ما هي النرجسية؟
النرجسية يمكن أن تكون صفة شخصية أو اضطراب سلوكي أو اضطراب نفسي يعرف باسم اضطراب الشخصية النرجسية (NPD)، فيشعر الشخص النرجسي بأهميته وبالفوقية على الآخرين، ولا يشعر بالتعاطف على الإطلاق مع الآخرين، ويكون من الصعب عليه البقاء في علاقة صحية، بل قد ينخرط في الإساءة النرجسية للطرف الآخر.
وفي بعض الأحيان قد يُظهر بعض الأشخاص سلوكيات نرجسية دون أن يكونوا نرجسيين بالفعل، وذلك مثل الأشخاص الذين يفتقرون للأمان ولا يشعرون بقيمتهم الذاتية، فيشعرون بالحسد تجاه الأصدقاء والعائلة والشركاء، وقد يقومون بسلوك استغلالي تجاه الآخرين لفترة قصيرة، لكن إذا استمر هذا السلوك لفترة طويلة فقد تظهر عليهم صفات الشخصية النرجسية واضحة، ويكون لذلك آثار طويلة الأمد على الأشخاص الآخرين في حياتهم.
كيف تؤثر عليك العلاقة مع شخص نرجسي ؟
البقاء مع شريك نرجسي، سواء كان زوجًا أم حبيبًا أم خطيبًا أم صديقًا، يمكن أن يعرِّض حياتك ورفاهيتك للبؤس والتعب، خاصة إذا كان يرفض الحصول على المساعدة لحل مشاكله النفسية، وكلما طالت مدة بقائك مع شخص نرجسي كان من الصعب تركه، خاصة إذا كانت علاقة زواج ومع وجود الأطفال، ومع ذلك نذكِّر أن صحتك النفسية والعاطفية والجسدية هي الأولوية. تتضمن مخاطر العلاقة مع شخص نرجسي ما يلي:
الإساءة النرجسية
تتضمن العلاقات النرجسية سوء المعاملة، بما في ذلك الإساءة الجسدية والإساءة النفسية والعاطفية، وكذلك الإساءة الجنسية، ويمكن أن تؤدي هذه الإساءات إلى آثار طويلة الأمد على الصحة النفسية والجسدية للشريك، ويمكن أن تكون هذه الإساءة على شكل دورات أو فترات، مما يعني أن الضحية قد تمر بدورات متناوبة من الإساءة والمصالحة حين يشعر الضحايا أنهم محاصرون في هذه العلاقة، ويأملون بأن يتغير الشريك، ويبقون في هذه العلاقة على أمل، ويتعرضون بعد ذلك للإساءة مرة أخرى.
الصحة النفسية والجسدية
العلاقة مع شخص نرجسي قد يكون لها تأثير خطير على الصحة النفسية والجسدية، لأن التعامل مع تقلبات الشخص النرجسي العاطفية ودورات الإساءة والتصالح وانخفاض وارتفاع المشاعر والنقد المستمر والعزلة عن الأصدقاء والعائلة ... يمكن أن تسبب صدمة نفسية عاطفية خطيرة.
قد يؤدي السلوك السيئ للنرجسيين وغضبهم الشديد منك بسبب أشياء تافهة لِأن تصاب بالقلق والحذر بالتعامل والإصابة بنوبات الهلع في حال أسأت التصرف أو قمت بفعل شيء خاطئ، فتبدأ بالتشكيك بقيمتك الذاتية، مما يصعب عليك السعي لطلب المساعدة، ويمكن أن تتأثر صحتك النفسية في حال لم تتمكن من التحدث بحرية مع شريكك أو التعبير بصدق عن مشاعرك، فالأشخاص الذين يعيشون في علاقة مع شخص نرجسي لديهم احتمال أكبر للإصابة بالاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة وغيرها من المشاكل النفسية المشابهة.
السلوك المتلاعب
غالباً ما يستخدم الأشخاص النرجسيون أسلوبًا مسيئًا ومتلاعبًا للحصول على السيطرة الجسدية والعاطفية والمالية على شركائهم، ويمكن أن يشمل هذا السلوك التلاعب في المشاعر والترهيب، ووضع التصنيفات والنقد والعرقلة أثناء الجدال، وعدم تقبل الرأي الآخر المخالف لهم، والمبالغة في ردات الفعل. فإذا كنت تتعرض باستمرار للتلاعب والتقليل من الشأن، وجعلك تشعر بأنك مخطئ دائما، فقد يؤثر ذلك على صحتك النفسية بشكل خطير.
الخطر على العلاقات المستقبلية
من خلال البقاء مع شخص نرجسي قد تتغير وجهة نظرك وحكمك على العلاقات وقدرتك على معرفة العلاقات الصحية، وقد يكون من الصعب للغاية التعافي من العلاقة مع شخص نرجسي ، خاصة إذا كنت عانيت من الإيذاء النفسي والاعتداءات على احترام الذات ومشاكل الصحة النفسية بسبب الإساءة النرجسية. وبسبب تضرر احترام وتقدير الذات لدى الضحايا، فإنهم يشعرون أنهم محاصرون في علاقة سيئة، ولكن يمكن الحصول على المساعدة من أخصائي الصحة النفسية للتعافي من العلاقة مع شخص نرجسي .
