كيف تنفذ عهد الزواج قولاً وفعلاً
الكلام موجه لكل متزوج ولكل شخص مقبل على الزواج، ولكل خاطب ولكل محب ولكل مهتم، أريدك أن تقوم من مكانك الآن وتتوجه ناحية زوجتك أو تتصل بخطيبتك أو من تنوي الزواج منها، أريدك أن تنظر في عينيها، وتطلب منها الإصغاء لك بكل انتباه وتركيز، وأن تكون صادقاً في كل كلمة ستقولها. والآن اشعر بكل حرف ودَعه يتوغّل في أعماقك، فربما حمل معه أملاً جديداً في زواجكما، ونوراً جديداً في حياتكما، وأن تعيشا حياة زوجية صحية بنفسية وعقلية سليمة ونفس هادئة مطمئنة.
يمكنك أيضاً أن تتلو عهد الزواج الآن في حفل زواجك بعد عقد قرانك مباشرة، ويمكنك بعدها أن تردده أمام شريكة حياتك في بداية كل أسبوع أو كل شهر أو حتى كل يوم، يمكنك أن تعتبره عهدًا أمام نفسك وأمام الله تلتزم به طيلة عمرك، هيا بنا ولترفع صوتك:
"أشهد الله وأشهدك.. أنني سأقْبلك كما أنت قبول موقف لا يتغير بتغير أحوالك، قبولاً من أجلك أنت وليس من أجلي أنا فقط، قبولاً دون شروط، وأنني لن أضيق عليك ولن أخنقك ولن أقوم بتعجيزك ولن أختزلك ولن أسمح لك بفعل ذلك معي، وإنني لن أمارس معك في يوم من الأيام دور الضحية أو دور الجاني أو دور المنقذ، ولن أدعك تمارسين أحد هذه الأمور معي.
وأن أحترمك وأقدرك وأهتم بك وأحبك وأسامحك وأعذرك وأمنحك فرصاً وسماحاً وبَراحاً، وألا أتعلق بك تعلقاً مرَضياً أو أدعك تتعلقين بي تعلقاً مرَضياً، وأن نكبر وننضج ونتحمل المسؤولية سوياً من خلال علاقتنا ببعضنا، وأن أقبل معك وأساعدك على أن تقبلي معي ضعفي وضعفك وألمي وألمك وموتي وموتك.
وأن أحيا معك بنفسي الحقيقية، وأساعدك أن تعيشي معي بنفسك الحقيقية، في وجود الناس وفي وجود الله دون أن نلغي أو نشوه علاقتنا بأي أحد فيهم، وأن أظل مصدقاً أنني أستحق، وأن أساعدك أن تظلي مصدقة أنك تستحقين، وأن تكون حياتي معك بداية جديدة في طريق النور وخطوة جديدة في درب الحقيقة".
في الكلمات السابقة وفي تصديقك لها وتنفيذك إياها الإجابة عن أكثر من نصف الأسئلة التي تراودك بخصوص الزواج والحب والارتباط، من فضلك اقرأ العهد مرة أخرى، اقرأه بكل كيانك.
الآثار النفسية لعهود الزواج وتأثيرها على العلاقات
عندما تقرر أن تتزوج بشخص ما؛ فإنك بهذا القرار تتعهد أمام الله والناس بأن تحافظ على هذا الميثاق الغليظ المقدس، وأن تقدم لهذا الشريك كل الحب والاحترام والاحتواء، وأن تعيشا ما بقي من الحياة معاً في السراء والضراء، ومن الجيد سرد هذه العهود باستمرار أمام بعضكما البعض حتى تبقى هذه العهود حاضرة في ذاكرتكما، ولا تغفلا عن الهدف من الزواج والعمل على حماية زواجكما، مهما انغمستما في مشاكل وصعوبات الحياة. فما هي آثار عهد الزواج النفسية وكيف تؤثر على علاقتك بالشريك؟
أعدك بأن أحترمك وأقدرك، وأقدرك على ما أنت عليه
تظهر الأبحاث التي أجريت على تأثير الكلمات والوعود الإيجابية أنه من المفيد رؤية الشريك بشكل إيجابي وتقدير صفاته الإيجابية بدلاً من التركيز على عيوبه، إذ تؤدي هذه النظرة الإيجابية على تحسين الرضا في العلاقة، كما تساعد الشريك على الشعور بالرضا عن نفسه أيضاً، وهذا جزء من عهد الزواج، أن نرى دائماً الأفضل في بعضنا البعض.
