عملية ناجحة لزرع وجه وعين عند الإنسان
في 27 مايو 2023، أُجريت أول عملية لزرع جزء من الوجه مع كامل العين اليسرى في جامعة نيويورك في أمريكا. كان المريض رجلًا عمره 46 سنة، وكان قد أصيب بحرق كهربائي شديد سنة 2021، أدى إلى تضرر الجانب الأيسر من وجهه، وعينه اليسرى، وكتفه وذراعه اليسرى. عولِج فترة ستة أسابيع في حالة غيبوبة طبية علاجية، وتم بَتر ذراعه اليسرى فوق الكوع، وأُجريت له عدة عمليات تجميلية في وجهه، وتم استئصال عينه اليسرى بسبب إصابته بآلام شديدة فيها بعد الإصابة.
وافق المريض على إجراء عملية زرع الوجه والعين اليسرى، وتوفّر متبرع متوفى وافق أهله على عملية التبرع. استغرقت العملية 21 ساعة شارك فيها فريق كبير من الأطباء والتمريض والمساعدين بلغ عددهم 140 مختصًا. شملت الأجزاء المزروعة من الوجه: الأنف، والأجفان اليسرى، والحاجب الأيسر، والشفتَين، وعظام الوَجنة والأنف والذقن، وجميع العضلات والأوعية الدموية والأعصاب في منطقة العين، كما تم زرع العين اليسرى بكاملها مع عصبها البصري، وزرعت خلايا جَذعية أملًا بأن تُساهم في استعادة عمل العصب البصري في العين المزروعة.
ما نتيجة العملية حتى الآن؟
استعاد المريض وعيه الكامل، وهو يتحدث ويأكل ويتحرك بنفسه بشكل طبيعي بعد مرور نحو ستة أشهر من العملية. غير أنه لا يستطيع تحريك شفتيه وعضلات وجهه جيدًا حتى الآن، إنما يُتوقّع أن يتحسّن ذلك مع الوقت والتمرين. لم يَستعد قدرته على الإبصار بعينه اليسرى الجديدة المزروعة حتى الآن، ولا يتوقَّع الأطباء أن يكون هذا ممكنًا في المستقبل القريب، ولكنهم يتابعون دراسة حالته وقدراته البصرية باستمرار.
هل تمكّن الأطباء من زرع الوجه والعين بنجاح من قبل؟
أُجريت أول عملية ناجحة لزرع الوجه عند الإنسان سنة 2005 في فرنسا، وأُجريت بعدها نحو 50 عملية لزرع الوجه جزئيًّا أو كليًّا في إسبانيا وتركيا وأمريكا والصين وبلجيكا وإيطاليا وكندا وبولندا.
أما زرع عمليات العين فقد بدأت أولًا سنة 1905 بزرع قرنية العين (الجزء الأمامي الشّفاف من كُرة العين)، وتُعدّ عملية زرع القرنية من أنجح عمليات زرع الأعضاء عند الإنسان، لأن زرع القرنية لا يَحدث فيه الرفض عادة، ولا يحتاج المريض لتناول أدوية تخفيض المناعة لفترة طويلة. يتم إجراء نحو 100،000 عملية زرع قرنية العين في العالم كل عام. وهناك بنوك لحفظ القرنية البشرية في كثير من دول العالم.
هل نجحت عملية زرع كامل العين من قبل؟
لم تنجح عملية زرع كامل العين لاستعادة البصر عند الإنسان حتى الآن. نجحت عمليات تجريبية بشكل جزئي في استعادة الإبصار عند الفئران والخنازير. وأصعب مشكلة في نجاح زرع كامل العين لاستعادة البصر هي إعادة وَصل العصب البصري للعين المزروعة، واستعادة وظيفته، واستعادة قدرة الدماغ على الإبصار باستخدام العين المزروعة، لأن عملية الإبصار وإدراك الصور المرئية هي عملية دماغية معقدة تشترك فيها أجزاء متعددة في الدماغ، وتحتاج لوصول إشارات من العصب البصري إليها. هذا بالإضافة إلى مشكلات رفض الجسم للعين المزروعة، وضرورة استخدام أدوية تخفيض المناعة مدى الحياة لمنع الرفض.
المصدر:
Doctors Complete First Successful Face and Whole-Eye Transplant - Scientific American