عزيزتي؛
حين رأيت رسالتك مر بخاطري شريط طويل لأزواج عرفتهم كانوا يعانون تلك المعاناة ذاتها. والحقيقة، أن كل زوجين لهما نوع علاقة تخصهما، فقد تشعرين أنك وزوجكِ مختلفين عن غيركما وأنتما بالفعل كذلك.
نحن هنا موقع نفسي يتعامل مع المشكلات النفسية وليس الدينية، فأنا لا أعلم مصير والدتك ولا أي شخص بالمناسبة حتى إن كان شيخا جليلا؛ فمصير الإنسان لا يحكم عليه ولا يرى فيه الحقيقة الكاملة سوى الله سبحانه وتعالى.
في بعض الأحيان مشاعرنا تكون ناتجة من تسليط الضوء فقط على جانب واحد من حياتنا، ننظر فقط إلى ما لا نملك، ونركز فقط اهتمامنا على ذلك. لكن، دعينا نناقش الوضع الحالي، تعيشين في وضع مُقيّد نوعا ما.
هناك فرق بين أثر صدمة وفاة والدته التي كان مرتبطاً بها لفترة معقولة نسبياً، وبين أن يكون هذا الأثر ممتداً لدرجة تعطل الشخص عن أدواره المطلوبة منه كزوج وأب وموظف مثلاً، أو علاقاته الأسرية والاجتماعية؛ والذي سيحدد الفارق بينهما.
أهلا وسهلا بك عزيزتي؛
أشعر بمعاناتك الكبيرة يا ابنتي؛ فعدم قدرة والدتك على تجاوز مشكلتها في علاقتها بوالدك تتحملين آثارها شكلا ومضمونا، وهنا تعجز السطور أمام تحديد من هو المتهم.
عزيزتي ندى؛
العائلة تعتبر أهم وأعظم مصدر للإحساس بالأمان، وحين يهتز هذا المصدر يصبح العالم كله مضطربا. الأزمات والمشكلات العائلية تستنزف الطاقة وكأنها ثقب أسود يسحب كل الطاقة من الإنسان.
عزيزتي جنة.. نحن نرى أهلنا وبالذات الوالدين بصورة مقدسة.. نستهجن ونُعَظِم منهم الخطأ، لكنهم في الحقيقة بشر لهم أخطاؤهم التي قد تكون نتيجة لتربيتهم أو البيئة التي نشأوا فيها أو حتى انطباعاتهم وتجاربهم الشخصية.