اكتشفت خيانة أمي لأبي مما سبب لي اكتئابًا شديدًا
أنا شاب 17 سنة في الثانوية العامة، منذ اكتشاف خيانة أمي لأبي وأنا في اكتئاب شديد، وهي لا تدري أنني أعلم، ولكن رأيت كل شيء بعيني من هاتفها، ورأيت أنها كانت ترسل صور وفيديوهات للشخص التي تخون أبي معه، ومِن وقتها وأنا لا أطيق النظر لأمي، ولا أطيق التعامل معها، ولا أعرف كيف أتصرف، بحكم سني الصغير، أرجو الإفادة.
ولدي العزيز:
قلبي عندك يا ولدي، فهذا الوضع صعب، وأتصور مدى ألمك منه، وأشعر بأزمة العجز عن التصرف، ومخاوف كل سيناريو لكل تصرف تفكر فيه، وردود الأفعال تجاهه، ناهيك عن الثانوية العامة، وأشكر فيك رجاحة عقلك التي جعلتك تفكر في إرسال رسالة لنا لتسترشد طريقك.
الحقيقة أن ما يهم الآن رغم كونه بعيدًا عن كل ما يدور في قلبك ونفسك وعقلك هو "الثانوية العامة التي تمتحن موادها الآن"، نعم يا ولدي، فمستقبلك الذي يتشكل لسنوات قادمة يحتاج منك الآن كل الاهتمام والتركيز؛ لأنك الوحيد المسؤول عنه، ومشكلة والدتك ستحتاج لجهد وترتيب وتخطيط، وستأخذ وقتاً، وحتى أتمكن من مساعدتك في أمر تلك الصدمة، سأحتاج:
- التعرف أكثر على شخصيتها، وطبيعتها، وعلاقتها بأهلها، وهل لديها شخص تحترمه وتقدر مكانته لديها؟ وعن علاقتك أنت بها تحديداً كيف هي؟
- هل كنتما تتحدثان بشكل جيد وطبيعي قبل ذلك؟
- علاقتها هي بوالدك، وشخصية وطبيعة والدك، وكذلك علاقتك أنت به وكيف تراه؟
- هل لك إخوة أم لا؟ أصغر أم أكبر؟
- وما هي توقعاتك من سيناريوهات فكرت فيها؟
كل تلك المعلومات غاية في الأهمية لوضع اقتراحات عملية لا تضرك، وتكون بأقل خسائر ممكنة؛ لأنها نقطة تحول جادة، يمكنك إرسالها لي لحين الانتهاء من امتحاناتك، وأؤكد عليك أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال التكيف مع هذا الوضع، ولا السكوت عنه، ووضع خطوات لعلاجه يتسق مع المعلومات التي طلبتها، وربما يساعدك أن تطلب لأي سبب أن تكمل باقي امتحاناتك في مكان آخر غير منزلك إن تمكنت من ذلك، أو قم بتوضيح أنك تحتاج لمزيد من عدم التواصل والتركيز لحين انتهاء امتحاناتك، فيصبح وجودك في مكان معين دون احتكاكات مفهوم حتى نتواصل من جديد، هيا يا ولدي انتبه لنفسك، وسنتمكن معاً من وضع خطة حل لتلك المشكلة، أسأل الله أن يرزقك الصبر والسكينة وحسن التصرف لحين مناقشة الحل، دمت بخير.