هل يمكن للشريك النرجسي أن يتغير؟
نعم، يمكن للشريك النرجسي أن يتغير، لكن هذا التغير يجب أن ينبع من قناعة في نفسه وتصالحه مع الذات، فقد لا يتمكن شخص آخر من تغييره، ولكي يتغير الشريك النرجسي يجب أن يقتنع في البداية أن لديه مشكلة، وأن يبدي استعداداً لتغييرها، ويتضمن ذلك التحدث مع الشريك عن المشكلة وطلب المساعدة المهنية، أو التحدث مع الأصدقاء أو أفراد العائلة حول المشكلة.
أما إذا لم يدرك النرجسي أن لديه مشكلة ولم يتعامل مع المعالج النفسي أو أي شخص آخر بشأن هذه المشكلة، فإنه لا يمكن أن يتغير، إذ يجب عليه أن يبدأ رحلة العلاج من نفسه، وبداية الطريق هي الاعتراف بوجود مشكلة فعلاً، لذا فإن العلاقة مع شريك نرجسي والبقاء معه قد يكون ضاراً للغاية إذا لم يبد أي استعداد للتغير.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
كيف تتأكد أنك في علاقة مع شخص نرجسي ؟
العلاقات النرجسية تستنزفك عاطفياً، فالنرجسيون يعانون من قلة التعاطف مع الآخرين أو عدم إظهار التعاطف على الإطلاق، واستمرار الحاجة إلى الشعور بإعجاب الآخرين بهم، بالإضافة إلى استخدام أساليب التلاعب المختلفة، مثل جعلك تشكك في واقعك وتقليل احترامك لذاتك من خلال انتقادك والتقليل من شأنك أو إهانتك، كما يقوم النرجسي بحجب المودّة والاهتمام عن الشريك الآخر، مما يجعله يشعر أنه غير مهم وغير لائق.
كيف تتخطى علاقة مع شخص نرجسي؟
التخلص من الشخص النرجسي والابتعاد عنه يكون صعباً لأنه يمارس أساليبه المتلاعبة مع الشريك في انتقاده، والتقليل من شأنه، ومنحه الشعور أنه هو المخطئ دائماً، حتى يصل إلى مرحلة تقليل تقدير الذات وعدم احترامها، مما يصعب عليك التخلي عنه، لكن الابتعاد عن نرجسي ليس مستحيلاً، ويمكن محاولة القيام بالتالي:
- الابتعاد بشكل كلي وعدم محاول التواصل بأي شكل.
- توقع التلاعب المحتمل من الشخص النرجسي، فيجب أن تكون واعياً لهذه الألاعيب.
- إعادة الاهتمام بالهوايات والمشاعر القديمة.
- اكتب أسبابك لإنهاء هذه العلاقة حتى تكون ذريعة لك لعدم التراجع.
- أحِط نفسك بأشخاص داعمين، وتخلص من كل المتعلقات والذكريات الخاصة بالشريك.
- اسمح لنفسك بالحزن، وتعامل مع نفسك بلطف، والسماح لنفسك بزيادة محبتك واحترامك لنفسك.
كيف تعرف أنك في علاقة صحيحة؟
العلاقة الصحية تتضمن الصدق والثقة والاحترام والتواصل المفتوح بين الشريكين، وتتطلب بذل الجهد من كلا الشخصين للحفاظ على هذه العلاقة، ولا يوجد اختلال في توازن القوى، إذ يحترم فيها الشركاء استقلالية بعضهم، ويمكنهم اتخاذ قراراتهم الخاصة دون الخوف من العقاب، ويتشاركون في القرارات.
نصيحة من موقع صحتك
إن العلاقة مع شخص نرجسي يمكن أن يكون لها مخاطر على صحتك، فإذا كنت ضحية للإساءة النرجسية أو تعيش في علاقة مع شخص نرجسي وتعاني من العزلة عن العائلة والأصدقاء، وشعرت بتضاؤل تقديرك لذاتك، وتعاني من مشاكل الصحة النفسية بسبب هذه العلاقة؛ ننصحك بترك هذه العلاقة وطلب المساعدة النفسية والعائلية، فيجب أن تكون حياتك الخاصة هي الأولوية، وننصحك بإعطاء الأولوية لصحتك النفسية والعاطفية، وأن تكون في مقدمة الاعتبارات والأولويات، وفي حال كانت العلاقة مع نرجسي هي علاقة زواج ويوجد أطفال؛ فقد يكون من مصلحتك ومصلحتهم قضاء وقت أقل مع شخص نرجسي.