فوائد الطرخون واسعة النطاق ومتعددة، إذ تمتلك تلك العشبة قيمة غذائية عالية، فهي مكون غذائي غني بالفوائد الصحية. الطرخون (Artemisia dracunculus) عشبة معمرة متعددة الاستخدامات، توجد بشكل شائع في خلطات التوابل، وتعطي العشبة نكهةً حلوة وقوية ومميزة، تمزج بين نكهة اليانسون وجذر عرق السوس والليمون والريحان، لذا يشيع استخدامها كأحد المنكهات الطبيعية أثناء الطهي، وتُستخدم لتحضير أصناف طعام مختلفة، وهي مشهورة في المطبخ الفرنسي. ولا تُستخدم عشبة الطرخون لإعداد الأطعمة فحسب، بل تستخدم أيضاً لأغراض طبية مختلفة، وتعد الأنواعُ الفرنسية والروسية الأكثرَ شهرة من بين أنواع نبات الطرخون، فما هو نبات الطرخون، وما فوائده، وما قيمته الغذائية؟ تعرَّف معنا على التفاصيل.
ما هو نبات الطرخون؟
الطرخون، هو من الأعشاب المعمرة التي يتراوَح طولها بين 50-150 سنتيمترًا، ينتمي إلى الفصيلة النجمية، وينمو بريًا، ويُعرف بأكثر من اسم، فهناك من يُطلِق عليه "الطرخوم"، و"الرعلول"، و"الاستراجون"، و"الترخون". والطرخون عبارة عن شجيرات كثيفة أوراقها خضراء ملساء رفيعة طويلة، توجد على ساق النبتة بشكل متناوب.
وينمو نبات الطرخون في الأماكن الدافئة والجافة، وموطنه الأصلي هو جنوب أوروبا، ولكنه ينتشر في معظم أنحاء أوراسيا وأمريكا الشمالية، ويمتلك نكهة مُميزة تمزج بين عرق السوس والليمون واليانسون، يُزرع لأغراض الطهي ولأغراض علاجية، سواء كان على هيئة أوراق خضراء أم مجففة، لذا فإن فوائد الطرخون كثيرة على الصحة خاصةً مذاقه لذيذ.
يضاف نبات الطرخون، خاصة أوراقه، في الأطعمة المختلفة والسَّلطات والصلصة، ليمنح الطعام نكهة مميزة ويحسن من الطعم، لذا يكثر استخدام الطرخون كنوع من أنواع التوابل، خاصة في المطبخ الفرنسي، فهو يُعَد واحدًا من المنكهات الطبيعية المستخدمة في الأكل. توضع أوراق الطرخون الخضراء ضمن مكونات السَّلطة، أما في حال كانت مجففة فتُستخدم كمعزز للنكهات، ولا تستخدم كواحدة من المنكهات فقط، بل يحرص البعض على استخدامها لأغراض علاجية.
أنواع الطرخون
هناك ثلاثة أنواع من هذه العشبة وهي:
- الطرخون الفرنسي، وهو أكثر الأنواع شهرة، ويشيع استخدامه في أغراض الطهي.
- الطرخون الروسي، ويعتبر هذا النوع أقل نكهة من النوع الفرنسي، ويفقد طعمه بسرعة، لذلك يفضل استخدامه في الحال، ويتميز بإنتاجه المزيد من الأوراق، مما يجعله من الخيارات الجيدة لإضافته على السَّلطات،
- الطرخون الإسباني، ويعتبر أكثر نكهة من النوع الروسي، وأقل نكهة من النوع الفرنسي، ويمكن استخدامه في الأغراض الطبية وعمل الشاي.
فوائد الطرخون والقيمة الغذائية
يحتوي الطرخون على عناصر غذائية مختلفة قد تكون مفيدة لصحتك لذا فإن فوائد الطرخون كثيرة، فهو غني بالعديد من الفيتامينات والمعادن والمغذيات الأخرى، بالإضافة إلى السعرات الحرارية والتي لا غنى عنها في نظامك الغذائي، فقد يقدِّم الطرخون قيمة غذائية متكاملة، ويمنح جسمك العناصر التي يحتاجها بشكل يومي، إذ يحتوي كل 100 غرام من أوراق الطرخون المجففة على العناصر الآتية كما هو موضح في الجدول:
| السعرات الحرارية | 295 سعرة حرارية |
| البروتين | 22.8 غرامًا |
| الدهون | 7.2 غرامات |
| الكربوهيدرات | 50.2 غرامًا |
| الألياف | 7.4 غرامات |
| الكالسيوم | 1139 ملليغرامًا |
| الحديد | 32.3 ملليغرامًا |
| المغنيسيوم | 347 ملليغرام |
| الفسفور | 313 ملليغرامًا |
| البوتاسيوم | 3020 ملليغرامًا |
| الزنك | 4 ملليغرامات |
| المنغنيز | 8 ملليغرامات |
| السيلينيوم | 4.4 مايكروغرامات |
| الفيتامين ج | 50 ملليغرامًا |
| الفيتامين أ | 4200 وحدة دولية |
| حمض الفوليك | 274 مايكروغرامًا |
فوائد الطرخون الصحية
تشير الأبحاث العلمية إلى أن فوائد الطرخون واسعة النطاق، وله قيمة غذائية عالية، نتيجة لأنه غني بالعناصر الغذائية المهمة لصحة الجسم، ونتيجة لذلك يتعمّد الأشخاص النباتيون إضافته إلى نظامهم الغذائي للحصول على القيمة الغذائية منه، والاستفادة من فوائد الطرخون المتعددة. تشمل بعض الفوائد الصحية المحتملة للطرخون:
قد يساعد في خفض نسبة السكر في الدم
الإنسولين هو هرمون يساعد على جلب الغلوكوز إلى خلاياك حتى تتمكن من استخدامه للطاقة، ويمكن أن تؤدي عوامل مثل النظام الغذائي والالتهابات إلى مقاومة الإنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الغلوكوز.