أعدك بدعم حريتك وحمايتها
على الرغم من أن البشر بطبيعتهم اجتماعيون ويحتاجون إلى العلاقات ويستمتعون بها، فإنه من المهم أيضاً الحفاظ على فرديتنا، إذ نحتاج أن نشعر أن القرارات التي نتخذها نابعة من أنفسنا، فعندما يشعر الناس أنهم مجبرون على اتخاذ قرارات وليس لديهم الحق في أي اختيار حقيقي، فهذا يجعلهم أقل سعادة، والشريك غير السعيد يدل على وجود علاقة غير صحية وغير سعيدة، لذا فإن في عهد الزواج تجنب للضغط أو إجبار بعضهم على اتخاذ القرارات والسعي بدلاً من ذلك احترام بعضهم البعض.
أتعهد بالسعي إلى فهم رغباتك ومخاوفك وأحلامك
السعي لتلبية احتياجات بعضنا بعضًا هو حجر الزاوية في العلاقات الصحية، ومع ذلك لا يمكنك تلبية احتياجات الشريك إذا لم تعرف ما هي، لذا فإن فَهم الشريك هي الخطوة الأولى للاستجابة لرغباته ومراعاة مخاوفه ودعم أحلامه، ولهذا السبب يجب أن يعد كل منا بالسعي إلى فَهم عميق لبعضنا بعضا.
أعدك أن أسعى دائماً لتلبية احتياجاتك
بمجرد أن نكتشف احتياجات بعضنا البعض يجب أن نبذل قصارى جهدنا لتلبية تلك الاحتياجات، ويمكن أن يكون قول هذا أسهل من فعله، وقد ينطوي في بعض الأحيان إعطاء شريك حياتك ما يحتاجه على تضحيات صعبة من جانبك، حيث يشعر الشريكان بوضع أفضل عندما يتم تقديم التضحيات لدوافع التقرب من بعضنا البعض، مثل الرغبة الصادقة في جعل شريكك سعيداً، فإننا عندما نضحي من أجل بعضنا البعض فإننا نفعل ذلك بحب ورعاية.
أعدك بأن أكون بجانبك عندما تحتاجني
يجب أن تكون شخصاً داعماً بحيث يعتمد عليك شريكك بقوة عندما يحتاج إليك، ومن خلال هذا العهد نعد بأن نكون داعمين لبعضنا البعض في لحظات الحزن والشدة والظروف الصعبة والمرض وغيرها، فمن خلال هذا العهد نكون الملاذ الآمن لبعضنا البعض.
أعدك أن أُبقي حياتنا مثيرة ومغامرة ومليئة بالعاطفة
نستمد عهد الزواج هذا من الأبحاث حول نظرية التوسع الذاتي، والتي تبين أن الأزواج يكونون أكثر سعادة عندما ينخرطون في أشياء جديدة ومثيرة للاهتمام معاً، لذا فنحن نعد بعضنا البعض بعدم ترك علاقتنا تقع في حالة الجمود، ونستمر في مغازلة بعضنا البعض ومواصلة السفر والاستكشاف معاً ومواصلة مشاركة التجارب الجديدة والمثيرة للاهتمام مع بعضنا البعض.
أعدك أن أشعر بالامتنان لوجودك في حياتي دائماً
نستمد هذا العهد من الأبحاث حول مشاعر الامتنان، فعندما يظهر الشريك تقديره لشريكه يصبحان أكثر سعادة والتزاماً بعلاقاتهما، وعندما يعبّر الناس عن امتنانهم لشركائهم يجعل الشركاء أكثر سعادة وتقديراً لذواتهم، لذا نتعهد لشركائنا أن يقدّر بعضنا البعض، وأن نعبّر عن هذا التقدير كثيراً.
نصيحة من موقع صحتك
عند عقد القران الذي يعتبر عهداً وثيقاً لحماية وحفظ وتقدير وحب وود الطرف الآخر؛ فيجب علينا تذكير أنفسنا دائماً بهذه العهود، فالتحدي الأكبر هو الحفاظ عليها وجعلها أمراً واقعاً مطبقاً بشكل جيد، ويجب أن نبذل الجهود للحفاظ على علاقاتنا وجعلها أقوى وأنجح، ويجب السعي باستمرار لجعل علاقتنا صحية وسعيدة ومريحة لكلا الطرفين، والتعهد على أن نكون عوناً وسنداً لبعضنا البعض في هذه الرحلة الطويلة.