صحــــتك

هل نبات القات يسبب الإدمان وهل له فوائد صحية؟

القات

القات (الاسم العلمي: Catha edulis) نبات تم استخدام ساقه وأوراقه تقليدياً عن طريق المضغ من قبل الأشخاص في دول شرق إفريقيا واليمن، حيث تم استخدامه في البداية كدواء مخدر بهدف الترفيه لرفع الحالة المزاجية (منشط)، ثم تم استخدام ورق القات فيما بعد كدواء لعلاج مرض السكري وتقوية العضلات وتقليل الحاجة إلى الطعام والنوم.

تصنف منظمة الصحة العالمية القات كدواء يسبب الإدمان الاعتمادي، مما يعني أنه يولّد لدى الشخص رغبة مستمرة وملحة في الاستمرار باستخدامه، وهو محظور في بعض الدول مثل الولايات المتحدة وكندا، ومع ذلك فهو قانوني في بعض الدول الأوروبية، ويستخدم بشكل شائع في شرق إفريقيا واليمن.

تاريخ القات

يعود الموطن الأصلي لهذه العشبة إلى الغابات الجبلية الدائمة الخضرة في شرق إفريقيا من إرتيريا إلى جنوب إفريقيا وسوازيلاند، ووفقاً للمؤرخين العرب في القرن الرابع عشر؛ كان القات يزرع على نطاق واسع في جبال اليمن وأيضاً في إثيوبيا، وربما تم إدخاله إلى اليمن من إثيوبيا في القرن السادس الميلادي قبل حوالي 600 عام من ظهور القهوة.

لكنه لم يكن معروفًا لدى الغرب حتى نهاية القرن الثامن عشر، وقد اقتصر استخدامه كمنشط إلى حد كبير، وتعد حالياً اليمن وإثيوبيا وكينيا الدول الرئيسية التي تزرع القات، ولكن يتم جمعه أيضًا من البرية، أو زراعته في العديد من دول شرق وجنوب إفريقيا الأخرى وفي مدغشقر.

استخدامات القات وفوائده التقليدية

كان يستخدم منذ بداية اكتشافه وزراعته بشكل أساسي كمنشط لتحسين الحالة المزاجية، ثم بدؤوا استخدامه في العديد من الاستخدامات التقليدية، واكتشفوا بعض الفوائد التي يقدمها، وتشمل ما يلي:

  • توجد في القات مادة الكاثينون القلوية، وهي مادة منبهة يقال إنها تسبب الإثارة وفقدان الشهية والنشوة، لذا يتداول الناس عادة مضغ أوراق القات بشكل رئيسي لآثارها المنشطة وللشعور بالنشوة.
     
  • استخدمت أوراق القات في الطب التقليدي لعلاج الاكتئاب ورفع المزاج ومكافحة التعب، كما وتم استخدام القات لتحسين الذاكرة وتقليل الألم.
     
  • للقات تأثيرات مضادة للسمنة لأنه يقمع الشهية، لذلك شاع استخدامه بين الناس لتقليل الحاجة إلى الطعام والنوم ولتقليل الرغبة الجنسية وزيادة العدوانية.
     
  • في الطب الإفريقي والعربي التقليدي تعتبر أوراق وجذور هذا النبات علاجاً سحرياً ضد جميع أنواع الأمراض، وفي إثيوبيا تحديداً يزعم أنصار هذا النبات أنه يخفف من أعراض السكري والربو واضطرابات الجهاز الهضمي.
     
  • يستخدم في الأنظمة الطبية لعلاج أمراض مثل الأمراض التناسلية والربو وأمراض الرئة الأخرى ونزلات البرد والحمى والسعال والصداع، كما ويتم استخدامه للوقاية من أوبئة الآفات والملاريا.

