ما هي الأسباب النفسية المعروفة التي قد تعوق رحلة إنقاص الوزن؟ على الرغم من أن ذلك ليس سهلاً، فإنه ممكن. في هذا التقرير المزيد حول:
- الحالة النفسية وأثرها في خسارة الوزن.
- تأثير الأكل العاطفي على زيادة الوزن.
- محفزات النجاح والمزايا النفسية لخسارة الوزن.
من المعروف أن رحلة خسارة الوزن محفوفة بالعديد من العقبات، ومن الطبيعي أن تتخللها لحظات من اليأس والاستسلام، ولذا يجب تفادي لوم الذات وتجنب محفزات الأكل العاطفي، والحفاظ على الطاقة الإيجابية خلال هذه الرحلة.
لا تقتصر رحلة خسارة الوزن على الالتزام بالتمارين الرياضية والنظام الغذائي الصحي فقط، بل تتعلق أيضاً بالتحلي بالتفكير الإيجابي والعزيمة الضرورية بهدف تحقيق النجاح والقدرة على مواجهة التحديات العاطفية.
هل تؤثّر النفسية على نزول الوزن؟
ترتبط خسارة الوزن الزائد ارتباطاً وثيقاً بالصحة النفسية، وتشير عديدٌ من الدراسات إلى فوائد خسارة الوزن على الصحة والسلامة النفسية. على سبيل المثال، تشتمل النتائج الإيجابية لخسارة 10% من الوزن الزائد على تحسين الصحة الجسدية وتقليل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، مثل السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم والسرطان، بالإضافة إلى رفع مستويات الخصوبة، وتحقيق مستوى جيد من الصحة العامة والعافية، فضلاً عن تعزيز النظرة الإيجابية للحياة والشعور بالحيوية والنشاط.
هناك بعض الأمراض العقلية والأمراض النفسية التي قد تكون سبباً في فقدان الوزن لدى الشخص مثل الاكتئاب والقلق، اضطراب الوسواس القهري (Obsessive Compulsive Disorder, OCD)، واضطرابات الأكل، مثل فقدان الشهية العصبي (Anorexia) والشَّرَه المرَضي (Bulimia).
ما دَور النقد الذاتي السلبي في رحلة خسارة الوزن
تؤثّر الأفكار بشكل مباشر على السلوكيات والأفعال اليومية، ومن السهل الاستسلام لمشاعر الذنب ولَوم الذات عند عدم تحقيق النتائج المنشودة، وهي أفكار تتعلق بلَوم النفس على اكتساب وزن زائد، أو الافتقار للعزيمة الكافية لخسارة الوزن، وغيرها من الأفكار التي تزُعزع الثقة بالنفس وتحطم المعنويات. تؤثّر هذه الأنماط السلبية من التفكير على الصحة العاطفية والجسدية، وتنعكس سلباً على محاولات خسارة الوزن والتمتع بصحة جيدة، وقد تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب، وتزيد من احتمالية اتباع أنماط طعام غير صحية، وغيرها من المشكلات.
كيف تؤثّر الحالة النفسية على الوزن؟
تساوى أهمية تحقيق الهدف النهائي من خسارة الوزن مع أهمية الإنجازات الصغيرة خلال الرحلة، مثل الشعور بمزيد من الحيوية والنشاط، والقدرة على الاستمتاع بنوم هانئ، وارتداء ملابس بمقاسات أصغر، والإحساس بالراحة والثقة، وخوض العديد من التجارب للمرة الأولى. وتمثل هذه الإنجازات الصغيرة دليلاً ملموساً على النمو والتطور، وتحقيق تغييرات إيجابية في نمط الحياة، كما تلعب دَوراً في تحسين الصحة النفسية.
وتؤثّر العديد من العوامل البيولوجية والثقافية والنفسية على الوزن ونمط الحياة بشكل مباشر أو غير مباشر، ولذا من الضروري اتباع عادات غذائية صحية، والاستمتاع بممارسة التمارين الرياضية، وتدريب الذهن على التفكير بشكل بنّاء وإيجابي. ويجب الحرص على عدم انتقاد الوزن، وإنما التركيز على الأفعال والممارسات غير الصحية، مع عدم نسيان أن قيمة الإنسان لا تحددها الأرقام التي يُظهرها الميزان.
التعامل مع محفِّزات الأكل العاطفي
يُعد الأكل العاطفي من أبرز التحديات التي نواجهها خلال رحلة خسارة الوزن، وتجب معرفة السبب الحقيقي خلف الرغبة في تناول كميات زائدة من الطعام، سواء كان التوتر أو الشعور بالوحدة أو الملل، إذ يساعد تحديد المشكلة على التعامل معها، وإيجاد حلول صحية أفضل.
كيف أساعد نفسي على تخفيف وزني؟
من الضروري مراقبة حالاتنا المزاجية، وعاداتنا الغذائية، وكميات استهلاكنا من الطعام، وفَهم كيفية تفاعل هذه العوامل مع بعضها البعض، مما يتيح لنا تعلم أساليب بديلة للتعامل مع عواطفنا بعيداً عن تناول الطعام. وقد يصعب تغيير طريقة رؤيتنا للأمور بعد سنوات طويلة، إلا أن ذلك قابل للتحقيق بالسعي والاجتهاد. ويساعد بالون المعدة المرَضى على التحكم بكمية استهلاك الطعام والرغبة في الأكل عن طريق ملء المعدة بشكل أسرع ولمدة أطول، إذ يشغل البالون أكثر من نصف حجم معدة المريض لمدة 4 أشهر تقريباً، يعمل خلالها فريق من اختصاصيي التغذية على تنظيم عادات المرضى الغذائية، وتحديد محفزات الأكل العاطفي لديهم، وتطوير حلول بديلة لها.
التركيز على التمتع بالعافية وخسارة الوزن المستدامَة
تؤكد ليما فزع، رئيسة قسم التغذية في عيادات أي آي جي ومختصة تغذية علاجية في مستشفى دبي لندن، أن رحلة خسارة الوزن تتطلب تغيير العادات الصحية وطريقة التفكير بشكل جذري، بما يشمل تغيير ذهنيات المرضى، وطريقة تعاملهم مع الطعام والرياضة. كما يمكن اتباع برنامج ألوريون الذي يراعي الجانبَين الجسدي والنفسي من رحلة خسارة الوزن، إذ يوفّر الأدوات والدعم اللازمَين لتقليل الوزن، وبناء عادات صحية جديدة، وخلق أفكار أكثر تفاؤلاً لدى من يعاني من البدانة، بما يضمن تحقيق نتائج ملموسة ومستدامَة، وذلك من خلال تقديم التوجيهات والإرشادات اللازمة لتحويل تركيز المرضى من الأنظمة الغذائية القاسية، إلى خسارة الوزن المستدامة، والسعي إلى بناء:
- صحة جسدية ونفسية أفضل، إضافة إلى صقل شخصية قوية، قبل العمل على بناء مظهر جميل.
- التعامل مع الطعام كوقود للجسم، عوضاً عن اعتباره مصدرًا للسعادة أو التعاسة.
- ممارسة التمارين الرياضية بهدف تحقيق الصفاء الذهني، والحصول على صحة جسدية أفضل، وليس بهدف خسارة الوزن فحسب.
المراجع: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC10234894/