فوبيا المراهقين أو رهاب المراهقين (Ephebiphobia) تحدث عندما يخشى المصابون من التعامل مع المراهقين، فقد ينظرون إلى المراهقين بشكل سلبي معتقدين خطأً أن جميع المراهقين لديهم سلوك سيء أو عنيف، وقد يتسبب حادث مؤلم يتعلق بالمراهقين في الإصابة برهاب المراهقين، وقد يتجنب الشخص المصاب برهاب المراهقين جميع المواقف التي تتضمن رؤية المراهقين أو التفاعل معهم، ولكن يمكن أن تساعد العلاجات النفسية التي سنتكلم عنها في هذا المقال في علاج هذه الفوبيا.
ما هي الفوبيا أو الرهاب؟
الرهاب هو نوع من اضطرابات القلق يصيب الأشخاص الذين يعانون من رهاب معين بالخوف الشديد وغير المنطقي وغير العقلاني من شيء ما أو من موقف ما أو مكان ما، أو من كائن حي لا يسبب ضررًا عادةً، والمصاب بالرهاب يشكل حياته بحيث يتجنب ما يعتبره خطيراً أو تهديداً له، ويعتبر الرهاب من الاضطرابات النفسية التي يمكن تشخيصها. يعاني المصاب بالرهاب من ضيق شديد عندما يواجه مصدر خوفه، وقد يمنعه هذا من العمل بشكل طبيعي، ويؤدي في بعض الأحيان إلى نوبات الهلع.
ما الذي يخشاه الأشخاص المصابون برهاب المراهقين؟
قد يخاف الشخص الذي يخاف من المراهقين من أي شيء يعرّضه للمراهقين، سواء كان ذلك شخصيًا أو عبر الإنترنت أو على شاشة التلفزيون، فقد يخاف من:
- صالات الألعاب.
- المتنزهات الترفيهية.
- المدارس الإعدادية والثانوية.
- دور السينما.
- مراكز التسوق.
- البرامج التلفزيونية أو الأفلام التي تتناول حياة المراهقين.
ما مدى شيوع فوبيا المراهقين ؟
يمكن أن يؤثر الرهاب على الأطفال والمراهقين والبالغين في مرحلة ما من حياتهم، ويصاب ما يقرب 1 من كل 10 بالغين أمريكيين باضطراب رهابي محدد. وفي حين أن فوبيا المراهقين خاصة بالبالغين، فلا توجد إحصائيات دقيقة حول عدد البالغين الذين يعانون من هذا النوع من الرهاب.
من هم المعرَّضون لخطر الإصابة برهاب المراهقين؟
لا يعرف سبب زيادة احتمالية إصابة بعض الأشخاص برهاب المراهقين أكثر من غيرهم، قد يكون الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الرهاب أو اضطرابات القلق الأخرى أكثر عرضة للإصابة بهذا الرهاب، وفي كثير من الأحيان يتطور الرهاب نتيجة لعوامل وراثية وبيئية، وقد تكون أكثر عرضة للإصابة برهاب الخوف إذا كنت:
- ترى أو تقرأ أو تسمع الكثير من الأخبار السلبية عن المراهقين وأفعالهم.
- تتعرض لوسائل التواصل الاجتماعي التي تصور المراهقين في صورة سلبية.
- تعرضت لجريمة ارتكبها مراهق أو مجموعة من المراهقين.
- تعيش في منطقة بها معدلات عالية من العنف المنسوب إلى المراهقين.
- لديك تاريخ من اضطرابات القلق أو الرهاب.
- تفتقر إلى فهم كيفية تطور المراهقين.
ما هي الرهابات الأخرى المرتبطة برهاب المراهقين؟
قد يعاني الشخص الذي يعاني من فوبيا المراهقين أيضًا من من أنواع أخرى من الفوبيا التي تتعلق بالتعامل مع فئات معينة من الأشخاص، وقد تشمل ما يلي:
- رهاب الأطفال (ويسمى أيضًا فوبيا الأطفال)، الخوف من الأطفال الرضع والأطفال الصغار.
- رهاب الشيخوخة، الخوف من كبار السن.
ما هي أعراض فوبيا المراهقين ؟
يدرك الأشخاص المصابون بالفوبيا مثل فوبيا المراهقين غالبًا أن خوفهم غير عقلاني، لكن هذا لا يجعل من السهل عليهم التحكم في ردود أفعالهم عندما يثير شيء ما الخوف لديهم، فقد يعاني الأشخاص الذين يعانون من فوبيا المراهقين من رد فعل عند التواجد في مكان مليء بالمراهقين، أو لدى رؤية صور المراهقين، أو حتى مجرد التفكير بالمراهقين، وقد تشمل الأعراض ما يلي:
- دوخة.