أشكال استخدام القات

تعد الأوراق الجزء الشائع استخدامه من نبتة القات، وعادة ما يكون الحصاد الأول للأوراق القابلة للمضغ بعد السنة الثالثة أو الرابعة، على الرغم من أن الأمر يتطلب عادة 6-7 سنوات أخرى حتى تنضج الشجرة بالكامل. كما ويتم تغليف القات الطازج بأوراق الموز لإبقائه رطباً أثناء تصديره إلى الدول الأفريقية المجاورة. بالإضافة إلى استخدامات هذا النبات كمنشط لتحسين الحالة المزاجية وعلاج الاكتئاب وغيرها من الاستخدامات التقليدية والشعبية، هناك استخدامات شائعة أخرى نتعرف عليها فيما يلي:

  • يتم تجفيف الأوراق الكبيرة التي يصعب مضغها، والأوراق التي فقدت نضارتها، وسحقها لتحضير عجينة مع الماء أو السكر أو العسل وأحياناً التوابل أيضاً. يتم مضغ العجينة وابتلاعها أيضاً بطريقة مشابهة للأوراق الطازجة.
     
  • تستخدم الأوراق المجففة أيضاً لتحضير منقوع بنفس طريقة تحضير الشاي في جنوب إفريقيا.
     
  • قد يتم تدخينه مثل التبغ في بعض الدول العربية.
     
  • يصنع من لب أخشابه ورقاً نشافاً ممتازاً.

أضرار القات

يمكن أن يكون للقات العديد من الأضرار، خاصة أنه يستخدم كمخدر ومنشط، ويمكن أن يسبب الإدمان فلا يستطيع الشخص الاستغناء عنه ويصبح معتمداً عليه للحصول على الراحة والشعور بالنشوة. وفيما يلي بعض أضرار القات:

  • قد يسبب القات سرطان الفم والمعدة، ونزيف المخ والصداع الشديد، واحتشاء عضلة القلب، وقرحة الاثني عشر، وارتفاع ضغط الدم، وانخفاض وزن الرضيع عند الولادة، ومجموعة متنوعة من الآثار الشديدة الأخرى بما في ذلك الإدمان.
     
  • يؤدي استخدامه إلى الإمساك وفقدان الشهية.
     
  • يمكن أن يؤدي الاستخدام الطويل الأمد إلى ظهور اسمرار دائم للأسنان والتعرض للقرح وانخفاض الدافع الجنسي.
     
  • قد يسبب ارتفاع ضغط الدم والصداع النصفي.
     
  • يمكن أن يؤدي سوء الاستخدام على الأمد الطويل إلى الأرق واضطرابات المعدة والاكتئاب وتلف الكبد.
     
  • تم الإبلاغ عن حدوث سلوك الهوس والتوهم والعنف والاكتئاب الانتحاري والهلوسة وجنون العظمة والذهان.

ما تأثير الكاثينون الموجود في القات؟

الكاثينون هو العنصر النشط والمادة الفعالة الموجودة في هذه العشبة، وتقوم هذه المادة بتثبيط الشهية، وهذا ما يفسر أن النبات يمكن أن يكون له تأثير مضاد للسمنة، كما يعتقد أنه تم استخدامه لمنع التعب وأنه يحسن الذاكرة ويخفف الألم، كما أنه يزيد من النشاط الحركي والنشوة وعند مضغ القات، يتم إطلاق الكاثينون خلال 15 إلى 45 دقيقة، ويتم الوصول إلى مستويات الذروة من الكاثينون في البلازما خلال 1.5 إلى 3.5 ساعات بعد بداية المضغ، ويمكن اكتشاف الكاثينون في البلازما لمدة تصل إلى 24 ساعة بعد تناوله.

محاذير الاستخدام في الحمل والرضاعة

ليس آمناً استخدام القات عن طريق الفم في حالة الحمل، فقد يسبب ولادة جنين بوزن منخفض دون الوزن الطبيعي، وقد يسبب مشكلات للأم أيضاً، كما أنه من غير الآمن تناوله عن طريق الفم للأم المرضعة، إذ يمكن للمواد الكيميائية النشطة التي يحتوي عليها أن تنتقل عبر حليب الثدي إلى الرضيع، كما يمكن أن يقلل من إنتاج حليب الرضاعة، لذا يجب تجنب استخدامه في حالة الحمل والرضاعة.

