الاشواجندا عشبة لها عدة فوائد محتملة، وتشير بعض الأبحاث إلى أن هذه العشبة قد تساعد الأشخاص الذين يعانون من حالات مثل القلق والعقم، ويدّعي البعض أيضاً أن العشبة قد تكون مفيدة لبعض أنواع السرطان ومرض ألزهايمر، ولكن هناك حاجة لدراسات أقوى، فما هي الاشواجندا وما فوائدها، وهل لها أضرار؟ تعرَّف على كل ذلك في هذه المقالة.
ما هي الاشواجندا ؟
الاشواجندا (ashwagandha) هي واحدة من أهم الأعشاب في الأيورفيدا، وهي شكل تقليدي من أشكال الطب البديل يعتمد على المبادئ الهندية للشفاء الطبيعي، وقد استخدم الناس الاشواجندا منذ آلاف السنين لتخفيف التوتر وزيادة مستويات الطاقة وتحسين التركيز.
والاشواجندا هي كلمة سنسكريتية تعني "رائحة الحصان"، والتي تشير إلى رائحة العشبة وقدرتها المحتملة على زيادة القوة، اسمها النباتي هو ويثانيا سومنيفيرا، وهي معروفة أيضًا بعدة أسماء أخرى، بما في ذلك "الجينسنغ الهندي" و"الكرز الشتوي".
ونبات الاشواجندا عبارة عن شجيرة صغيرة ذات زهور صفراء موطنها الأصلي الهند وجنوب شرق آسيا، ويستخدم الناس مقتطفات أو مسحوق من جذور النبات أو أوراقه لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات، بما في ذلك مشكلات القلق والخصوبة.
فوائد الاشواجندا
اقترحت الدراسات العلمية أن الاشواجندا قد تكون مفيدة لعدد من الحالات، ومع ذلك لا يعرف الباحثون الكثير عن كيفية تفاعل العشبة داخل جسم الإنسان، وكانت معظم الدراسات حتى الآن تحتوي على عينات صغيرة الحجم واستخدمت مجموعة متنوعة من مستحضرات الاشواجندا، وعلى هذا النحو ما يزال من الضروري إجراء مزيد من الأبحاث حول الفوائد المحتملة للاشواجندا، وهناك بعض الأدلة التي تدعم الفوائد الآتية للاشواجندا:
قد تساعد في تقليل التوتر والقلق
ربما تشتهر اشواغندا (العبعب المنوم) بقدرتها على تقليل التوتر، ويتم تصنيفها على أنها مادة مكيفة، وهي مادة تساعد الجسم في التغلب على التوتر، كما أنها يمكن أن تقلل من نشاط محور الغدة النخامية والكظرية (HPA)، وهو نظام في الجسم ينظم الاستجابة للضغط النفسي، وتشير الأبحاث إلى أن مكملات الاشواجندا قد تساعد في تخفيف التوتر.
في دراسة صغيرة مع 58 مشاركًا، فإن أولئك الذين تناولوا 250 أو 600 ملغ من مستخلص اشواجاندا لمدة 8 أسابيع قد قللوا بشكل كبير من التوتر الملحوظ ومستويات هرمون التوتر الكورتيزول مقارنة بأولئك الذين تناولوا دواءً وهميًا، وأولئك الذين تناولوا مكملات اشواغاندا شهدوا أيضًا تحسنًا في جودة النوم مقارنة بالمجموعة التي تناولت الدواء الوهمي.
وبالتالي، تشير الأبحاث المبكرة إلى أن الاشواجاندا قد تكون مكملاً مفيدًا للتوتر والقلق، ومع ذلك خلصت مراجعة للدراسات أجريت عام 2021 إلى أنه لا يوجد ما يكفي من الأدلة لتشكيل إجماع على الجرعة الأنسب وشكل الاشواجاندا لعلاج الاضطرابات النفسية العصبية المرتبطة بالتوتر مثل القلق.
قد تفيد الأداء الرياضي
أظهرت الأبحاث أن هذه العشبة قد يكون لها تأثيرات مفيدة على الأداء الرياضي، وقد تكون مكملاً مفيداً للرياضيين، فقد شمل أحد تحليلات الأبحاث 12 دراسة على الأشخاص الذين تناولوا جرعات اشواغاندا بين 120 مجم و1250 مجم يوميًا، وتشير النتائج إلى أن العشبة قد تعزز الأداء البدني، بما في ذلك القوة واستخدام الأكسجين أثناء التمرين، كما وجدت الدراسة أن تناول هذه العشبة عزز بشكل كبير الحد الأقصى لاستهلاك الأكسجين لدى البالغين الأصحاء والرياضيين، بالإضافة إلى ذلك قد تساعد على زيادة قوة العضلات.