- جفاف الفم.
- شعور شديد بالخوف أو الرعب.
- غثيان مع أو بدون إسهال.
- التعرق الغزير.
- سرعة معدل ضربات القلب.
- الارتعاش أو الرجفة.
- ضيق التنفس.
- الانشغال بالمراهقين.
- الشعور بعدم الواقعية
كيف يتم تشخيص فوبيا المراهقين ؟
لا تعترف الجمعية الأمريكية للطب النفسي برهاب المراهقين كاضطراب رهابي في دليلها التشخيصي العام، لكن قد يقوم طبيب نفسي أو مقدم رعاية صحية بتقييم أعراضك وتشخيص الرهاب المحدد، فقد يكون لديك هذا الاضطراب الرُهابي المحدد إذا كنت تعاني من:
- قلق شديد عند التفكير في المراهقين.
- خوف يومي من المراهقين يستمر لمدة ستة أشهر على الأقل.
- الأعراض التي تظهر في أي وقت تفكر فيه أو ترى فيه مراهقين.
- تغيرات في السلوكيات، مثل تجنب الأماكن التي قد ترى فيها مراهقين.
- انخفاض جودة الحياة بسبب أعراض الرهاب.
كيف يتم علاج رهاب المراهقين؟
يمكنك تجربة ممارسة تقنيات الاسترخاء (مثل اليوغا أو التأمل أو التنفس العميق) لمساعدتك على التعامل مع محفزات الرهاب، ويمكن أن يساعد ذلك في تخفيف القلق والأعراض الأخرى التي تعاني منها عند رؤية المراهقين، ويمكن أن يساعدك أخصائي الصحة النفسية في التغلب على خوفك من المراهقين، وقد تشمل العلاجات ما يلي:
-
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
العلاج السلوكي المعرفي هو شكل من أشكال العلاج النفسي (العلاج بالكلام)، لأن التحدث عن مخاوفك والمواقف التي تثيرها قد يساعدك على فهم سبب تفكيرك وشعورك بهذه الطريقة، ويمكنك استخدام هذه المعرفة لتغيير طريقة تعاملك مع المراهقين.
-
العلاج بالتعرض
أثناء هذا النوع من العلاج النفسي، يعرّضك المعالج بشكل متزايد تدريجيًا لصور ومواقف تتعلق بالمراهقين، ويساعدك التعرض التدريجي على إزالة حساسية رهاب المراهقين، ستنجح تدريجيًا في الوصول إلى مرحلة القدرة على زيارة مراكز التسوق والأماكن الأخرى التي يرتادها المراهقون، وبشكل عام؛ هذا النوع من العلاج النفسي ينجح مع 90% من الأشخاص الذين يعانون من رهاب معين.
-
العلاج بالتنويم المغناطيسي
في العلاج بالتنويم المغناطيسي، يقوم المعالج بتحفيزك على الدخول في حالة من التنويم المغناطيسي أو الغيبوبة المؤقتة حين يمكن أن يساعدك التنويم المغناطيسي على الوصول إلى الذكريات والأفكار والعواطف المرتبطة بخوفك من المراهقين، وقد تتمكن من تغيير أنماط تفكيرك أثناء التنويم المغناطيسي، كما يمكنك معالجة النتائج التي توصلت إليها من خلال العلاج بالتنويم المغناطيسي أثناء جلسات العلاج النفسي.
-
العلاج بالأدوية
أثناء خضوعك للعلاج، قد يصف لك مقدم الرعاية الصحية أدوية مضادة للقلق أو مضادات الاكتئاب، ويمكن أن تساعدك هذه الأدوية على التعامل مع الأعراض المرتبطة بخوفك، وقد لا تحتاج إلى تناول الأدوية بعد الانتهاء من العلاج.
-
العلاج الجماعي
قد يكون العلاج الجماعي مفيدًا لأولئك الذين يعانون من رهاب المراهقين لأنه يوفر فرصة للتفاعل والتعلم من الآخرين الذين قد يكون لديهم مخاوف أو تجارب مماثلة.
-
التعليم والتوعية
إن التعرف على الجوانب الإيجابية للمراهَقة وتعزيز المواقف الإيجابية تجاه المراهقين يمكن أن يساعد في تقليل الخوف أو النفور المرتبط برهاب المراهقة.
