توفي الطفل الفلسطيني يزن الكفارنة (12 عامًا) وسط غضب عارم على منصات التواصل الاجتماعي التي تناولت صور اللحظات الأخيرة من حياته، بعدما تحوّل جسده حرفياً إلى هيكل عظمي، وكان هذا الطفل قد نزح مع عائلته من بيت حانون في شمال غزة وصولاً إلى رفح، حيث جابَهَ الموتَ كغيره من أطفال غزة.
بصمت رحل، وترك خلفه الكثير من الألم وجسدًا مريضًا، هشًّا ونحيلًا، حيث برزت العظام تحت الجلد نتيجة المرض وفقدان الوزن ونقص التغذية.
نتيجة للحصار والنقص الحاد في الإمدادات الغذائية، وبسبب نقص الغذاء وانعدام الأمن الغذائي، فارق يزن الحياة بعد وجوده لفترة عشرة أيام في مستشفى أبو يوسف النجار بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، وبعدما تضاءل وزنه تدريجياً ووصل إلى النصف نتيجة لعدم وجود الطعام الكافي، والتأثير السلبي لسوء التغذية الذي تعرض له.
ولِد يزن كفارنة وهو مصاب بشلل دماغي، وكان يعاني من حالة مَرَضية تتعلق بالبلع والهضم تعود لفترة ولادته، لم يكن يتناول سوى الطعام المهروس مثل الموز والبيض، مما اضطره لاتباع حمية غذائية، وأكْل أنواعٍ معينة من الطعام، كبعض المشروبات والمكملات الغذائية، ولكن ونتيجة للحصار والحرب، فُقِدت الكثير من هذه المواد الغذائية.
الطبيب أشرف ماضي يتحدث عن حالة يزن الكفارنة قبل وفاته
يؤكد الدكتور أشرف ماضي، أخصائي أطفال في المستشفى، وكان قد أشرفَ على حالة يزن الكفارنة قبل وفاته، بأن الطفل وصل إلى المستشفى وهو يعاني من التهابات في الجهاز التنفسي والرئتين وسوء تغذية حاد، ومن غياب البيئة المناسبة لرعايته، حيث كان يعيش في خيمة قبل وصوله إلى المستشفى، وتوفي بعد أيام من وصوله. ويضيف: لكن كنتيجة لسوء التغذية الحاد الذي كان يعاني منه منذ بدء الحرب وحالته المتأخرة وفقدان الأدوية والحليب من النوع الخاص الذي كان يتناوله، وغيره من مقومات الغذاء المهمة، وقلة العلاجات وقوة الالتهاب، لم يتمكّن الفريق الطبي القائم على حالته من إنقاذه.
وقد زادت المخاوف مؤخراً من زيادة عدد الوفيات بين الأطفال في غزة، وذلك في ظل تصاعد العنف، وتدهور الظروف الإنسانية، إذ أعلنت وزارة الصحة في القطاع وفاة أكثر من عشرة أطفال بسبب سوء التغذية في الأيّام الأخيرة.