صحــــتك

هل هناك طريقة للتعامل مع المجاعة في غزة ؟

الصورة
مصطفى سعيد
هل هناك طريقة للتعامل مع المجاعة في غزة ؟

بلغت المجاعة في غزة مستويات قياسية، فقد أصبح جميع سكان القطاع يحتاجون إلى دعم التغذية تقريباً، وتفاقم الأمر بسبب انعدام الأمن الغذائي وانهيار النظام الأمني في قطاع غزّة، وفي فلسطين عمومًا في الوضع الراهن، ووصل الوضع لدرجة من السوء جعلت نائب المدير التنفيذي للبرنامج الغذائي العالمي يصف الوضع الحالي في غزّة بأنه أسوأ مستوى سوء التغذية في العالم، خصوصًا بالنسبة للأطفال.

أسباب المجاعة في غزة

منذ الثامن من أكتوبر عام 2023، أي منذ اندلاع تلك الحرب الشنعاء التي تشنها إسرائيل وحلفاؤها من خلفها على قطاع غزّة، حاصرت إسرائيل أو قيدت إمدادات الغذاء والكهرباء والوقود فضلًا عن السلع الغذائية وغير ذلك من السلع التجارية، مما أدى إلى شلل تام في إيصال المياه وتعطيل عملية تحليتها، وعدم نقل المواد الغذائية من مكان إلى آخر.

وأدى عدم توفر الوقود إلى تعطيل عمل المخابز في إنتاج الخبز.

 

تَواصَل الهجوم القاتل على غزّة مما أدى إلى تدمير وحرق الأراضي الزراعية، وانهيار الإنتاج الزراعي، مما أثر على محصول الزيتون والحمضيات التي تُعَد من أهم مصادر الدخل الفلسطيني.

ومع تدمير الأراضي الزراعية تدمرت عدد كبير من حظائر الحيوانات ومزارع الألبان والأغنام، ولم تسلم حتى الدواجن من الهجوم والقضاء عليها.

 

ومع زيادة شدة الحصار، زاد أمر المجاعة في غزة سوءاً، فقد كان الوضع في بداية الحرب يسمح إلى حد ما بوصول مساعدات وإمدادات خارجية للقطاع، لكن مع تفاقم الهجوم وحرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها العدو الغاشم على فلسطين بوحشية منقطعة النظير دون هدنة ودون أي إنسانية، ومع تكاسل أو تواطؤ المنظمات الدولية والإنسانية عما يحدث في فلسطين، وعن إدانة العدو مما جعله يتوحش، فمنع دخول الإمدادات والمساعدات بل منع حتى المواد الطبية والعلاج.

 

وتشير النتائج إلى أن جميع الأطفال معرَّضون بشدة لخطر سوء التغذية الحاد والوفاة مع استمرار تزايد خطر المجاعة التي تهدد حياتهم، ويحتاجون إلى علاج وغذاء، ويحدث هذا في وقت يعاني فيه نظام الغذاء والصحة في غزة من الانهيار الكامل.

نتائج المجاعة في غزة

أصبح الأطفال في غزة يموتون جوعاً كل يوم بسبب عدم توفر الغذاء ولا حتى الأدوية المغذية في ظل الحصار والدمار الذي لحق حتى بالمستشفيات والمؤسسات العلاجية دون استثناء، فبعد سقوط الآلاف من الأطفال في غزة ضحايا الاعتداء الجائر زاد الحصار المتواصل على القطاع من المجاعة في غزة وسوء التغذية، والتي يستغلها العدو للتخلص من المزيد من الأطفال والنساء.

 

وبعد كل هذه المدة الطويلة والحصار الذي يعد نوع من أنواع الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال للتخلص من الفلسطينيين والتخلص من أي مظهر من مظاهر الحياة فيها بشكل تام، كأن الكيان الصهيوني بهذه الطريقة يحاول أن يتخلص من تاريخ أصحاب الأرض، وكأنهم لم يكونوا، فقد أصبح الموت حقيقة حتمية، خاصة في ظل هذه الظروف، وفي ظل التقاعس الخارجي لوقف تلك الإبادة.

الوضع الحالي

أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على آلاف المدنيين بالقرب من دوار الكويت، جنوب مدينة غزة، أثناء انتظارهم دخول شاحنات المساعدات إلى الجزء الشمالي من غزة. ونتيجة لذلك، ووفقاً للتقارير الأولية، قُتل عدد كبير من المدنيين وأصيب منهم أضعاف ذلك. وهذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الحادث، حيث وُثِّقت مؤخراً عدة حوادث مماثلة، استهدفت فيها قوات الاحتلال المدنيين الذين تجمعوا لانتظار شاحنات المساعدات على طريق صلاح الدين وشارع الرشيد بمدينة غزة.

 

في ظل تدهور الأوضاع، تجدد المنظمات دعوتها إلى ضرورة تنفيذ وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة وإنهاء الإبادة الجماعية المستمرة ضد السكان المدنيين في قطاع غزة، كما تطالب المجتمعَ الدولي، وخاصة الأطراف المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة، بالضغط على إسرائيل من أجل إزالة العوائق والقيود المفروضة على إيصال المساعدات إلى كافة مناطق قطاع غزة، وخاصة شمال غزة، وضمان دخول عدد كبير من شاحنات المساعدات لمعالجة الوضع الإنساني المقلق للغاية، وخاصة في الأجزاء الشمالية من قطاع غزة، وضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني والمدنيين الفلسطينيين في هذه العملية.

 

كيفية التعامل مع هذه المجاعة

حذر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ومؤسسة الحق والميزان من تزايد خطر المجاعة في غزة في ظل استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي بعرقلة دخول المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها إلى قطاع غزة.

وبالرغم من إعلان المجاعة العامة في غزة، فإن استجابة المجتمع الدولي في وقف تلك الإبادة الجماعية لشعب أعزل كانت بائسة، بل تعدى ذلك إلى قتل الأطفال الرضع النساء وقتل مرضى المستشفيات. ولكن كما قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: "بمجرد إعلان المجاعة في غزة، يكون الأوان قد فات بالنسبة لعدد كبير جدًا من الناس".

 

أصبح وقف النار والقصف فوراً مطلباً إنسانياً لا مفر منه، ولا يمكن وجود بديل عن ذلك مطلقاً، ولا بد من السماح بوصول المساعدات الخارجية لتوفير أبسط الاحتياجات الإنسانية للحياة، مما يساعد في تلبية احتياجات الرضع والأطفال والنساء والمرضى من احتياجات غذائية أساسية وألبان، ومن الأدوية العلاجية والإمدادات الطبية.

كذلك لا بد من السماح بدخول أكبر قدر من المساعدات لتوفير الوقود والطاقة لتلبية احتياجات المدنيين، مع فرض عقوبات قوية على كل من ساهم وتسبب في تلك الإبادة لسكان مدنيين.

 

يجب على المجتمع الدولي بلا استثناء الانتفاض لتلك المجزرة والمطالبة بحماية الأطفال والمدنيين وحماية المستشفيات للتمكن من مساعدة المرضى وممارسة مهامها دون التعرض للأذى والقتل، خاصة مع كذب الأعداء في أنهم حريصون وملتزمون بتحسين الوضع الإنساني والطبي في فلسطين، وألقت باللوم على تقاعس الجهات المعنية في توصيل المساعدات لغزة.

 

بالرغم من وصول المساعدات العسكرية والمالية التي تقدَّم للقاتل بسلام ودون توقف، وفي ظل هذا التعنت من الاحتلال، لم يكن من بعض الدول إلا إنزال المساعدات وإسقاطها للمواطنين بالطائرات، وأصبحت إسرائيل تستغل هذا التجمع من المدنيين في انتظار المساعدات الجوية بحيث تستهدفهم بالقتل والتفجير دون إنسانية، وبتجاهل متعمَّد لقرارات مجلس الأمن الدولي الذي طالب بوقف إطلاق النار عن الشعب الفلسطيني فورًا في هذا الوضع المأساوي الكارثي.

 

 

أصبح الاحتلال يمارِس مع الشعب الفلسطيني كل سبل القتل، ويستخدم كل الأسلحة التي تؤدي في النهاية إلى الموت من قصف وقنابل ورصاص وتجويع ومنع العلاج والأدوية، وقد أصبحت الحقيقة واضحة لكل دول العالم لا يمكن أن ينكرها أو يكذبها، فالهدف الأساسي لهم أصبح إبادة هذا الشعب دون ترك جذور له في البلد، وإبادة فلسطين كوطن وكشعب وأصحاب أرض جذورهم ممتدة منذ قديم الأزل في تلك البقعة من الأرض، التي أصبحت هي وما حولها هدفًا لأصحاب مقولة أرض الميعاد التي لا أساس لها في كل الكتب السماوية وكل الأديان.  

وأخيراً؛ لا بد من استعادة البنية التحتية للأراضي الفلسطينية واستعادة الحياة فيها.

آخر تعديل بتاريخ
21 أبريل 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.