هل توجد علاقة بين تناول الدهون وسرطان البروستات ؟

تناول الدهون وسرطان البروستات هل من علاقة بينهما؟ وهل يؤدي الإفراط في تناول الدهون إلى زيادة الإصابة بسرطان البروستات؟ يجب العلم أن سرطان البروستاتا يقتل عدداً من الرجال تقريباً مثلما يقتل سرطان الثدي من النساء، وبالنسبة للرجال غير المدخنين فإن سرطان البروستاتا يعتبر القاتل الأول. والبروستاتا أو الموثة (Prostate) هي غدة تناسلية ذكَرية توجد أسفل الحوض وتحيط بالإحليل (قناة مجرى البول) في منطقة خروجه من المثانة، وهي تقوم بوظيفة إفراز السائل المنوي بالاشتراك مع غدة كوبر؛ وهذا السائل يغذّي الحيوانات المنوية، ويمكن أن تصاب هذه الغدة بالسرطان (prostatic cancer)، شأنها شأن الكثير من الأعضاء الأخرى في جسم الإنسان.

هل توجد علاقة بين تناول الدهون وسرطان البروستات ؟

بالعودة إلى السؤال المطروح في عنوان المقال؛ فقد كشفت عدة دراسات حديثة أجريت ونشرت بين عامي 2016 و2017، أن الرجال المصابين بسرطان البروستاتا قد يكونون أكثر عرضةً لهذا المرض إذا كان نظامهم الغذائي يحتوي على الكثير من الدهون في اللحوم ومنتجات الألبان، وسنستعرض نتائج بعض هذه الدراسات المهمة.

• الدهون المشبعة وسرطان البروستاتا 

وجد الباحثون أن نسبة الإصابة تصل إلى 51% بين أولئك الذين يتناولون دهونًا مشبعة، وتوجَد الدهون المشبعة إما في المنتجات الحيوانية مثل منتجات الألبان واللحوم الحمراء، والدهون الموجودة في اللحم الأحمر وجلد الدجاج، وغير ذلك من الدهون الحيوانية، أو توجد في بعض المنتجات النباتية مثل زيت النخيل، وزيت وزبدة جوز الهند.

• مقارنة بين الغذاء الغني بالخضراوات والغني باللحوم

أظهرت بعض الدراسات أنّ معدل الإصابة بسرطان البروستاتا منخفض لدى اليابانيين الذين يعيشون في اليابان، وذلك بسبب إقبالهم على تناول الخضراوات الصفراء والخضراء، في حين ارتفعت نسبة الإصابة بسرطان البروستاتا بين اليابانيين الذين هاجروا إلى أميركا بنحو ثلاثة أضعاف، وذلك بسبب إكثارهم من تناول الدهون الحيوانية والبروتينات، وهي نسبة تقترب من أولئك الذين تناولوا نظاماً غذائياً غربياً منذ طفولتهم المبكرة.

اقرأ أيضاً

دراسة: مُركب طبيعي في البروكلي يحارب سرطان البروستاتا

• مقارنة بين استهلاك الدهون الحيوانية في السن الصغير والسن الأكبر

أظهرت دراسة أخرى أن كمية الدهون الحيوانية المستهلَكة في وقت مبكر من الحياة ليس له تأثير على خطر الإصابة بسرطان البروستاتا؛ لكن تناول المزيد من الدهون الحيوانية في مراحل لاحقة من العمر يرتبط باحتمال زيادة خطر الإصابة بهذا السرطان.

•  مقارنة بين الدهون الحيوانية والنباتية

وبينما أثبتت الدراسات العديدة وجود علاقة بين تناول الدهون وسرطان البروستات ، خاصة الدهون الحيوانية، فإن الدراسات لم تثبت نفس الأثر للدهون النباتية، إذ كان للدهون النباتية تأثير ضئيل ناجم عن زيادة إجمالي كمية الدهون الضارة؛ مما يؤدي إلى زيادة السعرات الحرارية، وبالتالي زيادة الوزن، وقد وجِد أن خطر الإصابة بسرطان البروستات يزيد عند الرجال الذين يعانون من زيادة الوزن بمقدار 2.5 مرة، مقارنة بالرجال الذين لا يعانون من زيادة الوزن.
وفي دراسة أخرى، وجِد أن خطر الإصابة بسرطان البروستات قد تضاعف إلى 3.6 مرات لدى الرجال الذين تناولوا اللحوم والحليب والبيض والجبن، مقارنةً بالرجال النباتيين، وفي دراسة شملت 50 ألف رجل تتراوح أعمارهم بين 40 و75 عاماً ارتفع خطر الإصابة 3.5 مرات عند الرجال الذين يستهلكون نسباً مرتفعة من الدهون، وهذا يؤكد العلاقة بين تناول الدهون وسرطان البروستات.

وجدت هذه الدراسة ارتباطاً قوياً بين دهون اللحوم الحمراء وسرطان البروستاتا، أما الرجال الذي يتبعون نظاماً غذائياً منخفض الدسم، أو يعتمدون حمية نباتية تقريباً، ويمارسون الرياضة يومياً لمدة ثلاثة أسابيع، فقد لوحظ لديهم انخفاض كبير يصل إلى 50% في مستويات استراديول الدم (يرتبط ارتفاع مستويات استراديول بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وسرطان البروستاتا)، ولوحظ أيضًا عند هؤلاء انخفاض كبير في مستويات الدهون في الدم.

الاختلاف العِرقي وسرطان البروستاتا والنظام الغذائي

يؤثر سرطان البروستاتا على بعض البشر أكثر من غيرهم نظراً للاختلافات العِرقية، بالإضافة إلى العلاقة بين تناول الدهون وسرطان البروستات ، إذ إن النظام الغذائي يلعب دوراً مهمًا في ذلك. يقوم الأطباء بتشخيص إصابة الرجال الأمريكيين بسرطان البروستاتا أكثر من أي سرطان آخر حسب الإحصائيات العامة، كما أن الرجال ذوي البشرة الداكنة لديهم احتمالية أعلى بنسبة 70% للإصابة بهذا المرض، وهم أكثر عرضة للوفاة بسبب هذا المرض بمقدار الضعف مقارنة بالرجال البيض.

ويميل كذلك الرجال ذوو البشرة الداكنة إلى الإصابة بسرطان البروستاتا في سن أصغر، وتكون لديهم أشكال أكثر خبثًا وعدوانية من هذا المرض. وكذلك الرجال الآسيويون في اليابان والصين لديهم معدلات سرطان بروستات أقل من الرجال في الولايات المتحدة، ولكن الباحثين لاحظوا أن خطر إصابة الرجال الآسيويين بسرطان البروستاتا زاد عند انتقالهم إلى الولايات المتحدة.

والخبراء غير متأكدين من أسباب هذه الاختلافات، ولكنهم بدأوا يدرسون تأثيرات نمط الحياة بما في ذلك النظام الغذائي، لكن في الوقت الحالي ليس هناك الكثير من الأدلة التي تثبت أن النظام الغذائي بما في ذلك الدهون الغذائية يزيد من احتمالات إصابتك بسرطان البروستات على أساس العِرق، ولكن ما يساهم بزيادة احتمالية إصابتك بالمرض هي الجينات، ويحتاج الباحثون إلى دراسة الموضوع بشكل أكبر وفي مجموعات أكبر وأكثر تنوعاً.

اقرأ أيضاً

كيف تقي نفسك من سرطان البروستاتا؟

هل من نصائح قبل فوات الأوان؟

عنايتنا بنظامنا الغذائي تعد أحد الأسباب التي يمكن أن تمنع عنا احتمالية الإصابة بالسرطان بشكل عام، وبسرطان البروستاتا بشكل خاص، وننصح الرجال بما يأتي:

1. ممارسة التمارين الرياضية (مثلاً السباحة والمشي السريع) لمدة 30 دقيقة يومياً، خمسة أيام من الأسبوع.
2. أكل الأسماك بدلاً من تناول اللحوم الحمراء ودهونها، إذ تساعد الأوميغا 3 الدهنية على تقليل نسبة الدهون في الدم، وتعتبر مهمة جداً لسلامة القلب، ومن الأفضل تناول الأسماك مرتين في الأسبوع على الأقل، ومن أهم أنواع الأسماك الحاوية على الأوميغا 3 السلمون، والرنجة، والماكريل، والسردين، والتونة.
3. الابتعاد عن المشروبات الغنية بالسكريات كالمشروبات الغازية، والمشروبات السكرية التي تحتوي على الفركتوز (سكر الفواكه).
4. الإكثار من تناول الألياف النباتية الخضراء الغنية، لأنّها تقلل الدهون إلى حد كبير، وتقي من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
5. الامتناع عن أكل الكثير من السكريات، فالسكريات البسيطة وتحديداً الفركتوز الموجود في الفاكهة يرفع نسبة الدهون داخل الجسم.
6. أخيراً؛ اتباع نظام غذائي يومي خاص، نحذر فيه من تناول الأطعمة الدسمة كالآيس كريم، أو ساندويش الجبن المشوي، واللحوم الحمراء، والحليب الكامل الدسم قبل النوم.