وجدت دراسة حديثة أن التحدث إلى صديق مقرّب يومياً ولو لفترة قصيرة يمكن أن يساعد في تحسين الصحة النفسية، وهذا الأمر يبين مدى أهمية التواصل الإنساني، وكيف يمكن لبعض الخطوات الصغيرة أن تسهم في الحفاظ على صحة نفسية سليمة.
تفاصيل الدراسة
نشرت الدراسة في مجلة "Communication Research" في شهر يناير الماضي بعد أن انتشار فيروس كوفيد 19 حول العالم، ففي حين أن الحياة اليومية للكثيرين قد اقتربت من عودتها إلى شكلها الطبيعي لما قبل الجائحة، فإن تلك السنوات الطويلة من التباعد الاجتماعي والعمل عن بُعد والعزلة قد أثرت بشكل كبير على الصحة النفسية والعاطفية لدى الكثير من الأشخاص.
تضمنت الدراسة 900 مشارك من خمسة جامعات قبل وأثناء وبعد عمليات الإغلاق الوبائي، حيث تم توجيه المشاركين إلى الانخراط في واحدة من سبعة سلوكيات تواصل خلال يوم واحد، ثم الحديث عن مشاعرهم تلك الليلة فيما يخص التوتر والتواصل والقلق والوحدة وجودة يومهم. تضمنت السلوكيات السبعة ما يلي:
- السؤال عن أخبار صديق لم تتم رؤيته من مدة.
- الدخول في حوار ذي معنى عميق.
- المزاح والضحك.
- إظهار التعاطف والرعاية والاهتمام.
- الاستماع.
- تقدير الآخرين وآرائهم.
- تقديم خالص المديح.
نتائج الدراسة
وجدت الدراسة أن طبيعة السلوكيات التي تمت ممارستها لا تهم، لكن كان مجرد محاولة التواصل مع أي صديق هو الذي كان له الأثر الكبير في التحسين من الحالة النفسية والمزاج والسلوكيات.
يقول الخبراء: إنه لا يشترط أن تكون المحادثات طويلة أو متعمقة، وبدلاً من ذلك، ابحث عن اللحظات التي يكون لديك فيها وقت للتواصل مع أشخاص ترتاح بالحديث معهم، حتى وإن لم يكن هناك الكثير من الوقت.
من المهم ملاحظة أن الدراسة ركزت على التواصل الذي يحمل مغزى بشكل عام حتى وإن كان لمدة قصيرة، وهذا لا يعني أنه يجب على الانطوائيين التحدث إلى حشد كبير من الناس للاستفادة.
أهمية الصحة النفسية فيم يتعلق بالتواصل
خلال انتشار الجائحة، شهدنا زيادة بنسبة 25٪ من الاكتئاب، ويعزى هذا إلى انخفاض نسبة التواصل مع الآخرين، لكن يعد العثور على طرق لاستعادة هذا التواصل ذا أثر فعال وقوي في التقليل من هذه النسبة.
تعد الصحة النفسية أمرًا مهمًا للجميع دون استثناء، وقد بدأنا للتو في إدراك ذلك، خاصة مع تأثيرات الجائحة التي طالت الجميع، فهذه التجربة الجماعية المؤلمة التي مررنا بها كمجتمع عالمي تسلط الضوء على مدى أهمية الصحة النفسية، وكم هي جزء جوهري من الحياة اليومية.
نحن كبشر، نزدهر بالتواصل مع الآخرين، ليس فقط على المستوى النفسي ولكن على المستوى الفسيولوجي أيضاً. فسواء كنت اجتماعياً أو انطوائياً أو بين هذا وذاك، فإن التواصل البشري مهم لصحتك النفسية.
المصدر: