تُعَد الرجلة أو البقلة -حسب ما تسمّى في بعض البلدان (purslane)- من الأعشاب الواسعة الانتشار، والتي تنتمي إلى عائلة Portulacacea، وتُعَد من النباتات السنوية، والتي تنمو بسرعة في الربيع والصيف، واعتُبِرت منذ القدم من أفضل النباتات الطبية، واستُخدِمت في الطعام لأكثر من 2000 سنة. تُعَد مناطق شمال أفريقيا والشرق الأوسط وشبه القارة الهندية الموطن الأصلي لهذه النبتة، وشهدت هذه النبتة في الوقت الحاضر انتشاراً في جميع أنحاء العالم تقريباً، وهي معروفة بعدة أسماء، ففي بلاد الشام تُعرَف بالبقلة والفرحين والفرحينة، وفي مصر بالرجلة.
ما هي الرجلة أو البقلة ؟
الرجلة "عشب حولي"، منها ما هو منتصب ومنها ما هو منبسط على الأرض، ويصل ارتفاعها إلى نحو 30 سم، ساقها وأفرعها ملساء ذات لون مُخضَرّ إلى محمَرّ، عصيرية رخوة، أوراقها مقلوبة مستديرة القمة. الأزهار صغيرة صفراء اللون، تتفتح في الصباح ثم تنغلق غالباً قبل منتصف النهار.
يمكن أن تنمو البقلة في المناطق الاستوائية المعتدلة، كما تنمو في المنازل وأحواض الزهور والحقول الزراعية وعلى جوانب الطرق، وتُزرع بسهولة من خلال بذورها، إذ تنمو تحت أشعة الشمس المباشرة وفي أيِّ تربة تقريباً، ويمكن أن تكون الرجلة جاهزة للحصاد في غضون 6 إلى 8 أسابيع، وقد تستغرق من 4 إلى 6 أسابيع إذا زُرِعت في تربة خصبة وجيدة.
القيمة الغذائية للرجلة والبقلة
يمكن أن تختلف الرجلة من حيث حجم الورقة وعدد الأوراق وحجم النبات ولون الزهرة والتركيب الغذائي. تم تحديد ثماني مجموعات من الرجلة حتى الآن. تُعرف الرجلة الشائعة بمذاق حلو وحامض قليلًا مثل الجرجير أو السبانخ، ومع ذلك، يقال إن نوع ساتيفا من الرجلة (طويل القامة بأوراق أكبر) له نكهة أكثر جاذبية. تجدر الإشارة إلى أنَّ الرجلة تؤكل طازجةً أو مطبوخة، ويمكن استخدامها في السلطات والشوربة أو صلصات الطماطم. العناصر الغذائية المتوفرة في كل 100 غرام من نبتة البقلة طبقاً لوزارة الزراعة الأميركية هي:
العنصر الغذائي | القيمة الغذائية |
---|---|
الماء | 92.86 ميليليتراً |
السعرات الحرارية | 20 سعرة حرارية |
البروتينات | 2.03 غرام |
الدهون | 0.36 غرام |
الكربوهيدرات | 3.39 غرامات |
الكالسيوم | 65 مليغراماً |
الحديد | 1.99 مليغرام |
المغنيسيوم | 68 مليغرامًا |
الفسفور | 44 مليغرامًا |
البوتاسيوم | 494 مليغرامًا |
الصوديوم | 45 مليغرامًا |
الزنك | 0.17 مليغرام |
النحاس | 0.113 مليغرام |
المنغنيز | 0.303 مليغرام |
السيلينيوم | 0.9 ميكروغرام |
الفيتامين ج | 21 مليغرامًا |
الفيتامين ب1 | 0.047 مليغرام |
الفيتامين ب2 | 0.112 مليغرام |
الفيتامين ب3 | 0.48 مليغرام |
الفيتامين ب5 | 0.036 مليغرام |
الفيتامين ب6 | 0.073 مليغرام |
الفولات | 12 مليغرامًا |
الفيتامين أ | 1320 وحدة دولية |
ما هي فوائد نبات البقلة ؟
تعود الاستخدامات الطبية للرجلة إلى العصور الرومانية القديمة والطب الصيني التقليدي، إذ أُشير إليها على أنها "نبات يدوم طويلاً"، وقد تم استخدامه لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض، بما في ذلك الحروق والصداع واضطرابات الجهاز الهضمي. وعلى الرغم من عدم وجود أدلة كافية لدعم استخدامها لهذه الأغراض، فإليك بعض الفوائد المدعومة علمياً لاستهلاك هذه النبتة.
