تكلمنا في المقالتين السابقتين عن العلاقة العلاجية وكونها ليست شيئاً جامداً، بل هي حركية دينامية كآلة متعددة التروس، وهذه الحركية ذات أهمية محورية لنجاح العلاقة العلاجية، ولكن أحياناً ما تعطل هذه العملية، وهناك عدة عوامل قد تكون هي السبب، وقد قسمتها لعوامل تخص المعالج، وعوامل تخص العميل، وأخرى تخص بنية العلاقة العلاجية نفسها.
اقــرأ أيضاً
* عوامل تخص المعالج
أحب أن أبدأ بالعوامل التي تخص المعالج، لأنه هو المسؤول الأول عن رصد ومعالجة هذه العوامل، وأهم هذه العوامل:
1. الإجهاد المزمن، بسبب تحمل أعباء عمل فوق الطاقة أو قلة عدد ساعات النوم.
2. ضعف احترام العميل، وتشمل العوامل التي تم طرحها في المقالة السابقة. بالإضافة إلى إلغاء الجلسات الطارئ بدون إعادة جدولتها، والوصول إلى الجلسة متأخراً بشكل نمطي و/أو متكرر، وعدم اهتمامه بمظهره أو تدخينه داخل الجلسة أو تلقيه المكالمات، أو دخول المساعدين أثناء الجلسة، أو تبني لهجة فوقية.
3. الجمود وضعف المرونة، وعدم تقبل النقد من العميل، وتصلب الرأي عند مقاومة العميل لطرح المعالج.
4. ضعف المواجدة، وهي القدرة على تبني منظور العميل.
5. القلق الزائد بشأن العميل، وتوهم مسؤولية أبعد من دوره في العلاقة، واتخاذ موقف أبوي منه، مما يضعف من كفاءة العميل وذاتيته.
6. ضعف تقييم المشكلة، ما يترتب عليه وضع افتراضات أو توقعات غير منطقية عن العميل.
7. اختلال ميزان العلاج بين القبول والدفع للتغيير، فيصل العميل إما إلى حالة من التراخي أو الشد الزائد.
اقــرأ أيضاً
* عوامل تخص العميل
تقول مارشا لينهان مبدعة العلاج السلوكي الجدلي: ”في جلسات العلاج الأولية أوضح بجلاء أن إحدى المهام المشتركة بيننا هي التفاعل مع بعضنا البعض بشكل يشجعنا على إكمال العلاج سوياً“، فهناك كذلك بعض العوامل المتعلقة بطالب الخدمة، والتي قد تؤدي لخفض جودة العملية أو تعطيلها، ويمكن تقسيمها لثلاث فئات: عدم الانتباه Non-Attentive، وعدم التعاون Non-Collaborative، وعدم الالتزام Non-Compliance، أو تفصيلها كما يلي:
1. عدم الاعتراف بوجود المشكلة، أو ضعف إدراك - بشكل كاف و/أو مستمر - مدى شدة الاضطراب أو أثره على المحيطين.
2. اختراق الحدود الشخصية للمعالج، كمهاتفته لغير المبررات المحددة أو خارج الأوقات المحددة، أو التدخل الزائد (غير العفوي) في حياته الشخصية.
3. عدم وضوح أهداف العلاج.
4. محاولة صرف محور الجلسة إلى نقاط فرعية، أو عدم التجاوب مع المعالج كالرد على الأسئلة المباشرة بأجوبة مسهبة وغير متعلقة بالسؤال، أو الإصرار على جملة: "معرفش" أو "مش هقدر".
5. التأخير المتكرر عن موعد الجلسة، أو تكرار إلغاء الجلسات.
6. ضعف الالتزام المتكرر بالاتفاقات العلاجية كعدم تناول العلاج الموصوف، أو عدم استيفاء الواجبات المتفق عليها في الجلسة.
7. تضليل الفريق العلاجي بإعطاء معلومات غير صحيحة.
8. تكرار واستمرار سلوكيات إيذاء الذات.
9. مهاتفة المعالج أو محاولة التواصل معه خارج الجلسات خارج المحدد داخل الجلسة.
