النسيان الخفيف من الأمور شائعة الظهور مع التقدم في العمر، ولكن متى قد يصبح هذا العرض مقلقًا ويجب على إثره التحدث لطبيب مختص؟ وهل هناك بعض التدابير التي يمكن اتخاذها للتقليل من حدوثها؟ تابع القراءة لتعرف أكثر..
هل النسيان جزء من عملية التقدم في العمر؟
في غالب الحال فإنك قد نسيت يومًا أين وضعت محفظتك، أو نسيت أين ركنت سيارتك في موقف السيارات، وهذه الأمور عادة ما تحدث، ولكن مع التقدم في العمر قد تحدث مثل تلك الهفوات بتكرار أكثر، ويبقى السؤال هنا: هل يعد النسيان علميًا جزءًا من التقدم في العمر؟
بحسب المعهد الوطني للشيخوخة، عادة ما يراود كبار السن القلق بشأن نسيانهم بعض التفاصيل البسيطة، وحتى بشأن صعوبة تعلم بعض المهارات الجديدة التي قد تأخذ معهم وقتًا، ولكن هذه الأعراض لا تعتبر من الأعراض الخطيرة لضعف الذاكرة المتعلق بالتقدم في العمر.
وبحسب مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن الذاكرة والأعمال الروتينية والمعرفة مستقرة، وقد تتحسن مع التقدم في العمر، ولكن قد يصبح موضوع القيام بالعديد من المهمات أصعب مما قبل، كما وقد تصبح معالجة المعلومات أبطأ من ذي قبل.
الفرق بين التقدم في العمر وضعف الذاكرة
للتمييز ما إن كانت حالتك تستدعي القلق فإنه يجب معرفة الأعراض المتعلقة بالذاكرة، ومعالجة المعلومات المتعلقة بالتقدم في العمر بشكل طبيعي عن تلك التي تستدعي التدخل الطبي، بحسب جمعية الزهايمر الأمريكية فإن التقدم الطبيعي في العمر يرتبط بالآتي:
- الاستغراق وقتا أطول قليلًا لتذكر الأشياء.
- سهولة التشتت.
- الصعوبة في القيام بعدة أشياء في وقت واحد.
وتلك الأمور لا تستدعي الخوف أو القلق، ولكن قد يصاب 1% فقط بنوع من الخرف من 40% من الأشخاص الذين يصابون بضعف الذاكرة المرتبط بالعمر. لذا عليك عزيز القارئ أن تعرف أنه ليس من الطبيعي تطوير مشكلات إدراكية وفقدان ذاكرة على المدى القصير مع التقدم في السن، ولكن الجدير بالذكر أن الكثير من كبار السن لا يعانون من هذه المشكلة.
ولكن ما الذي يجعل العديد من الأشخاص يربطون التقدم في السن بضعف الذاكرة؟
تشير دراسة جديدة إلى أن علاج ضعف السمع بأدوات المساعدة على السمع قد يقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 19٪، تضيف هذه الدراسة دليلًا متزايدًا على وجود صلة بين ضعف السمع وضعف الإدراك. وذلك يقودنا إلى أنه نظرًا لمعاناة الكبار في السن من مشكلات في السمع والبصر فقد يفوتون في الواقع عناصر في حَدَثٍ ما أمامهم، وبهذا قد يظهرون وكأنهم لم يتذكروها.
متى يجب عليك التحدث إلى الطبيب؟
الظهور الجديد لفقدان الذاكرة على المدى القصير بعد سن 65 من شأنه أن يزيد بالتأكيد من احتمالية حدوث المراحل المبكرة من الضعف الإدراكي المعتدل (Mild Cognitive Impairment-MCI)، وهي المرحلة بين الانخفاض المعرفي المتوقع للشيخوخة الطبيعية والانحدار الأكثر خطورة في الخَرَف، قد تشمل أعراض الاختلال المعرفي المعتدل -والتي يتوجب ظهورها الذهاب إلى طبيب مختص- على الآتي:
- نسيان المواعيد أو الأحداث الاجتماعية التي عادة ما كان يَسْهُل على الشخص تذكرها.
- وضع الأدوات المنزلية في غير مكانها على غير العادة.
- صعوبة كبيرة في العثور على الكلمات والمفردات الصحيحة من أقرانهم من نفس العمر.
- مواجهة مشكلة في تذكر الأحداث أو التعليمات أو المحادثات التي حدثت من مدة قصيرة.
على الرغم من أن الاختلال المعرفي المعتدل قد يتطور إلى الخرف، إلا أن هذا التطور يحدث بنسبة قليلة، ومع ذلك في حال استمرت الأعراض أو بدأت في التأثير على الأداء اليومي للفرد، فقد يعني ذلك أن الإصابة بالخرف في هذه الحالة تُوجب طلبَ المساعدة الطبية والتشخيص.
التدابير التي يمكن اتخاذها لتقليل نسبة حدوث فقدان الذاكرة
سنحاول طرح التدابير والإجراءات التي قد تقلل من نسبة حدوث فقدان الذاكرة المرتبط بالعمر والضعف الإدراكي المعتدل.
النظام الغذائي ونمط الحياة الصحي
يمكن أن يساعد الحفاظ على الصحة البدنية في الحماية من فقدان الذاكرة والخرف، ولذلك يوصى بممارسة التمارين الهوائية بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي، يحوي الكثير من الفواكه والخضراوات الطازجة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الحصول على الآتي يساعد في تقليل أخطار التدهور المعرفي:
- القدر المناسب من النوم.
- وجود روابط اجتماعية في حياة الفرد.
- تقليل التوتر الذي يتعرض له الفرد.
- الحفاظ على ضغط الدم والسكري في النُطُق الطبيعية لهما.
تمارين الدماغ
يحتاج الدماغ إلى ممارسة الرياضة تمامًا مثل أجسادنا للبقاء في حالة جيدة، لذا قد تساعد مستويات عالية من النشاط العقلي والاجتماعي من تقليل نسبة حدوث فقدان الذاكرة والخرف، ولذلك ننصح بالآتي:
- ممارسة الأنشطة التي تحفز العقل، مثل التطوع أو القراءة أو ممارسة الألعاب أو تعلم مهارات جديدة، فلهذا دور في تقليل الأخطار.
- ممارسة ألعاب الكلمات مثل الكلمات المتقاطعة، حيث أظهرت دراسة فعاليتها على مجموعة صغيرة من الأشخاص المصابين بالاختلال المعرفي المعتدل.
في النهاية نود أن نذكر أنه -ومع تقدمنا في العمر- سيجد الكثير منا أننا نعاني من هفوات وقد تكون بشكل متكرر، ولكن ما لم تبدأ هذه الهفوات في التأثير على سير حياتنا اليومي، فمن غير المرجح أن تكون علامة على الخرف. ولتقليل حدوث مشكلات الذاكرة، فإن النصيحة هي الحفاظ على النشاط البدني والعقلي، وتناول الطعام الصحي، والمشاركة في بعض أو الكثير من الأنشطة الاجتماعية والمحفزة، وعليك أن تتذكر أن عقلك مثله مثل أي جزء من الجسم، سيعمل الدماغ بشكل أفضل إذا تم استعماله.
المصدر: