صحــــتك

بنك الجلد الإسرائيلي: تبرع بالأعضاء أم سرقتها؟

مصدر أكبر بنك جلد في العالم: تبرع أم حصد بدون إذن؟

أعربت عديد من جهات غير حكومية عن مخاوف من احتمال سرقة أعضاء من جثامين شهداء فلسطينيين، وذلك بعد تقارير من أطباء في غزة قاموا بفحص بعض الجثث بعد أن أفرجَت عنها قوات الاحتلال الإسرائيلية.

وُثّقت عمليات القوات الإسرائيلية بمصادرة عشرات الجثث من مستشفى الشفاء والمستشفى الإندونيسي في شمال قطاع غزة، إلى جانب جثث أخرى في الجنوب.

وأفادت التقارير أن العاملين في المجال الطبي عثروا على أعضاء حيوية مفقودة، مثل الكبد والكلى والقلب، بالإضافة إلى القرنية، وهو ما وُصف بأنه "دليل" على احتمال سرقة الأعضاء.

وهناك بعض المصادر التي أكدت أن الاحتلال الاسرائيلي قام باستخراج ومصادرة الجثث من مقبرة جماعية حُفِرت قبل أكثر من 15 يومًا من باحة مستشفى الشفاء في قطاع غزة.

يعيد هذا إلى الذاكرة الفلسطينية شهادات الأطباء الإسرائيليين وشهادة مدير معهد الطب الشرعي الإسرائيلي يهودا فايس، الذي أكد الحصول على الأنسجة والجلود والأعضاء من جثامين الفلسطينيين على مر السنين. وهذه الشهادات مدعومة بشهادات من أطباء فلسطينيين وصحفي سويدي، ما يثير قلق الفلسطينيين حيال احتمال استخدام الاحتلال الإسرائيلي لجثث أقاربهم كما حدث في الماضي.

تاريخ بنك الجلد الإسرائيلي

أوضح الصحفي الفلسطيني أنس أبو عرقوب -الذي كان أول من كتب عن هذا البنك- أن فكرة إنشائه تعود إلى عام 1973، أثناء حرب أكتوبر، حين تبيَّن للجيش الإسرائيلي وجود نقص في الجلد البشري الذي يُستخدم كأفضل ضماد لعلاج الحروق. وعلى الرغم من ذلك، واجهت الفكرة عوائق شرعية من الحاخامات، ولم تُنفّذ حتى عام 1986، عندما تم تجاوز تلك العقبة ليصبح البنك التابع للجيش الإسرائيلي واحدًا من أكبر بنوك الجلد البشري في العالم حسب مصادرهم.

يتميز المجتمع الإسرائيلي بكونه واحدًا من أكثر المجتمعات في العالم امتناعًا عن التبرع بالأعضاء لأسباب دينية، وفي الوقت نفسه، تبرز إسرائيل كواحدة من أكثر الدول في العالم في زراعة الأعضاء، وخصوصاً زرع القلب، ما يشكّل معضلة غامضة ويثير التساؤلات عن مصدر تلك الأعضاء والأنسجة.

تشير شهادات من أطباء إسرائيليين إلى استخراج هذه الأعضاء من جثامين الشهداء الفلسطينيين، وتُظهر شهادات موثقة بالصوت والصورة بثتها وسائل إعلام إسرائيلية عن بنك الجلد الإسرائيلي الأكبر في العالم، الذي يبلغ طول الجلد فيه إلى ما يصل إلى 170 مترًا مربعًا، على الرغم من أن تأسيسه كان بعد 40 عامًا من بنك مماثل في الولايات المتحدة. وإذا قورنت نسبة التبرع بين الولايات المتحدة وإسرائيل بالنسبة لعدد السكان، ستظهر المفارقة الكبيرة في هذا السياق.