ما هي مضاعفات الخوف من المراهقين؟
قد يدفعك الخوف من المراهقين إلى تجنب الأماكن التي يتواجد فيها المراهقون أو المواقف التي قد تقابل فيها المراهقين، وقد تبتعد أيضًا عن البرامج التلفزيونية أو الأفلام أو وسائل التواصل الاجتماعي التي تتناول موضوعات المراهقين، وقد يؤدي هذا التجنب إلى تفويتك لأجزاء ممتعة أو ضرورية من الحياة، كما قد يزيد الرهاب من خطر إصابتك بما يلي:
- الاكتئاب والعزلة الاجتماعية والأفكار الانتحارية.
- نوبات الهلع واضطراب الهلع.
- اضطراب تعاطي المخدرات.
متى يجب عليّ الاتصال بالطبيب؟
يجب عليك الاتصال بمقدم الرعاية الصحية أو اللجوء إلى الطبيب النفسي الذي تتعالج لديه عندما تظهر عليك بعض الأعراض التي تستدعي ذلك، فاتصل بطيبيبك إذا كنت تعاني من:
- نوبات الهلع.
- القلق المستمر الذي يتعارض مع الحياة اليومية أو النوم.
- علامات الاكتئاب.
كيف يمكن الوقاية من فوبيا المراهقين ؟
قد يتضمن منع رهاب المراهقين تعزيز المواقف الإيجابية تجاه المراهقين والحد من التعرض للمواقف السلبية أو الانتقادات، وتتضمن بعض الخطوات التي قد تكون مفيدة ما يلي:
- تشجيع التفاعلات الإيجابية مع المراهقين وتعزيز التعاطف والتفاهم.
- تحدي أنماط التفكير السلبية أو الجامدة المتعلقة بالمراهقين.
- تعزيز التعليم أو التوعية بالجوانب الإيجابية للمراهقة.
- تشجيع الحديث الإيجابي مع الذات وتعزيز تقبل الذات.
كيف يمكنني التعامل مع رهاب المراهقين إذا كان لدي أطفال في سن المراهقة؟
بالطبع، سيكون العيش مع رهاب المراهقين صعبًا بشكل خاص إذا كان لديك أطفال في سن المراهقة أو ما قبل المراهقة. إذا كنت تعاني من رهاب المراهقين وكنت والدًا لأطفال مراهقين أو أطفال يقتربون من سن المراهقة، فمن الضروري إعطاء الأولوية لسلامتهم ولتعزيز العلاقات الاجتماعية الصحية، ولحسن الحظ، هناك أشياء يمكنك القيام بها، طبعًا كلما كان ذلك مبكرًا كان ذلك أفضل.
-
ثقف نفسك
ثقف نفسك، مرة أخرى نؤكد على هذه النقطة، يمكن أن يكون التعلم عن تطور المراهقين مفيدًا. راجع معلوماتك عن الصحة العقلية للمراهقين والتحديات التي يواجهها الشباب اليوم، واعمل على تنمية التعاطف والتفاهم لبناء علاقة أقوى مع أطفالك.
-
التأمل الذاتي والتحدث بصراحة مع أطفالك
يمكن أن يكون التأمل الذاتي مفيدًا أيضًا، انظر إلى مخاوفك وأي تحيزات قد تكون لديك، وفكر في كيفية تأثيرها على تفاعلاتك مع أطفالك وعلاقتك بهم بشكل عام، واعلم أن التواصل المفتوح مهم وشجع الحوار الصادق مع أطفالك، استمع إلى وجهات نظرهم، وصادق على تجاربهم، وحاول فهم وجهة نظرهم.
-
احصل على الدعم
يصبح طلب الدعم أكثر أهمية عندما يتم إدخال أطفالك وعلاقتك بهم في المعادلة، وقد ترغب في رؤية مختص أو معالج لمساعدتك، وكذلك طلب الدعم من الأسرة أو الأصدقاء إذا كنت تشعر بالراحة في القيام بذلك.
نصيحة من موقع صحتك
قد يجعلك الخوف من المراهقين تخشى الخروج أو الاختلاط بالآخرين في الأماكن التي قد تلتقي فيها بالشباب، وقد تصنف جميع المراهقين على أنهم يتسمون بسلوك سيئ أو حتى عنيف، وقد يؤدي التعرض لحادث شخصي مؤلم مع المراهقين أو مشاهدة وسائل الإعلام السلبية عن المراهقين إلى رهاب الخوف من التعامل مع المراهقين، لذا يمكن لمقدم الرعاية النفسية استخدام علاجات مثل العلاج بالكلام والعلاج بالتعرض التدريجي لمساعدتك على التغلب على هذا النوع من الرهاب.