صحــــتك
05 أغسطس 2021

أمي تخون أبي ولا أحد يصدقني

أمي تخون ابي..لم يصدقني أحد..وتجاهلت الأمر وحسبت أنني ظلمتها حتى أن تأنيب الضمير قد عاش فيني وتاسفت منها..ولكنني علمت فيما بعد أن خيانتها حقيقة ولا أجد مبرر ابدا لخيانتها ف ابي رجل مسالم ولا يقصر معها بأي شي ويحبها كثيرا..ف كيف لي حل هذا الموضوع ؟..أشعر ب كآبة وعيني لا تتوقف عن البكاء ارجوا المساعدة..فلم يصدقني أحد وكان ابي سيضربني من شدة غضبه..النجدة ف روحي تعرق حزنا كل يوم!💔💔💔
DefaultImage
أهلا بك عزيزي؛
كم أتألم لما تعانيه يا ولدي، فهو حقاً أمر مؤلم، وصعب أن يتحمله الشخص، وخاصةً حين يكون في هذا "المأزق أو الامتحان" كما أراه، وأسأل الله أن يعينك ويوفقك إلى ما يجعلك تتجاوز هذا الألم.



وتجاوز الألم الذي نمرّ به مهما كبر حجمه لن يكون بنسيانه، أو إنكار حدوثه وكأنه لم يحدث، فكل من فعل ذلك، حتى وإن نجح ظاهرياً، لم ينجُ من أثره الرديء، فهناك من:
- تحوّل ألمه إلى صعوبة في الثقة في النساء دون تمييز بينهن وكأنهن سواء، فظلم من لا تستحق.
- اقترب منهن اقتراباً غير صحي للانتقام منهن بعد تعلقهن به.
- اتخذ كل امرأة، وخاصة التي تسيطر على ضعفها، هدفاً لجعلها تلك المرأة التي تخون أهلها أو زوجها أو عهدها كإنسان مع الله، ليكرر سيناريو حدث له هو.

ولم يشف غليل الشخص مع كل هذا، بل جعله يفقد جزءاً أصيلاً من ذاته وضاع رغم مكاسبه الوقتية الزائفة، التي لم تسمن ولم تُغنِ من جوع، وأنا وأنت لا نريد لك أياً من هذا أبداً، فتقضي على فطرة طيبة وجمال نفسك لا يجوز أن تخسرهما، فتخسر نفسك، وهي الأهم على الإطلاق، فنفسك الحقيقية بعيداً عن منطقة الألم الكبير، ما زالت تدفعك إلى حل تلك الأزمة بشكل حقيقي وصحي، فلا تخسرها يا ولدي.


لذا أقول لك بخبرتي كمتخصصة وأم وزوجة إن أفضل طرق تجاوز الألم دون كبته أو تحوله إلى غول يبلع، أو يتحكم فيمن يعاني منه، أو يضيّع صاحبه:

أولاً: تقبّل الواقع الذي لا تحبه على كراهته الشديدة، ولكن… انتبه، إن القبول ليس معناه الموافقة، أو الاستسلام، ولا الشجار مع ما حدث، ولكن قصدت أن تقبل أن ما حدث حدث فعلاً، وأعلم أن هذا أيضاً صعب، ولكنه ليس مستحيلاً، وأقل صعوبة من رفض ما يحدث أو الاستسلام له، هذا أولاً وقبل أي شيء؛ فتقبل أن أمك وأباك ليسا الزوجين اللذين كنت تتمناهما على الأقل حتى هذه اللحظة، وأسأل الله أن يمدك بالنضج الكافي لقبول ذلك يا ولدي.

ثانياً: أن تصحح قدر إمكانك هذا الوضع المعوج في حدود دورك ومساحتك؛ فأنت ابن في هذه الأسرة وفي الوقت نفسه رجل لديك مروءة ترفض ما يحدث وتأباه فطرتك، لكنك لست أباً لأحدهما أو مسؤولاً عن تصرفاتهما واختياراتهما، ولكن حقك أن تحيا حياة واضحة دون ظلام، أو أسرار أو غش، راجياً أن يحدث من بعد هذا التصحيح الخيّر؛ فأنت ستجتهد، والخير دوماً حكمة الله وحده نعلمها وقتما يأذن.

