كشط الجلد (dermatillomania) أو هوَس كشط الجلد، والمعروف أيضاً باسم اضطراب سل الجلد، أو اضطراب السحج، أو التسحج العصبي، أو اضطراب نزع الجلد، أو اضطراب التقاط الجلد، وهو حالة عقلية يقوم فيها المريض بخدش الجلد بشكل قهري، ويقع هذا المرض ضمن فئة اضطرابات الوسواس القَهري (OCDs)، ويمكن أن يسبب إصابات والتهابات وتندبات في الجلد المصاب، مما يؤدي إلى التوتر والقلق وانخفاض الشعور بالصحة والسلامة، وغالباً ما يمكن علاج هذه الحالة بمزيج من الأدوية والعلاج النفسي.
ما الفرق بين هوَس كشط الجلد واضطراب الوسواس القَهري؟
اضطراب الوسواس القَهري (OCD) هو حالة محدَّدة يُطلق اسمها أيضًا على فئة من حالات الاضطرابات العقلية، في حين أن كشط الجلد يندرج ضمن الفئة العامة لاضطرابات الوسواس القهري، إلا أن هناك بعض الاختلافات الرئيسية عن الوسواس القهري، وتتضمن هذه الاختلافات ما يلي:
- الهواجس: الوسواس القهري ينطوي على الهواجس، وهي أفكار أو حوافز لا يستطيع الشخص السيطرة عليها ولا يريدها، وهذه الأنواع من الهواجس لا يحدث في كشط الجلد (هوس الجلد).
- الشعور بالمكافأة: عندما يقوم الأشخاص المصابون بهوس الجلد بتحسس بشرتهم فغالباً ما يشعرون بالارتياح أو بمشاعر إيجابية أخرى، وهذا لا يحدث بالوسواس القهري.
- الضرر: نادراً ما ينطوي الوسواس القهري على أي نوع من الضرر الذاتي أو إيذاء النفس، أما في حالة كشط الجلد فيكون هذا النوع من إيذاء النفس أمراً شائعاً للغاية.
من هي الفئة الأكثر تعرضاً؟
في السنوات الماضية، اعتقد الخبراء أن هذه الحالة كانت أكثر شيوعاً عند النساء، ومع ذلك تُظهر الأبحاث الحديثة أن حوالي 55% فقط من الأشخاص المصابين بهذه الحالة هم من النساء، كما أن النساء هم الأكثر طلباً لعلاج هذه الحالة.
وتبدأ هذه الحالة عادة خلال فترة البلوغ، ولكن يمكن أن تحدث في أي عمر، ومن المرجح أيضاً أن تحدث هذه الحالة للأشخاص الذين يعانون من حالات مثيرة للحكة، مثل الإكزيما وحَبّ الشباب وغيرها من الحالات الجلدية.
كيف يؤثر كشط الجلد على الجسم؟
يتسبب اضطراب كشط الجلد في قيام الشخص بنزع جزء من جلده بشكل قهري، وبالنسبة لبعض الأشخاص، يكون كشط الجلد حركة تلقائية، فهم قد لا يُدركون حتى أنهم يقومون بذلك، ويدرك آخرون أنهم يفعلون ذلك ولكنهم لا يستطيعون منع أنفسهم عن فعل ذلك. وبالنسبة لبعض الأشخاص يتركز كشط الجلد على مناطق الجلد الخشنة أو التي بها بالفعل نوع من الشوائب، وتشمل الأمثلة نزعَ وكشط البثور، أو بقع الجلد الجاف، أو الجروح والخدوش، ويمكن أن يحدث كشط الجلد أيضاً لأسباب أخرى.
