* اليوم العالمي للصحة النفسية 2021
موضوع هذا العام هو الصحة العقلية في عالم غير متكافئ، وتم اختيار هذا الموضوع لأن جائحة COVID-19 تسببت في تأثير كبير على الصحة العقلية للناس، ويتم الاحتفال بهذا اليوم للتوعية بقضايا الصحة النفسية وأهمية السعادة العقلية. ينظم الناس في جميع أنحاء العالم حملات مختلفة للاحتفال باليوم وتشجيع الجميع على التحدث عن هذه القضية، وأيضًا، يروي البعض قصتهم الملهمة حول كيفية تعاملهم مع الاكتئاب أو مشاكل أخرى، وفي بعض البلدان، يعد هذا اليوم جزءًا من أسبوع التوعية، مثل أسبوع الصحة العقلية في أستراليا.* تاريخ اليوم العالمي للصحة النفسية
تم الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية لأول مرة في عام 1992 في 10 أكتوبر بمبادرة من نائب الأمين العام ريتشارد هنتر، وحتى عام 1993، لم يكن لهذا اليوم موضوع محدد.في عام 1994، تم الاحتفال باليوم العالمي للصحة العقلية بموضوع بناء على اقتراح الأمين العام آنذاك يوجين برودي، وكان الموضوع هو "تحسين جودة خدمات الصحة العقلية في جميع أنحاء العالم"، والآن، يتم دعم اليوم الخاص من قبل منظمة الصحة العالمية من خلال زيادة الوعي بالصحة النفسية من خلال تطوير المواد التقنية والاتصالية.
* العبء العالمي للمشكلات النفسية
تعد مشاكل الصحة العقلية أحد الأسباب الرئيسية لعبء المرض العام في جميع أنحاء العالم،وتم الإبلاغ عن أن مشاكل الصحة العقلية والسلوكية (مثل الاكتئاب والقلق وتعاطي المخدرات) هي الدوافع الرئيسية للإعاقة في جميع أنحاء العالم، مما تسبب في أكثر من 40 مليون سنة من الإعاقة في سن 20 إلى 29 عامًا، ويُعتقد أن الاكتئاب الشديد هو السبب الرئيسي الثاني للإعاقة في جميع أنحاء العالم ومساهم رئيسي في عبء الانتحار وأمراض القلب الإقفارية.
وهذه الأرقام تمثل قمة جبل الجليد، فما خفي تحت السطح أعظم، وأسباب عدم رصد هؤلاء الذين يختفون تحت السطح متنوعة، منها عدم قدرتهم على الوصول لخدمات الصحة النفسية؛ إما لعدم توافرها، أو ارتفاع أسعارها، ومنها إحجامهم عن طلب هذه الخدمات خوفا من الوصمة المجتمعية، ومنها هؤلاء الذين يعانون من مشكلات الصحة النفسية ولكنها لم تصبح تشخيصا محددا يسمح لهم بالحصول على خدمات الصحة النفسية.
* الصحة النفسية في عالم غير متكافئ
ترسم الطبعة الجديدة من أطلس الصحة النفسية الصادر عن منظمة الصحة العالمية صورة مخيبة للآمال تظهر إخفاق العالم في مدّ الأفراد بخدمات الصحة النفسية التي يحتاجونها، في وقت تبرز فيه جائحة كوفيد-19 حاجة متزايدة لدعم الصحة النفسية.وتحمل الطبعة الحديثة من الأطلس، التي تتضمن بيانات من 171 بلدا، إشارة واضحة إلى أن الاهتمام المتزايد بالصحة النفسية في السنوات الأخيرة لم يسفر بعدُ عن زيادة في خدمات الصحة النفسية الجيدة التي تتماشى مع الاحتياجات.
ويصدر الأطلس مرة كل ثلاث سنوات، وهو تجميع للبيانات التي تقدمها بلدان العالم عن سياسات الصحة النفسية وتشريعاتها، وتمويلها، ومواردها البشرية، وتوفير خدماتها ونظم جمع البيانات المتعلقة بها واستخدامها. وهو أيضا آلية لرصد التقدم المحرز نحو تحقيق الأهداف الواردة في خطة عمل المنظمة الخاصة بالصحة النفسية.
وقال الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام للمنظمة: "بالرغم من الحاجة الواضحة والمتزايدة إلى خدمات الصحة النفسية، التي غدت أكثر حدة خلال جائحة كوفيد-19، فإن من المقلق للغاية أن نرى أن النوايا الحسنة لا تقابل بالاستثمار. وعلينا أن نصغي إلى نداء الصحوة هذا ونستجيب له ونسرع بشكل كبير زيادة الاستثمار في الصحة النفسية، إذ لا صحة بدون الصحة النفسية".
