تنبيهات البريد الإلكتروني التي لا تتوقف، ومواعيد الاجتماعات التي تتعارض مع الحياة العائلية، والضغوطات اليومية في مكان العمل، كلها تحديات تثقل كاهل المرأة العاملة التي تسعى دومًا إلى التوفيق ما بين سعادة أسرتها ونجاح مسيرتها العملية.
كل ما سبق ذكره يعد سببًا كافيًا للشعور بالتوتر باستمرار، فالتوتر يحدث عندما لا يكون هناك توازن ما بين ما تتطلبه مواقف معينة وقدرة المرأة على السيطرة على هذه المواقف.
المسببات المتعلقة بتوتر العمل الأكثر شيوعاً
ينتج التوتر عن أعراض جسدية، ويمكن ربط العديد من مسبباته بمكان العمل، فيما يلي أهم مصادر التوتر أثناء العمل:
- الموازنة ما بين العمل والحياة: في عصرنا الحالي أصبحت السيدات يقضين ساعات عمل أكثر من أي وقت مضى، مما يوفر وقتًا أقل للقيام بالالتزامات الشخصية، وفي الوقت ذاته، يتحملن عبءَ رعاية كبيرًا، ففي أغلب الأحيان، هي من تقوم برعاية الأطفال الصغار بالإضافة إلى رعاية أحد المسنين في عائلتها في بعض الأحيان.
- العلاقات: تشكّل عدم مرونة بيئات العمل ضغوطاً كبيرة على النساء، فعلى سبيل المثال، قد ترغب بعض النساء في العمل عن بعد أو الاحتفاظ بساعات غير تقليدية لتمكينهن من الوفاء بالتزاماتهن الشخصية، لكن عديدًا من أصحاب العمل لا يحبذون طبيعة العمل المرنة، وتعاني نساء أخريات من قضايا منتشرة، مثل التمييز على أساس الجنس.
- التكنولوجيا: تتسلل الأجهزة، مثل أجهزة الحاسوب المحمولة والهواتف الذكية، إلى وقتنا الشخصي. فقد تغادر بعض السيدات المكتب في الساعة 6 مساءاً، لكنهن يتحققن من بريدهن الإلكتروني حتى وهن في السرير قبل النوم. حيث تجعل التكنولوجيا الحالية من الصعب على النساء اللاتي يعانين بالفعل من ضيق الوقت الانفصال عن العمل والحصول على أي وقت استراحة حقيقي.
أهم سبل التعايش مع التوتر المرتبط بالعمل
- ممارسة الرياضة: حددّي أوقاتًا معينة للنشاط البدني خلال يومك، خاصة إذا كنتِ تقضين معظم وقتك جالسة خلف المكتب، لا يستلزم الأمر أن يكون التمرين قاسياً، فحتى المشي النهاري القصير مفيد، واستخدمي تطبيق أو متتبع اللياقة البدنية على هاتفك لتتبع مدى تقدمك.
- النوم: يحمل النوم العديد من التأثيرات الصحية الإيجابية، لكن للأسف، ربما لا نعطي هذا الأمر الأولوية الكافية. يعزز النوم المزاج ويساعدنا على التعامل مع التحديات اليومية بشكل أكثر فعالية. استرخي قبل النوم بساعتين عن طريق التوقف عن العمل وتجنب تناول الكافيين في وقت متأخر بعد الظهر. تشير الدراسات إلى أن استخدام الهاتف المحمول يمكن أن يفسد فرصك في الحصول على نوم جيد ليلاً، لذا أغلقي أجهزتك في المساء واستيقظي في نفس الوقت كل يوم، للسماح لإيقاع نومك الطبيعي بالاستمرار كما ينبغي.
- ابحثي عن السعادة: ابحثي عن وقت للمتعة والفرح، فأعطي الأولوية للهوايات ومارسيها بشكل منتظم، سواء كان ذلك ضمن الوقت العائلي أو من خلال نشاط مجتمعي، فوجود هدف ومعنى لحياتك هو مفتاح للشعور بالرضا الوظيفي.
- الدعم المجتمعي: تعاملي مع المحيط الاجتماعي الخاص بك على أنه عازل للتوتر يعزز الصحة والرفاه النفسي، ولا يجب أن يكون هذا المحيط كبيراً، طالما أنه يدعم إحساسك بالتواصل والحصول على الخبرات المشتركة، فالصداقة والترابط هما أمران ضروريان للقدرة على التعامل مع الضغوطات ومسببات التوتر.
المصدر: