كم مرة عبَّرت فيها عن الشعور بالامتنان في حياتك اليومية؟ ربما تفكر في المرات العديدة التي قلت فيها "شكرًا" لشخص ما لأنه فتح الباب لك، أو ربما تتذكر آخر مرة شعرت فيها بالامتنان لقضاء الوقت مع الأصدقاء. مهما كانت الحالة، ربما تتساءل أيضاً: ما مدى التأثير الذي يمكن أن تحدثه لحظات الامتنان الصغيرة والعابرة أحياناً هذه على حياتك؟
ماذا يعني الشعور بالامتنان ؟
الشعور بالامتنان هو حالة ذهنية إيجابية يتم استحضارها من خلال التركيز على الخير في حياة الفرد وتقديره، وأن يكون الشعور بحالة الامتنان والشكر المستمرين أمراً نابعًا من الداخل.
والامتنان يتجاوز مجرد الاعتراف بالأشياء الجيدة في حياتك، فهو يستلزم أيضاً الاعتراف بأن الخير يأتي من عوامل خارج نفسك، وهذا يتطلب تقديراً لمساهمات الآخرين والأحداث الخارجية. وبهذه الطريقة، فهي ممارسة غير أنانية، ينصب تركيز الامتنان فيها على العالَم من حولنا، على كل من الأشخاص والأنشطة، أي الظواهر الخارجية، التي لا تكون خارجة من أنفسنا.
لماذا يتوجب عليك ممارسة الشعور بالامتنان ؟
وفقاً للخبراء، فقد ثبت أن للامتنان فوائد عديدة على صحتنا النفسية ورفاهيتنا، وحتى على علاقاتنا الاجتماعية مع الآخرين، فمن من الناحية النفسية، يرتبط الأمر بقدر أكبر من التفاؤل والسعادة واليقظة والإيجابية العامة، ومن الناحية الاجتماعية، يرتبط ذلك بسلوك أكثر مساعدة وكرمًا وتعاطفاً، والميل إلى أن يكون الإنسان أكثر تسامحاً، وتناقص مشاعر العزلة والوحدة، وبناء علاقات أفضل والحفاظ عليها.
كيف يمكنك ممارسة الشعور بالامتنان ؟
-
امتلك مفكرة الشعور بالامتنان
إن إحدى أكثر الطرق شيوعاً وأسهلها لممارسة الامتنان هي الاحتفاظ بمذكرة الامتنان، والتي تستلزم تسجيل الأشياء التي تشعر بالامتنان لها بانتظام والاحتفاظ بها لأيام أو أسابيع أو أشهر. ويوصى بكتابة ما يصل إلى خمسة أشياء تشعر بالامتنان لها في نهاية كل يوم، لأن قضاء خمس دقائق قبل النوم بكل بساطة في ذكر ثلاثة أشياء تشعر بالامتنان تجاهها فقط هو طريقة رائعة لإنهاء اليوم بملاحظة إيجابية وشكر، مما يؤدي على الأرجح إلى نوم أفضل ليلاً.
-
قل ما أنت ممتن له بصوت عالٍ
بالإضافة إلى كتابة الأشياء التي تشعر بالامتنان تجاهها، يقترح الخبراء نطقها بصوت عالٍ حتى تتمكن من سماع نفسك تقولها بصوت عالٍ. وبحلول نهاية الأسبوع، عُد إلى يومياتك واقرأها كل يوم بصوت عالٍ، لأن قراءة كلماتك بصوت عالٍ هي ممارسة تغيّر تفكير الشخص بشكل إيجابي، ومن المفيد أيضاً قراءة كلماتك بصوت عالٍ حتى يبدأ عقلك في تجاوز تشوش الأفكار والعقل بسبب تحديات الحياة اليومية.
-
شارِك امتنانك مع الآخرين
لا ضير في نشر الإيجابية للآخرين أيضاً، فعبّر عن التقدير لشخص معين في حياتك، مثل كتابة رسالة امتنان أو إعطاء هدية لشخص ما، أو الاتصال بأحد الوالدين للتعبير عن شكرك لهما، فهذا لا يجعلنا نشعر بالسعادة فحسب، بل يمكنه أيضاً نشر السعادة للآخرين، وحتى تعزيز علاقاتنا مع أحبائنا.
-
أعِد النظر في أفكارك السلبية
غالباً ما تكون الشكوى من الأشياء المزعجة أو السيئة التي تحدث في حياتك جزءاً من حوارنا اليومي الطبيعي، ولكن إعادة صياغة تفكيرك حول هذه الأحداث يمكن أن تساعد في تحويل مشاعرك لتجعلك تشعر بمزيد من الامتنان.
-
التطوع والعطاء للآخرين
أحد الأساليب الرائعة لإحصاء مصادر عدّ النِّعم هي من خلال الأعمال الخيرية، لأن العطاء هو وسيلة رائعة لعيش حالة من التقدير للأشياء التي لدينا في حياتنا. سواء كان ذلك من خلال التبرع لجمعية خيرية، أو التطوع بوقتك لقضية تهمك، أو حتى القيام بأعمال لطيفة عشوائية صغيرة مع الغرباء، فإن رد الجميل للآخرين يمكن أن يساعد في تعزيز إحساسك بالهدف، وتعزيز علاقاتك مع مجتمعك.
-
لاحظ وقّدر الأشياء الصغيرة
عندما تفكر في الأشياء التي تشعر بالامتنان لها، قد تكون بعض الإجابات الأكثر وضوحاً صحتَك الجيدة، أو عائلتك وأصدقاءَك، أو وظيفتك، ولكن ماذا عن الأشياء الأصغر التي لا تلاحظها غالباً كل يوم؟ مثل أن تحظى بفرصة عناق من طفل، أو ابتسامة فرح، أو ضحك مع صديق، أو حتى الاستمتاع بأشعة الشمس بين الأشجار، إن هذه التجارب الأصغر والأقل وضوحاً لها نفس القدر من الأهمية، وتوفر فرصاً أكثر للشعور بالامتنان.