مصدر غني بالأوميغا 3
وفقاً لوزارة الزراعة الأميركية، يحتوي كل 100 غرام من البقلة فقط على 0.36 غرام من الدهون. ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن الرجلة غنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية، التي تُعد من الدهون المُهمة التي لا يستطيع الجسم إنتاجها، ويجب الحصول عليها من النظام الغذائي، ومع أن محتوى النبتة من الدهون الإجمالية قليل، لكن الكمية الكبرى من هذه الدهون تعود للأوميغا 3، إذ إنه يحتوي على نوعيها:
- حمض الإيكوسابنتاينويك أو اختصاراً EPA: الذي يتوفر بشكل أكبر في معظم المصادر الحيوانية، مثل السمك، وهو النوع الأكثر نشاطاً في الجسم، ولا يوجد بشكلٍ كبيرٍ في النباتات والطحالب البحرية.
- حمض ألفا-لينولينيك أو اختصاراً ALA: الذي يوجد في العديد من المصادر النباتية، ومن الجدير بالذكر أنّ الرجلة تحتوي على 5-7 أضعاف ما تحتويه السبانخ من هذا الحمض.
مصدر غني بالفيتامينات
توفّر هذه النبتة نسبة 44% من الاحتياج اليومي من الفيتامين أ، فكل 100 غرام من هذه العشبة تحتوي على 1320 وحدة من هذا الفيتامين، الذي يمثل أهمية كبيرة لصحة العين، إذ يساعد على تقوية الإبصار، فضلاً عن دَوره في الحفاظ على نضارة البشرة، كما يعمل على تأخير ظهور علامات الشيخوخة، مثل تجاعيد الوجه.
تتميز أيضاً باحتوائها على نسبة عالية من الفيتامين ج، فكل 100 غرام من هذه العشبة يحتوي على 21 مليغراماً من هذا الفيتامين، الذي يساعد على تقوية المناعة، مما يقلل من احتمالية الإصابة بالأمراض الفيروسية، مثل نزلات البرد والإنفلونزا، كما يُعَد من مضادات الأكسدة المكافحة للالتهابات، الأمر الذي يَحُدّ من خطر بالسرطان.
كما تحتوي على كميات متنوعة من الفيتامين ب، مثل النياسين، والثيامين، والفولات، (الفيتامين B9)، والفيتامين B5، والفيتامين B6، إذ تعمل على مد الجسم بالطاقة اللازمة لإصلاح الخلايا التالفة بسبب الأمراض والالتهابات.
مصدر غني بالمعادن
الرجلة غنية بالعناصر الغذائية، مما يعني أنها تحتوي على كثير من المغذيات الدقيقة في جزء صغير من الطعام.
- هي مصدر جيد للبوتاسيوم، إذ يحتوي الـ 100 غرامٍ منها على 14% من الاحتياج اليوميّ منه، والذي يساهم في تنظيم مستوى ضغط الدم، وقد يرتبط تناوله بكمية مرتفعة بتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكتة الدماغية.
- كما تحتوي الـ 100 غرامٍ من نبات البقلة على 17% من الاحتياج اليومي من المغنيسيوم الذي له دور في عمل ما يزيد عن 300 إنزيمٍ في الجسم.
- وتحتوي الكمية ذاتها على 7% من الكمية المُوصى باستهلاكها من الكالسيوم، وهو أكثر المعادن توفراً في الجسم، كما أنّه مهم لصحة العظام.
- كما تحتوي الرجلة على كميّاتٍ بسيطةٍ من الفسفور والحديد، إذ إنّ هذه الكمية توفر 11% من الاحتياج اليومي منه.
تحمي من الأمراض
يُعَد نبات البقلة غنياً بالعديد من الفلافونيدات، بما فيها الكيرسيتين والكمبفيرول، ويحتوي على مركّبات لها خصائص مضادة للأكسدة تساعد في منع تلف الخلايا في الجسم أو تأخيره. وبالتالي؛ ينصح خبراء الصحة بتناول الأطعمة التي تحتوي على هذه المواد للمساعدة في مكافحة الأمراض.
