متلازمة الميزوفونيا Misophonia هي اضطراب يجعلك تشعر على الفور بالغضب الشديد أو القلق أو الاشمئزاز عند سماع أصوات معينة، وهذه المشاعر تكون قوية للغاية وطاغية إلى درجة يصعب السيطرة عليها، فهذا الاضطراب يجعلك لا تستطيع التعامل مع أصوات معينة، وهذه الظاهرة يمكن أن تؤثر على الأشخاص بشكل مختلف، فقد يكون لدى بعض الأشخاص صوت محفز واحد فقط يثير المتلازمة لديهم، وقد يكون لدى آخرين عدة أصوات محفزة.
ويمكن أن يكون لدى الأشخاص أيضاً ردود فعل أكثر أو أقل خطورة، فلا يستطيع البعض التحكم في مشاعرهم التي يشعرون بها، ولكن يمكنهم التحكم في ردود أفعالهم، والبعض لا يستطيعون السيطرة على أي منهما مما يجعل لديهم ردود فعل متهورة، وفي الحالات الأكثر خطورة قد لا يتمكن الأشخاص من القيام بأشياء معينة أو التواجد في بيئات محددة بسبب وجود هذه الأصوات.
أعراض متلازمة الميزوفونيا
تتشكل أعراض الميزوفونيا أو الميسوفونيا بناء على كيفية تفاعلك مع الأصوات، وتندرج أغلب ردود الفعل تحت تفاعلات غريزة القتال أو الهروب، وهذا يعني أن الأعراض وردود الفعل يمكن أن تشمل ما يلي:
رد فعل عاطفي
وهي تشمل المشاعر التي يمكن أن تشعر بها بحيث تكون شديدة وطاغية، وتتصاعد هذه المشاعر عند أكثر المصابين بسرعة، وقد يتحول الانزعاج إلى غضب بسرعة، ويشمل رد الفعل العاطفي:
- الغضب.
- القلق.
- الاشمئزاز.
- الخوف.
- التهيج.
رد فعل جسدي
يطلق الجسم ردود فعل للحماية الذاتية بشكل تلقائي، ومعظم الأعراض تشبه التغيرات التي تحدث في الجسم في مواقف الخطر أو الخوف، ويشمل رد الفعل الجسدي:
- ارتفاع ضغط الدم.
- ضغطًا أو ضيقًا في الصدر.
- قشعريرة.
- زيادة معدل ضربات القلب.
- التعرق.
رد فعل سلوكي
تصدر منك بعض السلوكيات استجابة لهذه الأصوات، وعادة ما تكون سلوكيات مندفعة ولا يمكنك السيطرة عليها بشكل كامل، وبعض ردود الأفعال قد تكون عنيفة، يمكن أن تشمل ردود الفعل السلوكية ما يلي:
- تجنب المواقف التي يمكن أن تحدث فيها الأصوات التي تزعجك.
- مغادرة المنطقة التي تثير متلازمة الميزوفونيا.
- ردود الفعل اللفظية أو الصوتية مثل التحدث أو الصراخ على مصدر الصوت.
- العمل بشكل غير عنيف على وقف الأصوات.
- عمل عنيف لإيقاف الصوت (نادر).
يمكن أن تختلف شدة الأعراض من شخص لآخر، فعندما تكون الأعراض أقل حدة تكون ردود الفعل فقط عاطفية وجسدية، أما إذا كانت الأعراض أكثر شدة فقد تكون التأثيرات قوية جداً بحيث يكون لديك أيضاً رد فعل سلوكي، وفي الحالات الشديدة جداً قد يتفاعل الشخص بقوة سواء بالكلمات أو بالأفعال بحيث لا يعطي نفسه فرصة للتفكير قبل القيام برد الفعل والتصرف بطريقة تزعج الآخرين، وبعد ذلك يدرك الشخص المصاب بالميسوفونيا خطأ ما فعله ويبدأ بالندم على ذلك.
