في 25 يوليو 2024، أعلن مركز هيوستون لأمراض القلب بأمريكا عن إجراء أول عملية زرع قلب صناعي جديد لا يحتوي بداخله على أي صمامات. يحتوي القلب الطبيعي وجميع تصاميم القلب الصناعي السابقة على أربعة صمامات داخل القلب، وظيفتها ضمان أن يكون مسار الدم فيها وفق اتجاه واحد دائمًا. ولكن شركة بيفاكور BiVacor الأمريكية قامت بتصميم قلب صناعي جديد ليس فيه أي صمامات، ويعتمد في ضخ الدم على محرك كهربائي-مغناطيسي توربيني.
تمت زراعة القلب الصناعي الجديد بنجاح في 9 يوليو 2024 بعد الحصول على موافقة هيئة مراقبة الأدوية والأغذية في أمريكا بشكل استثنائي لعلاج بعض المرضى المصابين بفشل القلب المتقدم ممن ينتظرون دورهم للحصول على عملية زرع بشري طبيعي. زُرع القلب الصناعي الجديد لمريض عمره 57 سنة في مرحلة نهائية من فشل القلب لديه، وبعد 8 أيام من نجاح عملية زرع القلب الصناعي الجديد، أُجريت له عملية زرع قلب بشري بعد أن توفر له متبرع مناسب.
قلب صناعي جديد له ميزات جديدة
القلب الصناعي الجديد أصغر بكثير من التصاميم السابقة لأي قلب صناعي، لذا فهو يناسب الزرع لدى الرجال والنساء، وحتى لدى المرضى أصحاب الأوزان المنخفضة والأجسام الصغيرة. وعلى الرغم من صغر حجم القلب الصناعي الجديد، فإنه يستطيع ضخ كمية كافية في الدورة الدموية لهؤلاء المرضى.
قلب صناعي جديد مصنوع من معدن التيتانيوم الذي يتميز بصلابته وخفة وزنه. يعمل القلب الصناعي الجديد على الطاقة الكهربائية، ويعتمد في عملية ضخ الدم على محرك كهربائي توربيني صغير وفق مبادئ كهرومغناطيسية تشبه تلك التي تستخدمها القطارات الفائقة السرعة.
لا يحتوي القلب الجديد على أي صمامات، وفيه جزء دوار متحرك واحد فقط، دون وجود أي وصلات أو مناطق احتكاك ميكانيكية، مما يقلل احتمال الاهتراء الميكانيكي في أجزائه، فيستمر عمله لفترات طويلة، ويقل فيه مرور الدم عبر ممرات ضيقة، فيقلل بذلك من تكسر وانحلال الكريات الحمر في الدم، ويقل كذلك احتمال تشكل الخثرات الدموية فيه. ومع ذلك، لا بد من أن يأخذ المريض أدوية تزيد سيولة الدم بعد زرع أي قلب صناعي جديد، من أجل منع تشكل الخثرات أو الجلطات الدموية بداخله. يستطيع القلب الصناعي الجديد أن يضخ الدم بشكل نابض يشبه ضخ القلب الطبيعي عن طريق تغيير سرعة دوران الجزء التوربيني المتحرك فيه أثناء ضخ الدم.
ما الذي يعنيه نجاح زرع قلب صناعي جديد ؟
يصيب مرض فشل القلب نحو 26 مليون شخص في العالم، منهم نحو 6.2 مليون مريض في أمريكا. يحتاج غالبية هؤلاء المرضى في المراحل النهائية من فشل القلب إلى عملية زرع القلب، إنما لا يتوفر سوى أقل من 6000 متبرع بشري في العالم كل سنة لإجراء مثل هذه العمليات. وتقدر الهيئات الطبية الأمريكية أن نحو 100 ألف مريض يحتاجون إلى شكل أو آخر من دعم الدورة الدموية بأجهزة تتراوح بين مضخة البالون الأبهري، إلى زرع أجهزة داعمة للبطين الأيسر LVAD، أو إلى زرع القلب.
لم تنجح عمليات زرع القلب الصناعي كثيرًا حتى الآن، ويتم اللجوء عادة إلى الأجهزة الميكانيكية الداعمة للقلب والدورة الدموية بشكل مؤقت ريثما يتوفر المتبرع المناسب لعملية زرع قلب بشري. وما تزال المحاولات مستمرة للوصول إلى تصميم قلب صناعي جديد يمكن الاعتماد عليه لدعم الدورة الدموية لدى هؤلاء المرضى على المدى الطويل، وربما تقليل حاجتهم إلى عملية زرع القلب البشري الطبيعي. سيكون على مركز القلب في هيوستون القيام بأربع عمليات ناجحة مماثلة قبل أن توافق هيئة مراقبة الأدوية والأغذية في أمريكا على إجراء مزيد من عمليات زرع قلب صناعي جديد مثل هذا.