قد يؤدي كشط الجلد إلى حدوث جروح جديدة أو إعادة فتح جروح قديمة، مما قد يؤدي إلى النزيف والالتهاب والتندب، وعندما تكون هذه الحالة شديدة يمكن أن تؤدي إلى تلف الجلد بشكل واسع، بحيث قد يحتاج المريض إلى عملية جراحية مثل ترقيع الجلد لإصلاح الضرر، وقد تحتاج الجروح المصابة أيضاً إلى علاج بالمضادات الحيوية، وفي حالات نادرة يمكن أن تنتشر العدوى الناتجة عن هذه الجروح في جميع أنحاء الجسم، مما يؤدي إلى رد فعل مناعي شديد، ورد الفعل هذا هو حالة تسمى الإنتان وهو حالة طبية طارئة تهدد الحياة.
الآثار الصحية العقلية
في كثير من الأحيان، يشعر الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة بالحرج أو الخجل من الخدوش والجروح الظاهرة، ويحاولون إخفاءها بالملابس أو المكياج أو وسائل أخرى، ولهذا السبب يمكن أن تكون هذه الحالة مصدرًا للقلق أو الاكتئاب أو العزلة الاجتماعية، ويمكن أن تؤثر هذه الحالة أيضًا على عمل الأشخاص أو حياتهم الاجتماعية.
ما هي أعراض كشط الجلد؟
العرَض الرئيسي لهوس الجلد هو دافع قهري، مما يعني أن الدافع أو الرغبة مستحيلة أو تصعب مقاومتها، ويصف العلماء أيضاً عملية كشط الجلد باستخدام الكلمات التالية: الخدش، الحفر، الضغط، الفرك، الحك.
وعادة ما يتضمن الكشط والنزع إصابة الأظافر وأطراف الأصابع، ولكن يمكن أن يشمل أيضاً العض بالأسنان، خاصة عندما يكون سطح الجلد المصاب على الشفتين، ويمكن أن يتضمن أيضاً استخدام أدوات حادة مثل الملقط أو الدبابيس.
ما هي أنواع كشط الجلد؟
يحدث هوس الجلد أو اضطراب كشط الجلد عادة بإحدى طريقتين: إما بطريقة تلقائية أو مركَّزة، ويمكن تفصيل هذين النوعين من كشط الجلد على النحو الآتي:
- التلقائي: يحدث هذا النوع من كشط الجلد غالباً دون أن يفكر فيه الشخص، ويطلق الخبراء أحياناً على هذا اسم "المسح الضوئي"، لأنه يميل إلى تشغيل اليدين أو أطراف الأصابع لتحسس مناطق من الجلد للعثور على أي مناطق تبدو مختلفة والتي قد تصبح بعد ذلك منطقة مركّز عليها لممارسة كشط الجلد ونزعه.
- التركيز: يتم تركيز كشط ونزع الجلد على منطقة معينة، ويمكن أن يستمر الكشط لساعات، ويميل هذا النوع من كشط الجلد إلى أن يكون أكثر خطورة، ومن المرجح أن يسبب ضرراً لبشرتك.
أين يحدث كشط الجلد في الجسم؟
يميل اضطراب كشط الجلد إلى التركيز على مناطق معينة من جسمك، وهي المناطق التي يمكنك الوصول إليها بسهولة بيديك، بما في ذلك:
- الرأس: الوجه وفروة الرأس والرقبة.
- اليدان: وتشمل الأصابع واليدين والساعدين.
- الساقان: وتشمل الفخذين والقدمين وأصابع القدمين والكاحل.
ما هي أسباب هذه الحالة؟
لا توجد أي أسباب مؤكدة لهوس الجلد، لكن الخبراء يشكّون في أن بعض العوامل المختلفة قد تلعب دوراً، بما في ذلك:
- الوراثة: من المرجح أن يكون لدى الأشخاص المصابين بالهوس الجلدي فرد واحد على الأقل من أفراد العائلة من الدرجة الأولى (أي أحد الوالدين أو الأخ) يعاني أيضاً من هذه الحالة.
- التغيرات في بنية الدماغ: من المرجح أن يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من كشط الجلد بعض الاختلافات الرئيسية في بنية بعض مناطق الدماغ التي تتحكم في كيفية تعلمهم، وفي تشكيل العادات.