وذكر التقرير أننا لم نقترب من تحقيق أي من أهداف القيادة والحوكمة الفعالة للصحة النفسية، وتقديم خدمات الصحة النفسية في البيئات المجتمعية، والتعزيز والوقاية في مجال الصحة النفسية، وتعزيز نظم المعلومات، وخلال عام 2020، أفادت 51% فقط من الدول الأعضاء الـ194 في المنظمة أن سياساتها أو خططها في مجال الصحة النفسية تتماشى مع الصكوك الدولية والإقليمية لحقوق الإنسان، أي أدنى بكثير من هدف 80%. وحققت 52% فقط من البلدان الهدف المتعلق ببرامج التعزيز والوقاية في مجال الصحة النفسية، وهي أيضا نسبة تقل بكثير عن هدف 80%. والهدف الوحيد الذي تحقق في أهداف عام 2020 هو هدف الحد من معدل الانتحار بنسبة 10%، ومع ذلك فإن 35 من البلدان فقط أفادت بأن لديها استراتيجية أو سياسة أو خطة للوقاية قائمة بذاتها.
غير أنه لوحظ إحراز تقدم مطرد في اعتماد سياسات وخطط وقوانين بشأن الصحة النفسية، وأيضا في تحسين القدرة على الإبلاغ عن مجموعة من المؤشرات الأساسية للصحة النفسية.
وفي المقابل، لم تشهد النسبة المئوية للإنفاق على الصحة النفسية في ميزانيات الصحة الحكومية خلال السنوات الماضية تغييرا ذا شأن، إذ لا تزال تراوح حول نسبة 2%، وبالإضافة إلى ذلك، وحتى وإن كانت السياسات والخطط تتضمن تقديرات للموارد البشرية والمالية المطلوبة، فقد أشارت 39% فقط من البلدان المجيبة إلى تخصيص الموارد البشرية اللازمة وأشارت 34% منها إلى توفير الموارد المالية المطلوبة.
* تأثير الجائحة على الصحة النفسية
انتشار جائحة كورونا في جميع أنحاء العالم سبب الخوف والقلق لدى السكان بشكل عام وبين مجموعات معينة على وجه الخصوص، مثل كبار السن ومقدمي الرعاية والأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية أساسية، كما ارتفعت مستويات الوحدة والاكتئاب وتعاطي الكحول والمخدرات وسلوكيات إيذاء الذات أو السلوك الانتحاري. وتزامن مع هذا توجيه المخصصات والموارد الصحية للتعامل مع الوباء.* كيف يمكن تحقيق عدالة توزيع خدمات الصحة النفسية؟
-
دعم اللامركزية
-
زيادة التمويل الحكومي لخدمات الصحة النفسية
ومع ذلك، فقد سُجل ارتفاع في نسبة البلدان التي أفادت بإدراج علاج الأشخاص المصابين بعدة أمراض نفسية ضمن النظم الوطنية للتأمين الصحي الوطني أو تعويض التكاليف - من 73% في عام 2017 إلى 80% (أو 55%من الدول الأعضاء) في عام 2020.
ولا تزال التقديرات العالمية للأشخاص الذين يتلقون الرعاية بسبب الإصابة بأمراض نفسية محددة (وهي تقديرات تستعمل كمتغير غير مباشر لقياس مستوى رعاية الصحة النفسية إجمالا) دون نسبة 50%، ومنهم كمتوسط عالمي 40% من الأشخاص المصابين بالاكتئاب و29% فقط من الأشخاص المصابين بالذهان الذين يتلقون الرعاية.
وكان من المشجع أكثر تسجيل زيادة في عدد البلدان التي أبلغت عن برامج والتعزيز والوقاية في مجال الصحة النفسية، من 41% من الدول الأعضاء في عام 2014 إلى 52% في عام 2020. ومع ذلك، فإن 31% من إجمالي البرامج المبلغ عنها لم تخصص لها موارد بشرية ومالية، و27% لم توضع لها خطة محددة، و39% لم يكن لديها أدلة موثقة على التقدم و/أو الأثر.
-
زيادة عدد العاملين في مجال الصحة النفسية
-
أهداف جديدة لعام 2030
تُستمد الأهداف العالمية المبلغ عنها في أطلس الصحة النفسية من خطة العمل الشاملة الخاصة بالصحة النفسية التي اعتمدتها المنظمة في عام 2013 وتضمنت أهدافا لعام 2020 أقرتها جمعية الصحة العالمية. وتشمل هذه الخطة التي مددت حتى عام 2030 أهدافا جديدة لإدراج الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في خطط التأهب لحالات الطوارئ، وإدماج الصحة النفسية في الرعاية الصحية الأولية، وإجراء الأبحاث بشأن الصحة النفسية.
وقالت ديفورا كيستل، مديرة إدارة الصحة النفسية وتعاطي المخدرات في المنظمة: "تظهر لنا البيانات الجديدة في أطلس الصحة النفسية أنه لا يزال أمامنا طريق طويل جدا للتأكد من حصول الجميع، في كل مكان، على رعاية صحية نفسية جيدة". واستدركت قائلة: "لكنني متفائلة بالحماس المتجدد الذي أبدته الحكومات عند مناقشة الأهداف الجديدة لعام 2030 والاتفاق عليها، وأنا واثقة من أننا نستطيع معا أن نقوم بما هو ضروري للانتقال من خطوات صغيرة إلى قفزات عملاقة إلى الأمام في السنوات العشر المقبلة".
المصادر:
تقرير من المنظمة يسلّط الضوء على نقص الاستثمارات في الصحة النفسية على الصعيد العالمي
World Mental Health Day 2021: Check out significance, history and theme for this year
Mental health statistics: UK and worldwide
Coronavirus: The divergence of mental health experiences during the pandemic