خطواتك أثناء رحلة العلاج النفسي

إذا كنت ترغب في الاستفادة من خدمات العلاج النفسي، فإنه من المهم أن تعرف خطوات العلاج، وكيف يسير، وما الذي تتوقعه خلال هذه الرحلة؟

* الجلسة العلاجية الأولى

سيحاول المعالج خلال هذه الجلسة أن يجمع معلومات عنك وعن احتياجاتك، وقد يستغرق جمع المعلومات عنك والتعرف عليك وعلى موقفك ومخاوفك، وتحديد أفضل نهج علاجي بضع جلسات.

وكما أن الجلسة الأولى (أو الجلسات الأولى) هي فرصة للمعالج للتعرف عليك، فإنها أيضاً فرصة لك لتستكشف هل أنت مرتاح للمعالج، وهل طريقة علاجه تناسبك، ومن الأمور المهمة التي تحتاج لمعرفتها هي: ما هو نوع العلاج الذي يستخدمه المعالج؟ وما هي الأهداف العلاجية؟ وما هي مدة الجلسة؟ وكم عدد الجلسات التي ستحتاجها (وفي العادة يكون الأمر تقديرياً، وقد تحتاج لشهور والبعض يحتاج لسنوات).

إذا لم تشعر بالراحة مع المعالج النفسي، فجرب معالج آخر، فالعلاقة العلاجية مع معالجك هي أساس العلاج، ومن الضروري أن ترتاح لمعالجك، وأن تثق به، وأن تكون صريحاً معه، وكن على ثقة أن أخلاقيات مهنة المعالج تفرض عليه أن يراعي خصوصيتك ويحترم أسرارك وألا يحكم عليك بناء على ما تحكيه له، حتى لو كانت ممارسات يرفضها المجتمع.

* الجلسات التالية للجلسة الأولى

سيشجعك المعالج على التحدث عن معتقداتك ومشاعرك وما يضايقك، ولا تقلق إذا وجدت صعوبة في الكشف عن مشاعرك، والمعالج يمكنه أن يساعدك على اكتساب المزيد من الثقة والراحة.

وقد تنتابك مشاعر حادة أثناء الجلسلة فتبكي أو تشعر بالأمل أو حتى تغضب، والبعض يشعر بإرهاق بدني بعد الجلسة، وسوف يساعدك المُعالج للتكيّف مع هذه المشاعر، وفي بعض أنواع العلاج قد يعطيك المعالج واجبات منزلية، والتعبير عن مشاعرك ومخاوفك فإن هذا سيعمل على تحسين حالتك المزاجية، وتغيير طريقة تفكيرك.

* الخصوصية والسرية من أهم أخلاقيات العلاج النفسي

إذا كنت قلقاً بشأن خروج أسرارك خارج غرفة العلاج فتأكد أن محادثاتك مع المعالج ستكون سرية تماما، فأخلاقيات مهنتة تمنعه تماماً من إفشاء أسرارك مع أي إنسان كائناً من كان (سواء أكان الأهل أم الإخوة أم شركاء الحياة أم الأبناء) إلا بإذنك وفي وجودك، ولا يمكن للمعالج أن يخرق هذه الخصوصية والسرية إلا في ظروف استثنائية، وفي حالة وجود تهديد حقيقي لحياتك أو حياة الآخرين، وهذه بعض المواقف التي قد يخرق فيها المعالج السرية:

التهديد بأذى النفس أو الانتحار.
التهديد بإيذاء شخص آخر أو قتله.
الإيذاء الجنسي لطفل أو بالغ لا يستطيع الرفض.

* كم يطول العلاج النفسي؟

تعتمد جلسات العلاج النفسي التي تحتاجها، وعدد المرات التي تحتاج خلالها زيارة المُعالج، على عوامل متعددة ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

الحالة التي تشكو منها.
شدة الأعراض.
مدة الأعراض.
كم الدعم الذي تتلقاه من المحيطين بك.

قد يستغرق الأمر بضعة أسابيع في بعض الحالات، ولكن في العادة قد يستمر العلاج لسنة أو أكثر.

* نتائج العلاج النفسي

عندما نذهب للعلاج النفسي فإننا نذهب بتوقعات مسبقة، ومن هذه التصورات مايلي:

أن المعالج سيختار لهم إذا كانوا مترددين بين خيارات متعددة، أو بمعنى آخر يريدون من المعالج تحمل مسءولية علاجهم، والحقيقة أن مهمة المعالج هي أن يساعد طالبي المساعدة على تحمل مسءولية خياراتهم.
من التوقعات غير الحقيقية أيضاً تصور أنه مع بدء العلاج ستتخلص من كل آلامك ومن كل الأعراض، ولكن الحقيقة أن رحلة العلاج النفسي تتضمن فتح جروح قديمة، وفي العادة يكون هذا مؤلماً، ولكنه ألم شريف.. ألم التعافي.
من التوفعات أيضأً أنه سيكون بإمكانك أن تتغير تماماً، وأن تتخلص مثلا من كل العادات التي تضايقك، فمثلا لو كنت منطوياً فقد تتصور أنك ستصبح منفتحاً واجتماعياً، ولكن الحقيقة غير ذلك، فالتغيير لن يكون من أقصى اليمين لأقصى الشمال، والهدف من العلاج هو أن تكون على وعي وبصيرة.

* كيف تحقق أقصى استفادة من العلاج النفسي؟

تبذل الجهد والمال أثناء العلاج النفسي، ومن ثم فعليك اتخاذ الخطوات التالية للحصول على أقصى استفادة من العلاج الخاص بك، وللمساعدة في نجاحه.

تأكد من ارتياحك للمُعالج، وإذا لم تكن مرتاحاً، فابحث عن مُعالج آخر ترتاح له.
كن شريكاً نشطاً في رحلة علاجك.تعامل مع العلاج كشراكة.
كن منفتحاً وأميناً، وشارك بأفكارك ومشاعرك وتجاربك.
التزم بخطة العلاج، وواظب على جلساتك.
لا تتوقع نتائج فورية، فالتعامل مع المشكلات العاطفية مؤلم، ومن الشائع أن تشعر بعدم الارتياح أثناء الجزء الأولي من العلاج، وقد تحتاج لعدة جلسات قبل أن تشعر بالتحسن.
قم بتأدية واجبك المنزلي.
إذا شعرت بعدم جدوى العلاج فتحدث لمعالجك

المصادر:
Comprehensive Textbook of Psychotherapy: Theory and Practice
by Bongar, Bruce Bongar & Larry E. Beutler