استخدام القات مع أدوية أخرى

إن آثار تناول هذا النبات مع أدوية أخرى، بما في ذلك الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، يمكن أن تكون خطيرة ولا يمكن التنبؤ بها، وتشمل الأدوية التي يتم جمعها مع القات وآثارها الجانبية ما يلي:

  • القات مع التبغ: يزيد من المخاطر الناجمة عن التدخين.
  • القات مع الكحول: يمكن أن يسبب تلف الكبد.
  • القات مع المنشطات مثل الأمفيتامين والكيتامين: يزيد من خطر ارتفاع درجة الحرارة والنوبات القلبية.

تأثير القات على العقل

يعد كل من الكاثينون والكاثين من منشطات الجهاز العصبي المركزي، لكنهما يتمتعان بقوة أقل من الأمفيتامين، ويؤدي تعاطي القات إلى تأثيرات مشابهة للأمفيتامين مثل ارتفاع ضغط الدم وحالة من النشوة والابتهاج وزيادة اليقظة، كما أظهرت الدراسات أن للقات تأثيرات على الذاكرة القصيرة المدى، ولكن يعتمد ذلك على مدة استخدامه، ومع ذلك ليس له أي تأثير مهم على الذاكرة الطويلة المدى.

بالإضافة إلى ذلك؛ فإن الكاثينون ينشط مسارات الدوبامين التي تشارك في تنظيم النوم، لذلك فهو يسبب ضعف القدرة على النوم، بالإضافة إلى مشكلات أخرى مثل القلق والتوتر والاكتئاب.

صور القات 

أوراق القات
شكل القات المجفف
أوراق القات المجففة
القات
تغليف القات بأوراق الموز وتحضيرها للتصدير (المصدر:library.panos.co.uk)

الأسئلة الأكثر شيوعاً

متى يبدأ مفعول القات؟

يتم إطلاق مادة الكاثينون عند تناول القات عن طريق الفم من خلال مضغ الأوراق الصغيرة خلال 15 دقيقة، وذلك بسرعة أكبر من الأمفيتامين الذي يمكن أن يبدأ مفعوله خلال 30 دقيقة.

هل القات نوع من المخدرات؟

في عام 1980 صنفت منظمة الصحة العالمية (WHO) النبات على أنه مخدر لأنه يؤدي إلى اعتماد نفسي خفيف، لكن بدرجة أقل من التبغ والكحول، وذلك لأنه يحتوي على مادتَي الكاثينون والكاثين واللتين تقدمان تأثيرًا يشبه التأثير المنشط في دواء الأمفيتامين (amphetamine)، إذ يمنح شعور النشوة واليقظة والتنبيه، وعلى الرغم من ذلك؛ فإن منظمة الصحة العالمية لا تعتبر القات مادة تسبب الإدمان بشكل خطير.

هل القات يسبب النحافة؟

في دراسة أجريت في إثيوبيا تبين أن مضغ أوراق القات قد ارتبط بانخفاض متوسط وزن الجسم مقارنة بالأشخاص الذين لا يتناولونه، لأنه يسبب فقدان الشهية، وبالتالي له تأثيرات مضادة للسمنة.

نصيحة من موقع صحتك

صنفت منظمة الصحة العالمية القات على أنه نبات له تأثيرات مخدر، وهو يسبب الاعتماد النفسي الذي يعتبر شكلًا من أشكال الإدمان، وبما أن أضراره غلبت فوائده فلا ننصح بتعاطي هذا النبات، ولا بتناوله على المدى الطويل لتفادي آثاره الجانبية، مثل الإدمان وتلف الكبد وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى تأثيراته على الجهاز العصبي، مثل الهلوسة والذهان وجنون العظمة وزيادة التصرفات العدوانية وغيرها.

آخر تعديل بتاريخ
11 سبتمبر 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.