زوجي مقاطع لأهلي ويكره تواصلي معهم
متزوجة منذ ست سنوات وزوجي لا يحب أهلي منذ أن تزوجنا لأسباب كثيرة يراها منطقية من وجهة نظره والآن انا مغتربة منذ شهور وما يضايقني جدا حاليا اني احس أنه يحاول أن يقطع صلتي بهم فخبر تواصلي معهم لا يبسطه بل ينزعج منه دون أن يعبر بالكلمات ويحاول أن يقطع علاقتي بهم فهو لا يكلم أبي وأمي منذ شهور وأنا هذا الشيء يضايقني جدا ومحرجة من أهلي من هذا التصرف وبدأت احس بالاهانة بسبب عدم احترامه لأهلي بتصرفاته.
عزيزتي؛
يبدو لي أنكم لا تتمكنون من الحديث في خلافاتكم بشكل منفتح وآمن، فمرور ست سنوات دون أن يغير رأيه، أو يحاول أن يحل مشكلته معهما، وكذلك تحملك كل تلك السنوات دون حل، يشيران إلى أن هناك حلقة مهمة جداً مفقودة بينكما تخص الحديث الآمن، والذي فيه كل منكما يحترم مشاعر الآخر واحتياجاته والقدرة على الحديث عما يؤلمه، وما يحدث بداخله بسبب وجود هذا الألم لتتمكنا من وضع حلول ترضيكما معاً.
وتكون تلك الحلول صادقة بالفعل حين تأتي من مكان التفهم والتقدير لمشاعره ومشاعرك، وليس من مكان الغضب والاتهام واللوم، مثلا أن يتحدث زوجك عن تلك الأسباب التي يراها منطقية وعما تسبب له من ألم لا يتحدث عنه بوضوح وانفتاح؛ لأن هذا الألم هو ما يمنعه من التواصل معهم ولا يذكر سوى الأسباب الظاهرة على السطح، وهذا يتطلب قدرا كبيرا من الثقة بينكما، وقربا حقيقيا، وعدم وجود أي أحكام تمنعه من أن يتحدث عما يشعر به من ألم.
وقد تكون تلك الخطوات هي الأهم بينكما حتى وإن أخذت وقتاً حتى يتحقق بينكما هذا النوع من القرب وتلك الثقة؛ فتحدثا معاً دون الخوف من "البوح" بوضوح عما تشعران به خوفاً من أثر هذا البوح، وإن تحدث عن ألمه؛ فعليك أن تحاولي برفق وتفهم شديد التعرف إلى ما يجعله لا يتمكن من تجاوز تلك الأسباب؛ فربما تجدين مخاوف تمنعه؛ كأن يكون خائفاً على كرامته مثلاً، أو أن يظهر ضعيفا لهما، إلخ.
وهذه الأمور هي ما تحتاج للحديث بحب وتفهم لتتمكني أنت أيضا من أن توضحي له كم تقديرك لما يقول وأنك تحتاجين مساحة آمنة للحديث معه عن آلام القطيعة التي يحثك عليها تلميحاً أو تصريحاً وأنك تخافين جدا من قطع صلة الرحم لأنها أمر عظيم يحاسبك الله سبحانه وتعالى عليه، واشرحي له كيف تشعرين بالضغط الشديد بين المطرقة والسندان كما يقولون، وأنك تحتاجين مساعدته في التحرر من هذا الوضع الصعب، وكلما كان حديثك آتيا من المكان المتألم بداخلك بعيدا عن اتهامه، أو غضبك، أو مناقشات العقل المحض؛ نجحت في التواصل معه بشكل مختلف؛ فتحصلين على نتيجة مختلفة، وكلما استمعت له بقلبك ووضعت نفسك مكانه بعيداً عن والديك استقبل منك صدق رغبتك في مساعدته لتجاوز هذا الألم وتجاوب معك بشكل أفضل، هيا يا ابنتي ابدئي رحلة القرب الأعمق بينكما..
أسأل الله أن يوفقك ودمت بخير...