من المعروف أيضاً أن الرجلة توفر كميات أعلى من ألفا توكوفيرول وحمض الأسكوربيك والبيتا كاروتين مقارنة بأوراق السبانخ، بينما توفر مجموعةً متنوعة من المركّبات المفيدة الأخرى، مثل الجلوتاثيون والميلاتونين والفلافونوييدات، بما فيها الكيرسيتين والكمبفيرول، وقد أشارت دراسة مخبرية نُشرت في مجلة Food Chemistry عام 2019 إلى أن مُستخلص نبات الرجلة قد يمتلك خصائص مضادة للالتهابات، وذلك لمحتواه من هذه المركّبات.
تساعد في علاج مرض السكر من النوع الثاني
تحتوي هذه النبتة على نسبة منخفضة جداً من الكربوهيدرات، إذ توفر 3.39 غرامات فقط لكل 100 غم من الأوراق النيئة، كما أنها تحتوي على تصنيف منخفض لمؤشر نسبة السكر في الدم. مؤشر نسبة السكر في الدم هو نظام يُستخدم للمساعدة في تحديد تأثير الأطعمة على مستويات السكر في الدم، وكلما انخفض هذا التصنيف انخفضت التأثيرات على سكر الدم.
في تجربة سريرية صغيرة، أظهر الأشخاص الذين تناولوا نبات الرجلة انخفاضاً في الوزن، ومؤشر كتلة الجسم، ومقاييس أخرى.
كذلك أشارت دراسة نُشرت في مجلة Journal of Medicinal Food عام 2016 إلى أن تناول مُستخلص البقلة من قِبل المصابين بالسكري من النوع الثاني من شأنه التقليل من مستوى سكر الدم التراكمي لديهم، إضافة إلى أنه يخفض مستوى ضغط الدم الانقباضي.
التحسين من مستويات الدهون في الجسم
أشارت مراجعة منهجية لـ 6 دراسات نشرتها مجلة Phytotherapy Research عام 2018، إلى أن الرجلة قد تقلل من مستوى الدهون الثلاثية، والكوليسترول الكلي، والكوليسترول الضار، إضافة إلى التخفيف من مستويات الغلوكوز الصيامي، لكن ما تزال هناك حاجة للمزيد من الدراسات حول الكمية والمدة المرتبطة بحدوث هذا التأثير.
قد تعزز صحة الكبد
الأشخاص المصابون بمرض الكبد الدهني الناجم عن شرب الكحوليات غالباً ما يعانون من ضَعف في التمثيل الغذائي ومستويات الإجهاد التأكسدي؛ ومع ذلك، وجدت إحدى التجارب أن تناول 10 غرامات من الرجلة يومياً لمدة ثمانية أسابيع أدى إلى تحسين مقاييس التمثيل الغذائي وإجهاد الأكسدة عند المقارنة.
وتجدر الإشارة إلى أنه لم تجد جميع الأبحاث مثل هذه الآثار الإيجابية. أحد الأمثلة على ذلك هو دراسة تتضمن استهلاك 300 مغم من خلاصة الرجلة يوميًا، والتي لوحظ أنه ليس لها أي آثار كبيرة على إنزيمات الكبد.
هناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة ما إذا كانت الرجلة تساعد في تعزيز صحة الكبد، أو إذا كانت بعض الأشكال قد تكون أكثر فعالية من غيرها، كأن تكون البذور أكثر فعالية من المستخلص.
قد تقلل من نزيف الحيض الغزير
تعاني بعض النساء من نزيف حاد في الدورة الشهرية، وقد وجدت دراسة أن تناول بذور البقلة في أوقات محددة أثناء الدورة الشهرية قلل من حجم فقدان الدم وعدد أيام النزيف.
تساعد في الترطيب
في حصة 43 غراماً من الرجلة يوجد 40 غراماً من الماء. إذا كنت تكافح من أجل الحصول على الكمية الموصى بها من الماء يوميًا، فيمكن أن تساعدك هذه النبتة في الوصول إلى هدفك.
البقاء رطبًا يساعد على تليين مفاصلك، ويحافظ على درجة حرارة جسمك طبيعية، ويساعد في التخلص من فضلات الجسم.
