ويتطور الاعتلال بأشكاله المتنوعة عند نحو 50 % من مرضى داء السكري بنمطيه الأول والثاني، وذلك بعد مرور نحو 10 سنوات على تشخيص المرض، علاوة على وجوده عند نحو 8 % من مرضى داء السكري النمط الثاني وقت التشخيص.
هناك علاقة قوية بين عدم الضبط الجيد لداء السكري، وحدوث اعتلال الأعصاب السكري، وتساهم عوامل أخرى في زيادة معدلات حدوثه وشدته، ومن أهم هذه العوامل التدخين والكحول وارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة الدهون في الدم.
وينبغي التأكيد على أن نسبة لا بأس بها من اعتلال الأعصاب الطرفية بسبب السكري تكون بدون أعراض ظاهرة يمكن أن ينتبه لها المريض، وبالتالي فإن لدى هؤلاء المرضى زيادة في خطر أذية أقدامهم وأيديهم نتيجة اضطراب الحس في هذه الأطراف، علاوة على حدوث خلوع في المفاصل تؤدي لتشوهات وتقرحات في القدمين، وهو ما يعرف بـ (مفصل شاركو charcot joint).
كما أن اعتلال الأعصاب الذاتية أو المستقلة (autonomic nervous system)، يعتبر بحدّ ذاته أحد عوامل الخطورة كذلك لأمراض القلب والأوعية الدموية.
- أنواع اعتلال الأعصاب السكري
1- اعتلال الأعصاب الطرفية المتعدد Diabetic Peripheral Polyneuropathy
وهو أكثر أشكال الاعتلال شيوعاً، ويتميز بزوال حس الاهتزاز والإحساس بالألم، ويلي ذلك اضطراب الحس العميق (الحس القادم من الأعضاء الداخلية) وحس الوضع (الإحساس بوضع أجزاء الجسم المختلفة)، وله عدة أشكال، منها المؤلم (Painful) والحسي (Sensory) والمختلط (Mixed).
ويشكو المرضى عادة من حسّ ألم وتنميل ووخز في القدمين، ويصف بعضهم الألم على أنه ألم حارق، بينما يصفه آخرون بأنه تنميل وألم نخزي.
2- اعتلال الأعصاب المستقلة السكري Diabetic Autonomic Neuropathy
ويشتمل على إصابة كل من السبيل العصبي الودي ونظير الودي (السمبثاوي والباراسمبثاوي Sympathetic and parasympathetic).
وتتضمن الأعراض: تسرع القلب أثناء الراحة Tachycardia، وهبوط الضغط عند الوقوف Postural hypotension، وكسل المعدة Gastroparesis، والإسهالات السكرية، وارتخاء المثانة والتهابها المتكرر، والضعف الجنسي، والتعرق.. خصوصاً في الجزء العلوي من الجسم أثناء تناول الطعام.
3- اعتلال العصب الوحيد Diabetic mononeuropathy: ويحدث بشكل مفاجئ عادة، ويمكن أن يصيب أي عصب في الجسم، لكن الإصابات الأكثر شيوعاً تشتمل على الأعصاب المحركة للعين (العصب 3 و6 على وجه الخصوص)، والعصب الفخذي الجلدي السطحي.
4- الضمور العضلي السكري: وهو مضاعفة قليلة الحدوث تصيب المسنين المصابين بالسكري، وتتميز بضمور شديد ومؤلم يصيب العضلات مربعة الرؤوس في الفخذين وعضلات الكتفين.
- التوصيات والتدبير
ينبغي تقصي اعتلال الأعصاب الطرفية السكري عند جميع مرضى داء السكري نمط 2 وقت التشخيص، وبعد مرور خمس سنوات على تشخيص داء السكري نمط 1، وذلك باستخدام وسائل التقصي البسيطة:
1- ينبغي أن يعاد تقييم الحالة المرضية كل سنة مرة على الأقل.
2- ينبغي تقصي اعتلال الأعصاب المستقلة السكري عند جميع مرضى داء السكري، وذلك بالاستجواب الدقيق والفحص السريري، ويمكن اللجوء لوسائط التشخيص المختلفة لإثبات أو نفي الاعتلال.
3- الضبط المحكم لسكر الدم هو الاستراتيجية المثلى لمنع أو تأخير تطور اعتلال الأعصاب السكري.
4- ينبغي علاج اعتلال الأعصاب الطرفية السكري باستعمال العلاجات المتاحة، والموافق عليها.
5- تعالج اعتلالات الأعصاب المستقلة بالعلاجات المتاحة الموافق عليها.
6- ينبغي على الطبيب أن يكون عارفاً بالتأثيرات غير المرغوبة للأدوية المتاحة لمعالجة اعتلال الأعصاب السكري، وتداخلاها مع الأدوية الأخرى التي يستعملها المريض.
اقرأ أيضاً:
10 طرق لتجنب مضاعفات داء السكري
مرض السكري من النوع الأول.. الأعراض والمضاعفات
5 نصائح للوقاية من داء السكري
نمط حياة للتعايش مع السكري من النوع الأول