10. الإلحاح في الحصول مساعدة غير متضمنة في خطة العلاج، كمهاتفة الأهل لدمجهم في العلاج أو التدخل الفعلي لحل مشكلات تخص العمل مثلاً.
اقــرأ أيضاً
* سلوكيات بنية العلاقة
هناك كذلك عدة عوامل تتعلق ببنية العلاقة العلاجية نفسها، وقد تؤدي كذلك لخفض جودة العلاج أو تعطل العملية العلاجية.
1. وجود معرفة شخصية، إما من بداية العلاقة كوجود صلة قرابة أو صداقة، أو تحول العلاقة العلاجية لمعرفة شخصية.
2. عدم وضوح بنية العلاج، بعدم تحديد مكان العلاج المهني وموعده المستقر.
3. عدم تلقي مقابل عن الخدمة، نعم.. هذه واحدة من العوامل المعطلة للعلاج، فالعلاقة العلاجية هي علاقة مهنية وعقد انتفاع، يدفع متلقي الخدمة مقابل وقت وجهد المعالج المبذول خلال فترة العلاج.. صحيح أنه لا يدفع مقابلاً لمواجدة واهتمام وحضور وانتباه المعالج، لكن يدفع مقابل للوقت والجهد، ومن المقبول خفض المقابل لكن إلغاء المقابل بالكلية يُعد واحداً من أهم العوامل المعطلة للعلاج.
اقــرأ أيضاً
* ما هو الحل الأمثل للتعامل مع معطلات العلاج؟
الحل الأمثل هو مناقشة السلوكيات المعطلة للعلاج داخل الجلسة، وفهم مسؤولية كل طرف عن العلاقة العلاجية، وفي حالات كثيرة تكون السلوكيات المعطلة للعلاج عفوية ويكفي طرحها للنقاش لحلها، وفي أحيان أخرى تكون هي جزءا من الاضطراب نفسه، وهنا ينبغي استهدافها بالعلاج كأولوية بعد استبعاد وجود تهديد أو أذى يخص حياة العميل أو جسده. وتذكر أن العلاقة العلاجية هي علاقة تفاعلية بين طرفين، وعلى الطرفين أن يعملا على إنجاحها.
* عوامل تخص المعالج
أحب أن أبدأ بالعوامل التي تخص المعالج، لأنه هو المسؤول الأول عن رصد ومعالجة هذه العوامل، وأهم هذه العوامل:
1. الإجهاد المزمن، بسبب تحمل أعباء عمل فوق الطاقة أو قلة عدد ساعات النوم.
2. ضعف احترام العميل، وتشمل العوامل التي تم طرحها في المقالة السابقة. بالإضافة إلى إلغاء الجلسات الطارئ بدون إعادة جدولتها، والوصول إلى الجلسة متأخراً بشكل نمطي و/أو متكرر، وعدم اهتمامه بمظهره أو تدخينه داخل الجلسة أو تلقيه المكالمات، أو دخول المساعدين أثناء الجلسة، أو تبني لهجة فوقية.
3. الجمود وضعف المرونة، وعدم تقبل النقد من العميل، وتصلب الرأي عند مقاومة العميل لطرح المعالج.
4. ضعف المواجدة، وهي القدرة على تبني منظور العميل.
5. القلق الزائد بشأن العميل، وتوهم مسؤولية أبعد من دوره في العلاقة، واتخاذ موقف أبوي منه، مما يضعف من كفاءة العميل وذاتيته.
6. ضعف تقييم المشكلة، ما يترتب عليه وضع افتراضات أو توقعات غير منطقية عن العميل.
7. اختلال ميزان العلاج بين القبول والدفع للتغيير، فيصل العميل إما إلى حالة من التراخي أو الشد الزائد.