الأصوات الشائعة التي تحفز الميزوفونيا
أي صوت من الأصوات العادية قد يثير الميزوفونيا لدى الأشخاص المصابين بها، ومع ذلك هناك بعض الأصوات الشائعة أكثر من غيره، فقد تؤدي بعض الأصوات التي تظهر على التلفاز أو الراديو أو الأجهزة الإلكترونية الأخرى إلى حدوث الميزوفونيا، وتشمل هذه الأصوات ما يلي:
| نوع الصوت | أمثلة على الصوت |
|---|---|
| أصوات الأكل والشرب | لعق الشفاه، مضغ الطعام أو العلكة (خاصة مع فتح الفم)، أصوات مضغ الطعام والالتهام، البلع بصوت عالٍ. |
| أصوات التنفس | الشخير، الاستنشاق، النفخ، التنفس الثقيل |
| أصوات الأنشطة والحركة | حركة أصابع اليدين والقدمين، النقر بالقلم، القراءة بصوت عالٍ، أصوات أدوات الأكل. |
| أصوات الفم والحلق | تنظيف الحلق، السعال، التقبيل بصوت عالٍ. |
| أصوات أخرى | المؤقتات (مؤقت الساعة)، السباكة (تدفق المرحاض أو الماء المتساقط، الرنين (الجرس أو الهاتف)، أصوات الحيوانات، حفيف الأوراق أو البلاستيك. |
سبب الميزوفونيا
الخبراء والعلماء لا يعرفون تحديداً السبب الأساسي للميزوفونيا، ولكن هناك شك بأن مجموعة من العوامل هي المتورطة في حدوث هذه المتلازمة، وتشمل بعض هذه العوامل المشتبه بها ما يلي:
الاختلافات في بنية الدماغ
أثبت الأبحاث أن وجود اختلافات معينة في بنية الدماغ ونشاطه لدى بعض الأشخاص يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالميزوفونيا، وأحد هذه الاختلافات وجود المزيد من الاتصالات والنشاط داخل مناطق معينة من الدماغ وفيما بينها. وتتحكم مناطق الدماغ المتضررة في كيفية معالجة الأصوات والتعامل مع العواطف، إذ يعد السمع والعواطف جزءاً من نظام الحماية الذاتية المدمَج في العقل، لهذا السبب تشعر وتتعلم كيفية ربط المشاعر مثل الغضب والاشمئزاز والخوف بمواقف التهديد ووجود خطر على الذات. وتشبه متلازمة الميزوفونيا إلى حد كبير تشغيل الراديو بأعلى صوت، لأن الضجيج الشديد المفاجئ يجعلك تتفاعل بشكل غريزي لإيقافه فيؤدي ذلك إلى ردود أفعال وأعراض عاطفية وجسدية وسلوكية.
التاريخ العائلي أو الوراثة
هناك أدلة على أن الميزوفونيا قد تكون حالة وراثية في العائلات، وهناك أيضاً طفرة جينية واحدة على الأقل يعتقد الخبراء أنها تلعب دوراً في هذا، مع ذلك لا بد من إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كانت هذه الاحتمالات صحيحة.
حالات أخرى
من المتوقع أن تحدث الميسوفونيا لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات معينة مثل التباين العصبي والاضطرابات النفسية أو الأعراض المرتبطة بالسمع، وفيما يلي بعض الأمثلة على الحالات المرتبطة بالميزوفونيا:
- الحالات العصبية المتباينة واضطرابات الدماغ الأخرى.
- اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD).
- اضطراب طيف التوحد.
- متلازمة توريت.
- ظروف الصحة النفسية مثل:
- اضطراب الاكتئاب الشديد (MDD).
- اضطراب الوسواس القهري (OCD).
- اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
- اضطراب الشخصية الحدية (BPD).
- الحالات المتعلقة بالسمع مثل:
- فقدان السمع.
- طنين الأذن.
- احتداد السمع.
تعد متلازمة الميزوفونيا أيضاً أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين لديهم صفات الوسواس القهري، دون أن يكون لديهم بشكل كامل معايير التشخيص الرسمي لاضطراب الوسواس القهري (OCD)، ويعاني ما يقل قليلاً عن 24% من الأشخاص الذين يعانون من هذه السمات من الميسوفونيا.
كيف يتم تشخيص الميزوفونيا؟
لم تعترف بعد الجمعية الأمريكية للطب النفسي بالميزوفونيا كأحد الاضطرابات النفسية، لكن يمكن لمقدم الرعاية الطبية التعرف على أعراض وسمات الميسوفونيا بناء على إجابات بعض الأسئلة التي يطرحها عليك حول ما تعانيه، ويمكنه من خلالها إخبارك إذا كنت تعاني من هذه المتلازمة أم لا. ومع ذلك لا يعتبر هذا تشخيصًا رسميًا.
