أتمنى أن يكون سنك كما ذكرتِ؛ لأن له دلالة في الحقيقة، فالتعلق في سن الثلاثين مع وجود صوت عقل يعلو بأنه يجب الانفصال عنه؛ يشير لاحتياج شرس لما يقدمه لك هذا التعلق غير المرتبط أساساً بالشخص الذي تتعلقين به، كإنسان عرفتِ عنه ما لا يتوافق معكِ، كأني أريد أن أقول: أن تعلقك بالشخص هو تعلق بالحالة التي تحتاجين لوجودها في حياتك رغم عدم مناسبة هذا الشخص لكِ فعلاً، فهذه أول وأهم نقطة تحتاجين لاستيعابها جيداً، وبغض النظر عن الأسباب التي تجعلك تعرفين أنه عليكِ تركه، فهي الحقيقة في واقعك أنتِ وهو، وكذلك حاولي أن تستكشفي ما الذي يتميز به هذا الشخص فعلاً كإنسان بشكل عام، لتتعرفي على الصفات التي تحبينها في الإنسان أو الرجل عموماً، والتي جعلتك تقعين في هذا التعلق معه هو بالذات؛ لأنها نقطة ذات وجهين، أولهما مزيدًا من استكشافك الأقرب لنفسك، وكذلك لتوخي الحذر في التعلق بأشخاص معينين، حتى وإن كانوا لا يناسبونك حتى لا تكرريها، وأخيراً تذكري أنك كنتِ تحيين قبل تلك العلاقة، وستحيين أيضاً بعدها، ولكن برؤية أوضح لنفسك، واحتراماً أكبر لاحتياجاتك؛ لأنها مشروعة وتحتاج منك للتعامل معها بشكل صحي لا يؤذيكِ، وكانت فرصة -برغم غصتها- أن تتعرفي على نقاط قوتك التي لم تكن لتظهر إلا بوجودك في تلك العلاقة؛ كقدرتك على التحمل، ومدى صبرك، ومدى عطائك ... إلخ، فهي أنت وليس الشخص الآخر، وربما تساعدك بعض الأمور الأخرى بعد تلك النقاط، مثل قطع كل طرق التواصل معه، مع الانخراط في نفس الوقت بأمور تهمك جدا، ووسَط أناس يحبونك، وعدم التواصل مع دوائر مشاركة بينكما لفترة، وعدم العودة لذكرياتكم “مؤقتاً” حتى تدركي ما أوضحته من نقاط، وإلى مثل تلك الأمور، ودمت بخير.