مخاطر السوشال ميديا قبل النوم قد تنطوي على زيادة رؤية الكوابيس والأحلام السيئة، وذلك بناء على دراسة حديثة نُشرت في مجلة BMC Psychology، فقد قام الباحثون بفحص العلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وجودة النوم والصحة العاطفية والكوابيس، وأظهرت الدراسة أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أثناء النهار قد يؤثر على الأحلام في الليل. ومع ذلك، توجد أبحاث محدودة حول دورها في زيادة شدة أو تكرار الأحلام المرعبة وغير السارة. علاوة على ذلك، لوحظ وجود علاقات قوية بين استخدام السوشال ميديا وتكرار الأحلام المرتبطة بها، وقد يؤدي الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي أيضاً إلى ضعف جودة النوم فضلاً عن مشكلات الصحة العقلية والجسدية.
مخاطر السوشال ميديا حسب الدراسة
استخدَم الباحثون فرضية البحث المستمر والنموذج المعرفي العصبي لاستكشاف الارتباطات بين استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية وجودة النوم والأحلام والصحة النفسية، وهنا تظهر مخاطر السوشال ميديا على جودة النوم وارتباطها بالكوابيس.
تم إنشاء مقياس مرتبط بكوابيس وسائل التواصل الاجتماعي والذي تضمن 14 سؤالاً، يجمع المعلومات المتعلقة بمحتوى الأحلام وفئات الكوابيس والتفاعل بين استخدام الوسائط والأحلام، كما تم أيضاً معالجة مشكلات مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي المتكررة، بما في ذلك المضايقات وانتهاكات البيانات ونشر القلق والرفض المجتمعي.
وطُلب من جميع المشاركين في الدراسة تقييم تكرار الأحلام حول مواضيع مرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي، مثل العلاقات المضطربة مع المستخدِمين الآخرين، وتم قياس كثافة استخدام السوشال ميديا من خلال تقييم تكاملها في الأنشطة اليومية، وكمّ المساحة التي تستحوذ عليها من يومك ونشاطك خلال النهار، وخلال الدراسة أيضاً تم قياس الهدوء العقلي والتحقق من الهدوء الداخلي والراحة في الحياة اليومية، كما تم تقييم جودة النوم.
نتائج الدراسة
كانت منصة انستغرام أكثر شبكات التواصل الاجتماعي استخداماً بين المشاركين بنسبة 87%، يليها تويتر وفيس بوك بنسبة 11% و2% على التوالي، وشملت الكوابيس الأكثر شيوعاً عدم القدرة على الاتصال بمواقع التواصل الاجتماعي وقطع الاتصالات مع الآخرين باستخدام منصات التواصل الاجتماعي.
تنبأت الدراسة بأن كثافة استخدام السوشال ميديا مرتبطة بتكرار الكوابيس التي تتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يؤكد خطورة استخدام السوشال ميديا قبل النوم. وارتبطت هذه الكوابيس بزيادة القلق وانخفاض السلام الداخلي وقلة النوم وانخفاض الصحة والسلامة العاطفية، ولم تتم ملاحظة فروقات كبيرة بين الجنسين أو العمر في حدوث الكوابيس المرتبطة بالشبكات الاجتماعية.
الاستنتاجات
يرتبط الاستخدام المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي بزيادة وتيرة الكوابيس، وهذا أحد مخاطر السوشال ميديا المكتشَفة حديثاً، مما قد يؤدي إلى القلق وانخفاض جودة النوم، لذا يقترح الباحثون في الدراسة الحالية زيادة الوعي بالمشاعر والأفكار عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وأهمية الاستخدام المناسب للتخفيف من هذه الكوابيس.
أبلَغ الأفراد الذين استخدَموا وسائل التواصل الاجتماعي عن حدوث كوابيس متكررة أكثر، مما يشير إلى المخاوف المتعلقة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتشير نتائج الدراسة إلى أن الكوابيس المرتبطة بالشبكات الاجتماعية توضح العلاقة بين استخدام السوشال ميديا ليلاً قبل النوم وجودة النوم والقلق ورؤية الكوابيس.