ما هي أضرار البقلة؟
- تُعَد هذه النبتة آمنة للاستهلاك البشري، وهي من النباتات الغنية بالمواد الغذائية، وفيما يتعلق أيضاً بالحامل والمرضع، فإن المعلومات حول درجة أمان استهلاكها تُعد قليلة، ولا توجد أدلة كافية فيما يتعلق بتأثير استهلاكها في انقباضات الرحم، إذ إنّ الأدلة متعارضة، وبالتالي في حال استهلاكها من قِبل الحامل والمُرضع فإنه يُنصح تناولها بكميات معقولة.
- تحتوي على حمض الأكساليك، وتسمى أيضا الأكسالات، وهي مادة طبيعية توجد في العديد من الأطعمة، مثل البنجر والتوت والمكسرات والقهوة والبرتقال والسبانخ. لذا ينبغي على الأشخاص الذين سبقت إصابتهم بحصيات المسالك البولية تجنب استهلاك الرجلة، وبخاصة إن كانت بكميات كبيرة، ومن الجدير بالذكر أنّ تناول كميات كبيرة من حمض الأكساليك لا تشكل ضرراً للعديد من الأشخاص.
- يجب الانتباه إلى ضرورة غسل البقلة جيدًا قبل تناولها نيئة لأنها قد تكون ملوثة بالجراثيم وبيوض الطفيليات ومواد كيميائية قد تكون ضارة.
ما هي طرق حفظ وتخزين البقلة:
- عند اختيار بذور الرجلة أو نباتاتها، فإن الاعتبار الأكثر أهمية هو اختيار نبات تمت زراعته في تربة عضوية، ولم يتلوث بمبيدات الأعشاب السامة أو مبيدات الآفات.
- تستمر هذه النبتة لمدة 3 إلى 4 أيام قبل أن تبدأ في الذبول. للحفاظ على نضارتها، احتفظ بها غير مغسولة في كيس بلاستيكي أو منشفة ورقية داخل الثلاجة لمدة تصل إلى أسبوع. وللحفاظ على نكهة النبات لفترات طويلة، يمكنك أيضا تخزين سيقان وأوراق النبات في الفريزر.
الأسئلة الشائعة
هل البقلة تسبب النفخة؟
البقلة تحتوي على نسبة عالية من الألياف، والتي يمكن أن تسبب النفخة لبعض الأشخاص عند تناولها بكميات كبيرة، خاصة إذا لم يكن الجسم معتاداً على تناول الكثير من الألياف الغذائية. هذا الأمر شائع مع الأطعمة الغنية بالألياف بشكل عام، ولكن البقلة تعد مفيدة لصحة الجهاز الهضمي بشكل عام.
هل البقلة مفيدة للكلى؟
نعم، البقلة قد تكون مفيدة للكلى بفضل محتواها من مضادات الأكسدة والمعادن، مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم، التي تدعم صحة الكلى. مع ذلك، الأشخاص الذين يعانون من حصى الكلى أو اضطرابات الكلى قد يحتاجون إلى تجنب تناول البقلة بكميات كبيرة لأنها تحتوي على نسبة مرتفعة من حمض الأوكساليك الذي قد يساهم في تكوين الحصى.
هل البقلة تدر البول؟
البقلة تعتبر مدرة للبول بسبب احتوائها على العديد من المعادن، خاصة البوتاسيوم. تأثيرها المدر للبول يمكن أن يكون مفيداً للتخلص من السوائل الزائدة في الجسم، وبالتالي دعم صحة الجهاز البولي.
هل البقلة تسبب الحساسية؟
البقلة ليست معروفة بمسببات الحساسية الغذائية. ومع ذلك، إذا كنت تشك في احتمال إصابتك بحساسية الرجلة، فاستشر طبيبك بشأن ردود أفعالك على هذا الطعام.
نصيحة من موقف صحتك
الرجلة هي عشب ينمو في أجزاء كثيرة من العالم، وهي نوع من النباتات الورقية التي يمكن أن تؤكل نيئة أو مطبوخة. هي من النباتات الورقية ذات القيمة الغذائية العالية، فهي غنية بمضادات الأكسدة والمعادن وأحماض أوميغا 3 الدهنية والمركّبات النباتية المفيدة.
قد يقلل تناول هذه النبتة من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، ويحارب الالتهابات، ويدعم صحة الكبد والعين. يُعتَبر تناولها آمناً لمعظم الناس، لكن الذين لديهم تاريخ سابق من حصيات الكلى عليهم تجنب الإفراط في تناول الرجلة لاحتوائها على مادة الأوكسالات التي يمكن أن تساهم في تكوين حصيات الكلى.