نظرت دراسة لمدة 90 يومًا في تأثير الطرخون على حساسية الإنسولين وإفراز الإنسولين، والتحكم في نسبة السكر في الدم لدى 24 شخصًا يعانون من ضعف تحمل الجلوكوز، فأعطى الباحثون نصف المشاركين 1000 ملليغرام من نبات الطرخون قبل الإفطار والعشاء لمدة 90 يومًا، والنصف الآخر علاجًا وهميًا.
أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تناولوا 1000 ملغ من الطرخون قبل الإفطار والعشاء شهدوا انخفاضًا كبيرًا في إجمالي إفراز الإنسولين، مما يمكن أن يساعد في الحفاظ على توازن مستويات السكر في الدم طوال اليوم.
كما أشارت دراسة أجريت على الفئران ونشرتها مجلة Phytomedicine إلى أن المُستخلص الإيثانولي للطرخون يرتبط بخفض مستويات ارتفاع مستوى السكر في الدم، وتعزيز القدرة على التحكم فيه لدى المصابين بالسكري، بالإضافة إلى تحسين قدرة ارتباط الببتيد شبيه الجلوكاجون-1 بمُستقبلاته، والذي يرتبط بتقليل مستويات سكر الدم وتحسين مستويات الإنسولين.
قد يحسن النوم وينظم أنماط النوم
تم ربط النوم غير الكافي بنتائج صحية سيئة، ويمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل مرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب، فقد تساهم المستويات العالية من التوتر أو أنماط الحياة المزدحمة في ضعف جودة النوم، وغالبًا ما تُستخدم الحبوب المنومة أو المهدئات كمساعدات على النوم، ولكنها قد تؤدي إلى مضاعفات، بما في ذلك الاكتئاب أو تعاطي المخدرات.
في إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران، بدا أن من فوائد الطرخون أنه قد يوفر تأثيرًا مهدئًا، وقد يساعد في تنظيم أنماط النوم، ومع ذلك، نظرًا لصغر حجم هذه الدراسة، هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث حول استخدام الطرخون للنوم، خاصة عند البشر.
قد يزيد الشهية عن طريق خفض مستويات اللبتين
يمكن أن يحدث فقدان الشهية لأسباب مختلفة، مثل العمر أو الاكتئاب أو العلاج الكيميائي، وإذا تركت دون علاج، فإنها يمكن أن تؤدي إلى سوء التغذية وتدني جودة الحياة. وأظهرت دراسة على الفئران نشرتها مجلّة Diabetes أن من فوائد الطرخون عند تناوله ضمن حمية غذائية غنية بالدهون الصحية أنه قد يساعد على فتح الشهية وزيادة الوزن.
قد يساعد في تخفيف الألم المصاحب لحالات مثل هشاشة العظام
في الطب الشعبي التقليدي، تم استخدام الطرخون لعلاج الألم لفترة طويلة، إذ فحصت دراسة أجريت عام 2015 على الفئران فوائد الطرخون لتخفيف الألم والمضادة للالتهابات، ووجد الباحثون فوائد كبيرة، وتشير النتائج إلى أن مستقبلات المواد الأفيونية يمكن أن تشارك في تأثير العشبة في تخفيف الألم، ومع ذلك؛ فإن الأبحاث التي أجريت على الفئران لا تعني أن هذه التأثيرات ستكون نفسها عند البشر.
قد يكون له خصائص مضادة للجراثيم
تتم إضافة المواد المضافة إلى الطعام للمساعدة في منع البكتيريا التي تسبب الأمراض المنقولة بالغذاء، مثل الإشريكية القولونية، لكن هناك طلب متزايد لاستخدام المضافات الطبيعية بدلًا من المواد الكيميائية الاصطناعية للمساعدة في الحفاظ على المواد الغذائية، لذا فإن الزيوت العطرية النباتية هي أحد البدائل الشائعة.
نظرت دراسة في آثار زيت الطرخون العطري على المكورات العنقودية الذهبية والإشريكية القولونية، وهما بكتيريا تسبب الأمراض المنقولة بالغذاء، وأظهرت النتائج أن جميع العينات المعالَجة بزيت الطرخون كان لها تأثير مضاد للبكتيريا على السلالتين البكتيريتين، وخلص الباحثون إلى أن من فوائد الطرخون أنه قد يكون مادة حافظة فعالة في المواد الغذائية، مثل الجبن.
