يؤثر التوتر على جميع أجزاء الجسم بجوانب مختلفة، لكن ما العلاقة بين التوتر وصحة العينين ؟
يؤثر التوتر والقلق على العديد من جوانب الصحة، بما في ذلك البصر، وقد يسبب أعراضًا مثل ضعف البصر، وغباش الرؤية، والحساسية للضوء وغيرها.
من المحتمل أن يزيد التوتر المزمن من سرعة تطور بعض مشكلات العينين، مثل التنكس البُقعي والغلوكوما، وقد تؤدي بعض الممارسات السلبية التي قد يدفعنا التوتر إليها إلى التأثير على صحة العينين والبصر. نبيّن فيما يلي الجوانب التي قد يؤثر فيها التوتر على صحة العينين، وكيف نتعامل معها.
ما هي العلاقة بين التوتر وصحة العينين ؟
من أبرز مشكلات العينين التي قد تنشأ من التوتر هي غباش الرؤية، وتوجَد العديد من العوامل التي تجعل التوتر سبباً محتملاً لهذه المشكلة، منها:
- وجَدت دراسة أن القلق والاكتئاب يرتبطان بمرض جفاف العين، والذي يعدُّ غَباش الرؤية من أعراضه.
- تسبب بعض الأدوية المستخدَمة للتعامل مع التوتر والقلق أعراضًا جانبية تؤثر في العينين، مثل توسع الحدقة وغباش الرؤية.
- يُعد التوتر أحد العوامل التي تزيد من احتمال الإصابة بحالة تُعرف باعتلال المَشيمية والشبكية المَصلي المركزي، وهي حالة تسبب تجمُّع سوائل في الجزء المركزي للشبكية المعروف بالبقعة، الأمر الذي قد يسبب غباش الرؤية.
- الغلوكوما: توجد علاقة تربط الإصابة بالقلق والاكتئاب وتزايد احتمال الإصابة بالغلوكوما (ارتفاع ضغط العين) الذي يُعد غباش الرؤية من أول أعراضه ظهوراً.
ويترابط التوتر وصحة العينين في أمور أخرى، إذ يؤدي التوتر إلى إفراز الجسم هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول اللذين يُحدثان تغيرات عديدة في الجسم، مثل تزايد معدل ضربات القلب، وزيادة معدل التنفس، وزيادة تكسير الدهون والكربوهيدرات، وتدَني نشاط الجهاز الهضمي، وقد تسبب هذه التغيرات في حالة التوتر المزمن إلى نقص تدفق الدم إلى الشبكية والعصب البصري، وارتفاع ضغط العين، وتسهم هذه التغيرات في تطور العديد من مشكلات العينين، منها:
- حساسية العينين للضوء.
- تعتيم مجال الرؤية الطرَفي.
- إرهاق العينين.
- ازدواجية الرؤية.
- ألم العينين.
- تدنّي حدة البصر.
لا بد من التنويه هنا إلى أن مشكلات البصر المرتبطة بالتوتر قد تحدث في عين واحدة فقط دون التأثير في الأخرى.
هل يسبب التوتر العمى؟
يتراوح العمى في شدته من ضعف البصر البسيط إلى فقدان البصر بشكل كامل، وقد يحدث هذا بسبب التوتر والضغط النفسي الشديد في حالة تُعرف بالعمى النفسي المنشأ، وهو العمى الذي لا يكون له أسباب بدنية ظاهرة، ونادراً ما يكون هذا على شكل عَمى كلي، وإنما يتمثل بضَعف متباين في البصر.
كيف نتعامل مع مشكلات البصر المرتبطة بالتوتر؟
يركّز علاج مشكلات العينين الناجمة من التوتر على التعامل مع التوتر ذاته، ومن الأساليب المهمة للحد من التوتر بشكل عام:
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- تناول نظام غذائي صحي ومتوازن.
- ممارسة أنشطة تعزز الاسترخاء بشكل يومي مثل اليوجا، والتأمل، وتمارين التنفس، وغيرها.
- الحرص على الحصول على القدر الكافي من النوم.
- تقليل كمية الكافيين التي تستهلكها يومياً.
لا يجب بالطبع استبعاد خيار مراجعة طبيب نفسي للمساعدة على التعامل مع التوتر وتأثيراته، وخصوصاً أن تلك الوسائل الأخرى فعالة في الحد من التوتر لديك.
متى يجب مراجعة الطبيب فوراً؟
لا بد من مراجعة الطبيب فوراً في حال ملاحظة تغيرات مفاجئة في البصر، مثل حدوث ضعف البصر أو غباش الرؤية، وغيرها بشكل مفاجئ.