وقصدت بالتصحيح أن تتفادى أن يكذبك أبوك كما حدث سابقاً، وأقول لك بوضوح أن تتمكن من إظهار دليل على تلك الخيانة، بحيث لا يمكنه أن يكذبك أبوك أو أن تنكرها هي هداها الله، ورغم صعوبة ذلك، لكن قلته لأكثر من سبب، على رأسه أن المرة الفائتة كانت من الواجب أن تكون رادعة لها وتعتبر تحذيراً شديداً لوقف ما يحدث منها. لكن هذا لم يحدث للأسف؛ لأن بعض تلك الزوجات يردعهن الواقع فقط؛ فحين تفقد فعلاً البيت والزوج وتعاطف الناس معها، تعود إلى رشدها.

والأمانة هنا تقتضي مني أن أقول لك إن رشدها هذا قد لا يكون في عودتها إلى حياتها مع أبوك وبيتكم، ولكن قد تتزوج الرجل الآخر لتستقيم وتظل أمك، ولكن تحترمها حتى مع وجود ألم فقدها في حياتك، لكنه حتماً سيكون ألماً محتملاً عن الآن بسبب حزنك على هذا الأمر وحزنك على أبيك في الوقت نفسه.



ولأنك لم تتحدث معي عن تفاصيل ما أسميته خيانة، أود أن أترك لك عدة نقاط لعلها تساعدك في رؤية شيء يفيدك:
• الخيانة خيانة لا جدال، ولكن لا تزال خيانة المشاعر وعهد الارتباط بين الزوجين رغم كونه خيانة؛ إلا أنه أقل وطأة حتى على نفس الخائن من الخيانة الجسدية، وكذلك الخيانة الجسدية على جسامتها، إلا أنها درجات تصل إلى أقصاها بالمعاشرة الزوجية. فكما وضحت، الخيانة خيانة، لكنها درجات، بعضها أهون من بعض.

• اختبارات الحياة الجادة دوماً تحمل منعطفاً شديد الانحدار، والناجي من يتمكن من التمسك بمقود سيارته "هو" فيها؛ فلو نظر، ولو بطرف عينه إلى غيره وقت شدة الانحدار، لضاع بلا شك، فانتبه لنفسك لتتمكن من تخطي المنعطف، ومقود حياتك يحتاج منك الرصانة، والقبول كما أوضحته، واللجوء إلى الله، فهو وحده العاصم من أي زلات، والسند والمعين، والتمييز بين النجاة الحقيقية والنجاة المزيفة ذات الأثر الرديء، والتركيز في ممارستك لقيمك الخلقية حتى تنظر إلى نفسك نظرة احترام حقيقي...

• مواجهة والدك بالدليل الذي لن يقبل شكاً سيكون بمثابة نقطة جديدة فارقة في حياتك يا ولدي؛ فقد يكون هو نفسه الحل الذي سيصلح بينهما حتى ولو أخذ وقتاً طويلاً، أو سيكون كاشفاً لنوع العلاقة بينهما، وأقصد هنا أباك الذي إن سامحها أو كذبك مرة أخرى، سيكون اختياره هو كزوج وليس كأب، وهنا سيكون من حقك أن تختار حياة طيبة بالنسبة إليك.

• في كل الأحوال، لا محل من الإعراب لأي شعور بالذنب تجاه نفسك، فلقد وُضِعْتَ في هذا المأزق دون إرادة منك مرة ومرة أخرى، والمرتان كانتا فرصة اختيار جديدة "لهما"، وليس أنت أبداً يا ولدي؛ فهما من اختارا بعضهما وجددا الاختيار بما حدث أو سيحدث.

سأدعو الله كثيراً أن يقويك وأن يُسكن جوارحك وقلبك ويرزقك البصيرة، وأنا هنا دوماً لأجلك ومعك وتابعني بأخبارك...
آخر تعديل بتاريخ
05 أغسطس 2021
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.