- التوتر والقلق: قد يكون كشط الجلد بمثابة آلية للتعامل مع مشكلات أخرى، أو حالات تتعلق بالصحة العقلية، وقد يكون أيضاً مرتبطاً بالملل أو مشكلات أخرى.
الحالات الأخرى التي تَحدث مع هوس الجلد
الأشخاص الذين يعانون من هوس كشط الجلد هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض عقلية أو حالات طبية أخرى، والتي تشمل ما يلي:
- الوسواس القهري أو الاضطرابات الأخرى المرتبطة بالوسواس القهري، مثل نتف الشعر (هوس نتف الشعر) أو قضم الأظافر.
- الاكتئاب.
- اضطرابات القلق.
- الاضطراب الثنائي القطب.
- متلازمة برادر ويلي.
كيف يتم تشخيص اضطراب كشط الجلد ؟
يتضمن تشخيص اضطراب كشط الجلد مجموعة من الإجراءات، تشمل الفحص البدني، حيث يبحث مقدم الرعاية الصحية علامات هذه الحالة على جسم المريض، وسوف يطرح عليه بعض الأسئلة حول التاريخ المرَضي، وظروف الحياة، وأي سلوكيات قد تتعلق بهذه الحالة.
ويمكن أن تساعد الاختبارات التشخيصية والمخبرية في استبعاد الأسباب الأخرى لاضطراب نزع الجلد، ولكن نادراً ما تكون هناك حاجة لتأكيد هذا التشخيص، ويتطلب تشخيص هذه الحالة استيفاء المعايير الخمسة الآتية:
- نزع الجلد المستمر أو الذي يحدث بشكل متكرر.
- التأثير السلبي على مختلف جوانب حياتك، بما في ذلك عملك أو حياتك الاجتماعية، بسبب الخجل أو الإحراج أو غيرها من المشاعر المشابهة.
- لا يَحدث سلوك خدش الجلد بسبب أي حالة طبية أخرى، مثل الجرَب أو الحالات الأخرى المرتبطة بالجلد، أو بسبب دواء (وصفة طبية).
- لا يحدث سلوك كشط الجلد بسبب حالة صحية عقلية أخرى، مثل اضطراب تشوه الجسم، حين تقوم بخدش بشرتك لأنك تعتقد أن لديك مشكلة في مظهرك، وتقوم بخدش بشرتك لمحاولة إصلاح ذلك.
كيف يتم علاج هوس الجلد؟
ينطوي علاج هوس كشط الجلد على استخدام مزيج من الأدوية والعلاج النفسي، وتُظهر الأبحاث أن الجمع بين الاثنين يميل إلى النجاح أكثر من استخدام نوع واحد من العلاج.
العلاج بالأدوية
تشمل الأدوية الأكثر شيوعًا التي يصفها مقدمو الرعاية الصحية للمساعدة في علاج هذه الحالة ما يلي:
- مضادات الاكتئاب: الأدوية الأكثر احتمالًا في ذلك هي مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs).
- مضادات الاختلاج: لاموتريجين هو دواء يساعد في ضبط حركات العضلات التي لا يمكن السيطرة عليها، وتُظهر الأبحاث أنه يمكن أن يساعد في بعض حالات الهوس الجلدي.
- مضادات الذِّهان: تساعد هذه الأدوية عن طريق تعديل التوازن في كيمياء الدماغ، وتعالج هذه الأدوية عادةً العديد من الحالات مثل الخرَف والاضطراب الثنائي القطب والفصام. يواصل الباحثون أيضًا النظر في فعالية هذه الأدوية في علاج حالات مثل هوس الجلد.
- المغذيات: هذه منتجات متعلقة بالتغذية، ويمكن أن تؤثر أيضًا على حالات الصحة الطبية أو العقلية في حالات هوس كشط الجلد، وجدت الأبحاث أن مكمل الأحماض الأمينية N-acetylcysteine يمكن أن يساعد في تقليل الرغبة في الكشط أو نزع الجلد.