علاج الميسوفونيا
على الرغم من أن متلازمة الميزوفونيا ليست حالة مرَضية معترف بها رسمياً، لكن هذا لا يعني أنها حالة غير قابلة للعلاج، إذ تشير أوجه التشابه والروابط بين الميزوفونيا والحالات الأخرى مثل الوسواس القهري أو اضطراب ما بعد الصدمة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة قد يستفيدون من أشكال مختلفة من علاجات الصحة النفسية (العلاج النفسي)، وفي حين أن علاجات الصحة العقلية لا يمكنها علاج حالة مثل الميزوفونيا نهائيًا، فإنها يمكن أن تساعدك فيما يلي:
- تحديد الأصوات المحفزة لهذه المتلازمة.
- تقليل الحساسية تجاه الأصوات التي تزعجك.
- علاج الحالات المرتبطة بالميزوفونيا مثل القلق والوسواس القهري.
حلول أخرى مساعدة
يمكن للعديد من الأشخاص الذين يعانون من حساسية الصوت، أو متلازمة كراهية الصوت، التكيف مع هذه الحالة والتعامل معها باستخدام العناصر الشائعة أو التكنولوجيا أو تقنيات التكيّف، والتي تشمل ما يلي:
- سدادات الأذن أو سماعات الرأس أو سماعات الأذن التي تعمل على تخفيف سماع الضوضاء التي تصدرها الأصوات المزعجة.
- الاستماع إلى شيء آخر لتركيز السمع في دماغك على شيء آخر غير الاستماع إلى الصوت المحفز.
- أصوات مولدة للضوضاء مثل الضوضاء البيضاء.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
كيف أعرف أنه مصاب بالميسوفونيا؟
يمكن التعرف على الميسوفونيا من خلال بعض العلامات والأعراض التي تظهر لديك، والتي تشمل رد الفعل الجسدي والكراهية الفورية لبعض الأصوات مثل التهيج والاشمئزاز والغضب وفقدان السيطرة على النفس، وذلك استجابة لبعض المحفزات الصوتية، والتي يمكن أن تكون صوت المضغ بصوت عالٍ أو صوت الشفتين أو التنفس بصوت عالٍ.
هل الانزعاج من الصوت مرض نفسي؟
الانزعاج من الأصوات العالية أو غير المألوفة والتي قد تكون مؤذية أمر طبيعي وفطري، لكن الانزعاج من بعض الأصوات العادية يسمى الميزوفونيا، وهو اضطراب لم يتم الاعتراف به رسمياً كمرض نفسي أو اضطراب عقلي حتى الآن.
هل الميزوفونيا مرتبطة بالوسواس القهري؟
وجد الباحثون أن ما يقارب 24% من الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري لديهم خطر مرتفع للإصابة بالميزوفونيا، وهناك بعض الأدلة أيضاً على أن الميزوفونيا يمكن أن تكون وراثية.
نصيحة من موقع صحتك
متلازمة الميزوفونيا هي ظاهرة يمكن أن تكون مثيرة للقلق، وبعض الأصوات التي تسبب هذه الحالة قد تكون عادية وشائعة جداً لدرجة أنك قد تشعر أنه لا يوجد مهرب منها، وعلى الرغم من أنها ليست حالة معترف بها رسمياً (على الرغم من وجود أدلة أنه يجب الاعتراف بها، ويدعم العديد من الخبراء الاعتراف بها)، فإن أطباء علم النفس يدركون أهميتها وكيف تحدث وكيف يمكن أن تؤثر عليك.
لكن هناك ضرورة لإجراء المزيد من الأبحاث لتطوير طرق تشخيص المرض وعلاجه، إلا أن بعض خيارات العلاج للحالات العقلية ذات الصلة بهذه المتلازمة قد تكون مفيدة، ويمكنك أيضاً تعلم التعامل مع هذه الحالة والحد من آثارها على حياتك، ويمكنك التركيز بشكل أكبر على أن تستمتع بالأنشطة اليومية التي تقوم بها، وتقلل القلق بشأن سماع الأصوات التي لا تحبها.