* عوامل تخص العميل
تقول مارشا لينهان مبدعة العلاج السلوكي الجدلي: ”في جلسات العلاج الأولية أوضح بجلاء أن إحدى المهام المشتركة بيننا هي التفاعل مع بعضنا البعض بشكل يشجعنا على إكمال العلاج سوياً“، فهناك كذلك بعض العوامل المتعلقة بطالب الخدمة، والتي قد تؤدي لخفض جودة العملية أو تعطيلها، ويمكن تقسيمها لثلاث فئات: عدم الانتباه Non-Attentive، وعدم التعاون Non-Collaborative، وعدم الالتزام Non-Compliance، أو تفصيلها كما يلي:
1. عدم الاعتراف بوجود المشكلة، أو ضعف إدراك - بشكل كاف و/أو مستمر - مدى شدة الاضطراب أو أثره على المحيطين.
2. اختراق الحدود الشخصية للمعالج، كمهاتفته لغير المبررات المحددة أو خارج الأوقات المحددة، أو التدخل الزائد (غير العفوي) في حياته الشخصية.
3. عدم وضوح أهداف العلاج.
4. محاولة صرف محور الجلسة إلى نقاط فرعية، أو عدم التجاوب مع المعالج كالرد على الأسئلة المباشرة بأجوبة مسهبة وغير متعلقة بالسؤال، أو الإصرار على جملة: "معرفش" أو "مش هقدر".
5. التأخير المتكرر عن موعد الجلسة، أو تكرار إلغاء الجلسات.
6. ضعف الالتزام المتكرر بالاتفاقات العلاجية كعدم تناول العلاج الموصوف، أو عدم استيفاء الواجبات المتفق عليها في الجلسة.
7. تضليل الفريق العلاجي بإعطاء معلومات غير صحيحة.
8. تكرار واستمرار سلوكيات إيذاء الذات.
9. مهاتفة المعالج أو محاولة التواصل معه خارج الجلسات خارج المحدد داخل الجلسة.
10. الإلحاح في الحصول مساعدة غير متضمنة في خطة العلاج، كمهاتفة الأهل لدمجهم في العلاج أو التدخل الفعلي لحل مشكلات تخص العمل مثلاً.
* سلوكيات بنية العلاقة
هناك كذلك عدة عوامل تتعلق ببنية العلاقة العلاجية نفسها، وقد تؤدي كذلك لخفض جودة العلاج أو تعطل العملية العلاجية.
1. وجود معرفة شخصية، إما من بداية العلاقة كوجود صلة قرابة أو صداقة، أو تحول العلاقة العلاجية لمعرفة شخصية.
2. عدم وضوح بنية العلاج، بعدم تحديد مكان العلاج المهني وموعده المستقر.
3. عدم تلقي مقابل عن الخدمة، نعم.. هذه واحدة من العوامل المعطلة للعلاج، فالعلاقة العلاجية هي علاقة مهنية وعقد انتفاع، يدفع متلقي الخدمة مقابل وقت وجهد المعالج المبذول خلال فترة العلاج.. صحيح أنه لا يدفع مقابلاً لمواجدة واهتمام وحضور وانتباه المعالج، لكن يدفع مقابل للوقت والجهد، ومن المقبول خفض المقابل لكن إلغاء المقابل بالكلية يُعد واحداً من أهم العوامل المعطلة للعلاج.
* ما هو الحل الأمثل للتعامل مع معطلات العلاج؟
الحل الأمثل هو مناقشة السلوكيات المعطلة للعلاج داخل الجلسة، وفهم مسؤولية كل طرف عن العلاقة العلاجية، وفي حالات كثيرة تكون السلوكيات المعطلة للعلاج عفوية ويكفي طرحها للنقاش لحلها، وفي أحيان أخرى تكون هي جزءا من الاضطراب نفسه، وهنا ينبغي استهدافها بالعلاج كأولوية بعد استبعاد وجود تهديد أو أذى يخص حياة العميل أو جسده. وتذكر أن العلاقة العلاجية هي علاقة تفاعلية بين طرفين، وعلى الطرفين أن يعملا على إنجاحها.
المصادر:
Marsha M. Linehan; CBT for BPD, Second edition
Identifying treatment interfering behavior; Saint Louis behavioral medicine institute.
Jannifer S. Kirby; Therapy interfering behavior, UNC school of social work. Sept. 14, 2009