قد يقلل الالتهاب
السيتوكينات هي بروتينات يمكن أن تلعب دورًا في الالتهاب، وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران انخفاضًا ملحوظًا في السيتوكينات بعد استهلاك مستخلص الطرخون لمدة 21 يومًا. لذا؛ فإن إحدى فوائد نبتة الطرخون في أنها يمكن أن تقلل حدوث الالتهابات أو تخفف من الأعراض الناتجة عن الالتهاب، وتقلل مدة الإصابة، وبالتالي تمنح الراحة للمريض قدر الإمكان.
كيفية تخزينه
يُحفظ الطرخون الطازج بشكل أفضل في الثلاجة، ما عليك سوى شطف الجذع والأوراق بالماء البارد، ثم لفها بشكل غير محكم في منشفة ورقية مبللة وتخزينها في كيس بلاستيك، إذ تساعد هذه الطريقة العشبة على الاحتفاظ بالرطوبة.
عادة ما يبقى الطرخون الطازج في الثلاجة لمدة أربعة إلى خمسة أيام، وبمجرد أن تبدأ الأوراق بالتحول إلى اللون البني، فقد حان الوقت للتخلص من العشبة، ويمكن أن يبقى الطرخون المجفف في حاوية محكمة الإغلاق في بيئة باردة ومظلمة لمدة تصل إلى أربعة إلى ستة أشهر.
المخاطر والآثار الجانبية
يُعد الطرخون غالباً آمناً عند تناوُله بنسبه الطبيعية الموجودة في الطعام، ويجب تناوله بحذر وضمن الكمية المعقولة لتجنب حدوث آثاره الجانبية، فيجب أخذ بعض المحاذير في عين الاعتبار، وتتضمن هذه المحاذير ما يلي:
- تجنُّب الطرخون وزيته تمامًا من قبل النساء الحوامل، والمرضعات، والأطفال.
- تجنب الطرخون وزيته من قبل الأشخاص الذي يعانون من حساسية تجاه النبات والأزهار التي تنحدر من ذات العائلة النباتية والمسماة بالفصيلة النجمية، مثل الأقحوان، وأزهار القطيفة، والبابونج، وغيرها.
- يتسبب الطرخون بإبطاء عمليات تخثر الدم، لذا يفضل تجنبه تمامًا من قبل الأشخاص الذين يعانون من أمراض نزف الدم، والأشخاص الذين يوشكون أن يخضعوا لعملية جراحية.
استعمالات الطرخون في المطبخ
الطرخون هو عشب أخضر ورقي ذو رائحة عطرية نفاذة، يضيف طعماً ربيعياً طازجاً وقليلاً من الأناقة لمجموعة متنوعة من الوصفات، بما في ذلك تتبيلات السلطة والصلصات وأطباق السمك والدجاج، ويستخدم بشكل شائع في الطبخ الفرنسي.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
هل الطرخون هو إكليل الجبل؟
يعتبر الطرخون وإكليل الجبل من الأعشاب اللذيذة للغاية، ولها تاريخ طويل في المطبخ الأوروبي، ويجب الذكر أنهما عشبتان مختلفتان، وليس كما يعتقد البعض أن الطرخون هو نفسه إكليل الجبل، وأحد أهم أبرز الاختلافات بينهما هي العائلة النباتية التي تأتي منها هذه الأعشاب، إذ ينتمي الطرخون إلى عائلة عباد الشمس، ويرتبط بأعشاب الطهي والأعشاب الطبية مثل اشنسا والهندباء، بينما إكليل الجبل يأتي من عائلة Lamiaceae إلى جانب النعناع والبردقوش.
ما هو طعم الطرخون؟
غالباً ما تتم مقارنة نكهة الطرخون اللاذعة والحلوة مع عِرق السوس والينسون والشمر، وذلك بفضل وجود ميثيل شافيكو، وهو مركب طبيعي موجود في العديد من النباتات والأشجار، وله طعم مميز يشبه عِرق السوس ورائحته طيبة.
كيف يؤكل الطرخون؟
يجب استخدام الطرخون الطازج نيئاً أو إضافته في نهاية الطهي، لأن طهي الطرخون لمدة طويلة يجعل مذاقه مرًّا، كما يمكن إضافة الطرخون المجفف على وصفات الطعام المختلفة، ولكنه لن يعطي نفس التأثير وفوائد الطرخون التي يقدمها الطرخون الطازج بالإضافة إلى نكهته الضئيلة.
ختاماً، يتمتع الطرخون بالعديد من الفوائد الصحية المثيرة للإعجاب، بما في ذلك القدرة على خفض نسبة السكر في الدم والالتهابات والألم، مع تحسين النوم والشهية وصحة القلب. ناهيك عن أنه متعدد الاستخدامات، ويمكن إضافته إلى مجموعة متنوعة من الأطعمة، سواء كنت تستخدم أصنافًا طازجة أو مجففة. يمكنك بسهولة جني الفوائد العديدة التي يوفرها الطرخون عن طريق إضافته إلى نظامك الغذائي.