قد تقلل من أعراض بعض الحالات الصحية العقلية
تشير بعض الأبحاث إلى أن الاشواجندا قد تساعد في تقليل أعراض حالات الصحة العقلية، بما في ذلك الاكتئاب لدى بعض الأشخاص، ففي إحدى الدراسات نظر الباحثون في آثار اشواغاندا على 66 شخصًا مصابًا بالفصام، والذين كانوا يعانون من الاكتئاب والقلق، ووجدوا أن المشاركين الذين تناولوا 1000 ملغ من مستخلص الاشواجاندا يوميًا لمدة 12 أسبوعًا انخفض لديهم الاكتئاب والقلق بشكل أكبر من أولئك الذين تناولوا دواءً وهميًا.
وتشير الأبحاث المحدودة التي أجريت عام 2013 أيضًا إلى أن الاشواجاندا قد تساعد في تحسين الضعف الإدراكي لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب، وخلصت مراجعة أجريت عام 2021 إلى أن الاشواجاندا قد تساعد في إدارة الاكتئاب والقلق والأرق وغيرها من المشكلات المتعلقة بالصحة العقلية والعصبية، ومع ذلك هناك حاجة إلى مزيد من البحث في كل هذه الاستخدامات.
قد تقلل مستويات السكر في الدم
تشير أدلة محدودة إلى أن اشواجاندا قد يكون لها بعض الفوائد للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري أو ارتفاع مستويات السكر في الدم، فقد وجدت مراجعة لـ 24 دراسة بما في ذلك 5 دراسات سريرية على مرضى السكري، أن العلاج بالاشواجاندا يقلل بشكل كبير من نسبة السكر في الدم، والهيموجلوبين A1c (HbA1c)، والإنسولين، ودهون الدم، وعلامات الإجهاد التأكسدي.
قد يكون السبب هو أن بعض المركبات الموجودة في اشواغاندا، بما في ذلك مركب يسمى ويثافيرين أ، لها نشاط قوي مضاد لمرض السكر، وقد تساعد في تحفيز الخلايا على امتصاص الجلوكوز من مجرى الدم، ومع ذلك؛ فإن الأبحاث محدودة في هذا الوقت، وهناك حاجة إلى المزيد من الدراسات المصممة بشكل جيد.
قد تقلل الالتهاب
تحتوي الاشواجندا على مركبات بما في ذلك ويثافيرين أ (WA) التي قد تساعد على تقليل الالتهاب في الجسم، وأظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن هذه المادة قد تساعد أيضاً في تقليل مستويات البروتينات الالتهابية مثل إنترلوكين 10، وهناك بعض الأدلة على أن الاشواجندا قد تساعد في تقليل علامات الالتهابات لدى البشر أيضاً، ومع ذلك، فإن الأبحاث حول التأثيرات المحتملة للاشواجندا على الالتهاب ما تزال محدودة.
قد تحسن وظائف المخ بما في ذلك الذاكرة
قد يفيد تناول اشواجندا الوظائف الإدراكية، ووجدت مراجعة واحدة من خمس دراسات سريرية أدلة مبكرة على أن اشواجاندا يمكن أن تحسن الأداء المعرفي لدى بعض الأشخاص، بما في ذلك كبار السن الذين يعانون من ضعف إدراكي خفيف والأشخاص المصابين بالفصام.
وتشمل الوظائف المعرفية التي قد تستفيد منها: الخدمات الخاصة، والانتباه وقت رد الفعل، والأداء في المهام المعرفية، والذاكرة الفورية، وسرعة معالجة المعلومات. وتحتوي الاشواجندا على مضادات أكسدة، والتي لها تأثير على الدماغ، بما في ذلك الصحة الإدراكية، ومع ذلك هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث.
قد تساعد في تحسين النوم
لأن الاشواجندا تساعد بعض الأشخاص على تعزيز النوم المريح وتساعد في حل مشكلات النوم، فقد تم تسميتها "العبعب المنوم"، وعلى سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت على 50 شخصًا بالغًا تتراوح أعمارهم بين 65 و80 عامًا أن تناول 600 ملغ من جذر الاشواغاندا يوميًا لمدة 12 أسبوعًا أدى إلى تحسن كبير في جودة النوم واليقظة العقلية عند الاستيقاظ مقارنةً بالعلاج الوهمي.
ووجدت مراجعة أن الاشواجندا يكون لها تأثير إيجابي صغير ولكنه مهم على جودة النوم بشكل عام، بالإضافة إلى تقليل مستويات القلق ومساعدة الناس على الشعور بمزيد من اليقظة عندما يستيقظون.
فوائد الاشواجندا للرجال
أظهرت بعض الدراسات أن مكملات الاشواغاندا تفيد خصوبة الرجال وتزيد مستويات هرمون التستوستيرون، ففي إحدى الدراسات تناول 43 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 40 و70 عامًا يعانون من زيادة الوزن والتعب الخفيف، أقراصًا تحتوي على مستخلص الاشواغاندا أو دواءً وهميًا يوميًا لمدة 8 أسابيع.
