صحــــتك

أول عملية زرع قلب في العالم باستخدام الروبوت

صحة القلب
كيف نحافظ على صحة القلب وسلامته

في 12 سبتمبر 2024، صرح مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض أن فريق أطباء فيها بقيادة الطبيب الجراح فراس خليل قد نجح بالقيام بأول عملية من نوعها في العالم وهي زراعة القلب باستخدام الروبوت الجراحي. يعتبر هذا الإنجاز عملية نوعية لم تجر من قبل، وقد أجريت هذه العملية لمريض سعودي عمره 16 سنة أصيب بمرحلة متقدمة من فشل القلب لم تنجح في ضبطها العلاجات الطبية الأخرى، فتم وضعه على لائحة الانتظار لعملية زرع القلب.

د. فراس خليل في مشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض
الدكتور فراس خليل يجري أول علمية في العالم لزرع القلب باستخدام الروبوت الجراحي

عملية زرع القلب باستخدام الروبوت

أصر المريض على عدم إجراء العملية بالطريقة المعروفة التي تقتضي شق عظم القص في منتصف الصدر من الأمام، فقام الدكتور فراس خليل بإجراء ترتيبات دقيقة لإجراء العملية باستخدام الروبوت الجراحي. لا تحتاج هذه العملية التنظيرية إلى شق عظم القص، بل يمكن أن تجرى عن طريق ثقوب صغيرة قطر كل منها نحو 1 سنتيمتر.

تدخل الكاميرا الثلاثية الأبعاد المتصلة بأحد أذرع الروبوت الأربعة عبر هذه الثقوب، وتدخل أدوات جراحية دقيقة من خلال الثقوب الصغيرة الأخرى حسب الحاجة، كما يحتاج الطبيب لإجراء شق جراحي طوله نحو 7 سنتيمترات لإخراج القلب المريض بعد استئصاله، ولإدخال القلب السليم الجديد لزرعه في صدر المريض. تحتاج هذه العملية بالطبع إلى وصل جسم المريض إلى جهاز مضخة القلب والرئة الذي يدعم الدورة الدموية ويمد الجسم بالأوكسجين أثناء إجراء عملية القلب.

قام الفريق الطبي تحت إشراف الدكتور فراس خليل بإجراء سبع عمليات افتراضية تجريبية خلال ثلاثة أيام استعدادًا للعملية الحقيقية. استغرق إجراء العملية على المريض الشاب أقل من ثلاث ساعات، وهذا رقم أسرع من الوقت الذي تحتاج إليه عملية زرع القلب العادية في معظم دول العالم، وأسرع من الوقت الذي تستغرقه عمليات القلب الأخرى باستخدام الروبوت، والتي تحتاج عادة لأكثر من أربع ساعات.

ما هي عملية زرع القلب ؟

في عملية زرع القلب يتم عادة استئصال القلب المريض وإزالته من الجسم، ولو أن هناك حالات قليلة يترك فيها القلب المريض في مكانه ويزرع القلب الجديد في الجسم كقلب إضافي. لا بد من استخدام جهاز مضخة القلب والرئة في عملية زرع القلب لضمان استمرار الدورة الدموية وتزويد الجسم بالدم والأوكسجين اللازمين للمحافظة على حياة المريض.

بعد استئصال القلب المريض، يتم زرع القلب الجديد الذي يتم الحصول عليه من متبرع متوفى دماغيًّا، ويجب أن تتم عملية الزرع خلال فترة قصيرة لا تزيد عن ساعات قليلة للمحافظة على سلامة القلب الجديد بأفضل حالة ممكنة، ومن أجل تحقيق ذلك يكون لدى مراكز زرع القلب عادة فرق وتجهيزات مستعدة دائما للذهاب إلى المستشفى الذي يتوفر فيه القلب الجديد ولو كان ذلك يحتاج إلى طائرة هيليكوبتر مجهزة طبيًّا.

وكان مستشفى الملك التخصصي في الرياض قد صرح سابقًا أن فريق زرع القلب فيه قد قام بإرسال فرق طبية إلى أبو ظبي وجدة للحصول على قلوب متبرعين متوفين دماغيًّا، وتم نقلها إلى مشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض بمرافقة دوريات المرور، حيث تم إجراء ثلاث عمليات زرع القلب خلال أقل من 24 ساعة.

مخطط عملية زرع القلب
مخطط عملية زرع القلب عند الإنسان

هل استُخدم الروبوت الجراحي في عمليات القلب من قبل؟

اختُرع جهاز الروبوت الجراحي سنة 1999، ومنذ ذلك الحين تم استخدامه في كثير من العمليات الجراحية، خاصة في مجال الجراحة البولية والنسائية. كما استُخدم منذ نحو 15 سنة في إجراء بعض عمليات القلب مثل عملية تبديل شرايين القلب (المجازات الإكليلية CABG) وتصليح أو تبديل صمامات القلب.

استُخدم الروبوت الجراحي من قبل في عمليات زرع الكلية وزرع الرئة والكبد، ولكنه لم يُستخدم في زرع القلب في العالم قبل العملية التي تمت في الرياض. لا يقوم الروبوت بإجراء العملية كما يظن بعض الناس، فما هو إلا نوع متطور من الأدوات الجراحية التي يستخدمها الجراح لإجراء عمليات دقيقة من خلال شقوق جراحية صغيرة مع تجنب الحاجة لعمل شق جراحي كبير، أي أنها نوع من العمليات الجراحية التنظيرية.

يقدر حاليًّا أن عدد العمليات الجراحية المختلفة التي أجريت في العالم باستخدام الروبوت الجراحي قد بلغ نحو 12 مليون عملية، وهناك نحو 60 ألف جراح في العالم متدرب على استخدام الروبوت الجراحي، ويقدر عدد أجهزة الروبوت الجراحي في العالم الآن بأكثر من 6700 جهاز.

الصورة
الروبوت الجراحي
الروبوت الجراحي الذي يستخدمه الجراح في بعض عمليات الجراحة التنظيرية

كيف تطورت عمليات زرع القلب في العالم؟ وما هي نتائجها؟

أجريت أول عملية لزرع القلب عند الإنسان في جنوب أفريقيا بتاريخ 3/12/1967 من قبل فريق قاده كريستيان برنارد. أجريت هذه العملية بعد ذلك في كثير من دول العالم، وتحسنت نتائجها تدريجيًّا، خاصة مع اكتشاف أدوية أفضل لمنع ظاهرة رفض الجسم للقلب المزروع. حاليًّا، تبلغ نسبة بقاء المرضى على قيد الحياة بعد عملية زرع القلب نحو 90 بالمئة لمدة سنة، ونحو 80 بالمئة لمدة خمس سنوات.

وهذه الأرقام المذكورة تعتبر جيدة جدًّا بالنظر إلى أن متوسط فترة حياة المريض المصاب بفشل القلب والموضوع على لائحة الانتظار لزرع القلب تبلغ نحو ستة أشهر، وأن نحو 50 بالمئة من هؤلاء المرضى يتوفون خلال سنة. في سنة 2022، أجريت 4039 عملية زرع قلب في أمريكا. ويوجد فيها 3398 مريضًا على لائحة الانتظار. كما أجريت في تلك السنة 8988 زرع قلب في العالم.

آخر تعديل بتاريخ
19 سبتمبر 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.