العلاج النفسي
يمكن أن يساعد العلاج النفسي في علاج هذه الحالة بطرق مختلفة، اعتمادًا على طريقة العلاج المستخدَمة، ويتضمن العلاج النفسي الطرق الآتية:
- العلاج بعكس العادة: تتضمن هذه الطريقة مساعدتك على أن تصبح أكثر وعيًا بسلوكياتك وأنماط نشاطك من خلال مساعدتك على أن تصبح أكثر وعيًا بها، يعلمك هذا العلاج التخلص من العادات السيئة مثل نزع الجلد.
- العلاج الجماعي ودعم الأقران: قد يستفيد الأشخاص المصابون بهوس الجلد من أنواع محددة من العلاج الجماعي أو الداعم.
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يتضمن العلاج السلوكي المعرفي تدريس آليات واستراتيجيات التكيف للمساعدة في تغيير السلوك.
- العلاج بالقبول والالتزام: تساعد طريقة العلاج هذه الأشخاص على تغيير سلوكيات مثل خدش الجلد من خلال قبول المشاعر السلبية التي تغذي هذا السلوك، ويلعب الوعي الذهني وآليات التكيف الإيجابية الأخرى دورًا أيضًا.
كيف يمكنني منع هذه الحالة أو الوقاية منها؟
هوس الجلد هو حالة ذهنية عقلية، لكن الخبراء لم يتوصّلوا حتى اللحظة لأسبابها بشكل كامل، وهذا يعني أن الأمر يحدث بشكل لا يمكن التنبؤ به ولا يمكن منعه، ولا توجد طريقة حاسمة لتقليل خطر الإصابة بها أيضًا.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
ما هو سبب أكل الجلد؟
أكل الجلد هو اضطراب يشبه الوسواس القهري، ويشير إلى الأشخاص الذين يعضون أو يأكلون جلدهم (يخدشون الجلد بأسنانهم)، وغالباً ما يعاني العديد من الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة من حالات أخرى ذات صلة، ويمكن أن تشمل سلوكيات متكررة أخرى تركز على الجسم أيضاً، ويمكن أن يسبب أكل وخدش الجلد حدوث سماكة الجلد حول اليدين والأظافر.
هل تقشير الجلد مرض نفسي؟
نعم، يعتبر تقشير وكشط الجلد اضطرابًا عقليًا نفسيًا، ويطلق عليه اسم نتف الجلد المزمن أو هوس الجلد، وهو مرض عقلي مرتبط باضطراب الوسواس القهري، ويتميز بالنزع المتكرر للجلد، مما يؤدي إلى تورم بعض مناطق الجلد أو خدشها، مما قد يسبب اضطراباً كبيراً في حياة الشخص المصاب.
ما هي أسباب اضطراب نزع الجلد؟
ليس هناك سبب واضح لحدوث اضطراب كشط الجلد، لكن رجح الخبراء بعض الأسباب المتوقعة وراء حدوث هذه الحالة، ومنها الملل، والتوتر والقلق، والمشاعر السلبية مثل الشعور بالذنب أو العار، والأمراض الجلدية مثل حَبّ الشباب والإكزيما، أو العيوب الأخرى التي يريد الشخص التخلص منها (قد لا تكون ملحوظة لأشخاص آخرين).
ختاماً، كشط الجلد هو حالة عقلية يمكن أن تؤثر بشدة على حياتك، وننصحك بزيارة مقدم الرعاية الصحية من أجل التغلب عليها وتلقي العلاج لهذه الحالة، إذ يتمتع مقدمو الرعاية الصحية بتدريب خاص وخبرة في علاج هذه الحالات وتأثيراتها، وفي مساعدتك على الشعور بالراحة عند الحصول على العلاج الذي تحتاجه.
مع العلاج، يمكن للعديد من الأشخاص التغلب على هذه الحالة أو التعامل معها، وهذا يعني أنه يمكنك التركيز على ما تريد القيام به في الحياة بدلاً من القلق بشأن ما قد يلاحظه الناس أو يفكرون فيه عنك.