في كتابها "فوق جثثهم (Over Their Dead Bodies)"، زعمت الطبيبة الإسرائيلية ميرا وايز أن أعضاء قد أُخذت من أجسام الفلسطينيين القتلى بين عامي 1996 و2002، واستُخدِمت في الأبحاث الطبية في الجامعات الإسرائيلية، وتم زرعها في أجساد مرضى إسرائيليين.

وتضمن تحقيق تلفزيوني إسرائيلي مثير للجدل في عام 2014 اعترافات من مسؤولين رفيعي المستوى بأنه تم أخذ الجلد من جثث القتلى الفلسطينيين والعمال الأفارقة لعلاج الإسرائيليين، مثل الجنود المصابين بالحروق.

وفيه كشف مدير بنك الجلد الإسرائيلي أن احتياطي البلاد من "الجلد البشري" يصل إلى 170 مترًا مربعًا، وهو رقم ضخم مقارنة بعدد سكان دولة اسرائيل المزعومة.

التجارة غير المشروعة بالأعضاء البشرية وإسرائيل

إضافةً إلى الشبهات التي تدور حول بنك الجلد، يُعتقد أن إسرائيل هي أكبر مركز للتجارة العالمية غير المشروعة في الأعضاء البشرية، وفقًا لتحقيق أجرته شبكة سي إن إن الأمريكية عام 2008، وتم نشره في 2009. كما يُعتقد أن إسرائيل تُعَد أحد "أكبر مراكز العالم للتجارة غير المشروعة بالأعضاء البشرية بحجة "الرَّدع الأمني"".

اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، والتي لم تُصدِّق عليها إسرائيل، تُطالِب الجنود باحترام كرامة الموتى، بما في ذلك منع نهب أو تشويه أو القيام بأي معاملة مهينة لأجسادهم.

في هذا السياق؛ اتُّهمت إسرائيل باحتجاز جثامين عشرات الفلسطينيين الذين قُتلوا خلال عمليتها العسكرية في غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، كما اتُّهمت من قَبل بأن لديها تاريخ طويل في الاحتفاظ بجثث القتلى الفلسطينيين. ومن المعتقد أن إسرائيل تحتجز جثامين ما لا يقل عن 145 فلسطينيًا في مشارحها، ونحو 255 فيما يسمى بـ“مقبرة الأرقام”.

ويَعتبر البعض هذا ممارسة عقابية لحرمان العائلات من فرصة دفن شهدائهم، وهو أمر محظور مرة أخرى بموجب اتفاقية جنيف الرابعة. وفي سياق احترام نصوص الأديان؛ فإن دفن الموتى يعد واجبًا دينيًا أساسيًا وكبيرًا في الإسلام، وله أهمية ثقافية وروحية عميقة.

ما هي الأعضاء التي يمكن التبرع أو الاستفادة منها بَعد الموت؟

قد يتمكن المتبرع بالأعضاء طوعًا من إنقاذ ما يصل إلى ثمانية أرواح بعد وفاته. تشمل الأعضاء التي يتم الحصول عليها عادةً من جهة مانِحة ما يلي:

  • القلب.
  • الرئتان.
  • البنكرياس.
  • الكبد (2 لشخصين).
  • الكليتَين.

لا يمكن للأنسجة المزروعة أن تحسّن بشكل كبير قدرة الشخص على أداء وظائفه فحسب؛ بل يمكن أن يعني أيضًا الفرق بين الحياة والموت. تشمل الأنسجة التي يمكن التبرع بها ما يلي:

  • القَرنية (جزء العين الموجود أمام القزحية).
  • العظام.
  • الجلد.
  • الأوردة.
  • صمامات القلب.
  • الأربطة.
  • الأوتار.

 

المصادر:

سرقة جلد وأعضاء الفلسطينيين عمل إسرائيلي ممنهج - YouTube

Israel 'stealing organs' from bodies in Gaza

Which Organs and Tissues Can Be Donated After Death?

Israel harvested organs without permission, officials say 

 

آخر تعديل بتاريخ
09 ديسمبر 2023
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.