وارتبط العلاج بزيادة أكبر بنسبة 18% في هرمون DHEA-S، وهو هرمون جنسي يشارك في إنتاج هرمون التستوستيرون، كما أن المشاركين الذين تناولوا العشبة لديهم أيضًا زيادة بنسبة 14.7٪ في هرمون التستوستيرون مقارنة بأولئك الذين تناولوا الدواء الوهمي.
بالإضافة إلى ذلك، وجدت مراجعة لأربع دراسات أن العلاج باشواغاندا أدى إلى زيادة كبيرة في تركيز الحيوانات المنوية وحجم السائل المنوي وحركة الحيوانات المنوية لدى الذكور الذين يعانون من انخفاض عدد الحيوانات المنوية، كما أنه يزيد من تركيز الحيوانات المنوية وحركتها لدى الذكور الذين لديهم عدد طبيعي من الحيوانات المنوية، ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات.
أضرار الاشواجندا
الاشواجندا آمنة بالنسبة لمعظم الناس عند استخدامها لمدة تصل إلى 3 أشهر، على الرغم من آثارها الطويلة المدى غير معروفة، وقد أبلغ بعض الأشخاص الذين يستخدمون مكملات اشواغندا عن الآثار الضارة الآتية:
- الانزعاج الهضمي.
- النعاس.
- الإسهال.
- القيء.
وقد لا تكون الاشواجندا آمنة إذا كان الشخص:
- حاملًا، لأن الجرعات العالية قد تؤدي إلى فقدان الحمل.
- المصاب بسرطان البروستاتا الحساس للهرمونات.
- تناول بعض الأدوية مثل البنزوديازيبينات، أو مضادات الاختلاج، أو الباربيتورات.
- على وشك إجراء عملية جراحية.
- لديه اضطراب في المناعة الذاتية أو الغدة الدرقية.
- لديه مشكلات في الكبد.
وقد لا تكون تأثيرات الاشواجندا فورية، وقد تضطر إلى تناولها لعدة أشهر قبل ملاحظة آثارها، لذا تحدث دائماً مع الطبيب للتأكد من الاشواجندا أو المكملات الغذائية الأخرى على أنها آمنة للاستخدام.
الجرعات الموصى بها
تختلف توصيات الجرعات، فعلى سبيل المثال، أظهرت الأبحاث أن الجرعات التي تتراوح من 250 إلى 1250 ملغم يومياً تكون فعالة في حالات مختلفة، لذا استشر أخصائي الرعاية الصحية إذا كانت لديك أسئلة بخصوص الجرعات. ويمكنك تناول الاشواجندا بعدة طرق، إما بجرعة واحدة أو بجرعات متعددة يومياً، ويمكنك تناولها إما مع وجبات الطعام أو على معدة فارغة.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
ما هو أفضل وقت لأخذ الاشواجندا؟
الاشواجندا هي مادة تكيفية شائعة لها العديد من الفوائد الصحية، ويأخذها بعض الناس على شكل كبسولة أو مسحوق، يمكن تناولها في أي وقت من اليوم، وقد ترغب في دمجها في روتينك الليلي لتعزيز عادات النوم الجيدة.
هل الاشواجندا تزيد من هرمون التستوستيرون؟
في دراسة شملت رجالاً تتراوح أعمارهم بين 40 و70 عاماً، أظهر الأشخاص الذين تناولوا مكملاً من مستخلص الاشواجندا زيادة في هرمون التستوستيرون بحوالي 15%، وزيادة بنسبة 18% في DHEA (هرمون يساعد على إنتاج هرمونات أخرى، بما في ذلك هرمون التستوستيرون).
هل حبوب الاشواجندا تزيد الوزن؟
من غير المرجح أن تساعدك هذه العشبة على زيادة الوزن، بل بالعكس هناك احتمال في مساعدتك على إنقاص الوزن، رغم أن هذا التأثير أيضاً غير واضح، لكن إذا كان هناك احتمال أن هذه العشبة تساعد في إنقاص الوزن فمن المحتمل أن يكون لها علاقة بعملية التمثيل الغذائي.
ختاماً، الاشواجندا هي عشبة طبية لها العديد من الفوائد الصحية المحتملة، وتشير نتائج الدراسة إلى أنها قد تساعد في تقليل القلق والتوتر ودعم النوم المريح، وحتى تحسين الأداء المعرفي لدى بعض الأشخاص، ومن المحتمل أن تكون آمنة بالنسبة لمعظم الناس على المدى القصير، ومع ذلك فهي ليست مناسبة للجميع، لذلك من المهم التحدث مع أخصائي الرعاية الصحية قبل إضافة الاشواجندا إلى روتينك.