المزاجية أو أنواع الطقس أو أحد الآثار الجانبية لدواء جديد.
وفي بعض الحالات، قد يوصي مقدم الرعاية الصحية بتغيير نمط الحياة لمساعدتك في التحكم بوزنك، ولكن في حالات أخرى، قد تتمكن من التغيير إلى دواء مختلف لا يؤثّر على وزنك، ولا يزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة، أو ربما تخفيض الجرعة لتقليل المخاطر والتأثيرات الجانبية التي قد تكون مزعجة.