لقاح الحزام الناري الجديد يساعد في الوقاية من الخرف

وجدت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة، أن لقاح الحزام الناري ربما يساعد في الوقاية من الخرف. شملت الدراسة أكثر من 200000 شخص، وأظهرت النتائج أن اللقاح قلل من عدد حالات تشخيص الخرف بنسبة 17% خلال السنوات الست التي تلت تلقي اللقاح. نُشرت الدراسة في مجلة Nature Medicine العلمية في 25 تموز/يوليو 2024. لاحظ الباحثون هذه الفائدة لدى كلا الجنسين، ولكنها كانت أكبر عند النساء، وأشارت نتائج الدراسة إلى أن لقاح الحزام الناري قد يكون له قيمة إضافية من حيث الوقاية من الخرف.

لقاح الحزام الناري.. هل يحمي من الخرف؟

الحزام الناري أو مرض الزونا أو الهربس النطاقي، ويُعرف عمومًا بزنار النار، هو حالة مرَضية مؤلمة وخطيرة تصيب العديد من كبار السن، ويسببها فيروس الهربس النطاقي الذي يمكن أن ينشط لدى الأشخاص الذين أصيبوا سابقًا بمرض جدري الماء (الجدري). بعد اعتماد لقاح زوستافاكس (Zostavax) ضد الحزام الناري في عام 2006، أشارت بعض الدراسات إلى أن خطر الإصابة بالخرف قد ينخفض لدى الأشخاص الذين تلقوا اللقاح، على الرغم من أن النتائج لم تكن نهائية.

وفي الفترة الأخيرة، قامت العديد من البلدان، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، بسحب لقاح زوستافاكس واستخدام لقاح شينغريكس (Shingrix) الأكثر فعالية. وفي المملكة المتحدة، توفر هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) لقاح شينغريكس لجميع كبار السن وبعض الفئات الأخرى.

اقرأ أيضاً

مرض الزونا أو الحزام الناري أو الهربس النطاقي

فاعلية لقاح الحزام الناري في الوقاية من الخرف

في هذه الدراسة الجديدة، استخدم الباحثون من جامعة أوكسفورد ومركز البحوث الحيوية الطبية بالجامعة شبكة السجلات الصحية الإلكترونية الأمريكية TriNetX. وفي عام 2017، أصبحت الولايات المتحدة تَستخدم لقاح شينغريكس بدلًا من لقاح زوستافاكس، ما سمح للباحثين بمقارنة خطر الإصابة بالخرف في السنوات الست التي تلت تلقي لقاح شينغريكس مع أشخاص آخرين تلقوا لقاح زوستافاكس.

شملت الدراسة أكثر من 200000 شخص، وكان هناك أكثر من 100000 شخص في كل مجموعة، وقارن الباحثون بين أشخاص تلقوا لقاح شينغريكس وأشخاص آخرين تلقوا لقاحات عدوى فيروسية أخرى، مثل الإنفلونزا، والكزاز، والخُناق، والسعال الديكي (الشاهوق)، ووجدوا أن خطر الإصابة بالخرف لدى الأشخاص الذين تلقوا لقاح شينغريكس انخفض بنسبة 17% مقارنة بالأشخاص الذين تلقوا لقاح زوستافاكس، وانخفض خطر الإصابة بالخرف بنسبة تراوحت بين 23% إلى 27% مقارنة بالأشخاص الذين تلقوا اللقاحات الأخرى، وكانت التأثيرات الإيجابية موجودة لدى كلا الجنسين، ولكنها كانت أكبر لدى النساء مقارنة بالرجال.

دعوة لإجراء المزيد من الدراسات حول تأثير لقاح الحزام الناري في الوقاية من الخرف

أظهرت العديد من التحليلات الإضافية أن هذه النتائج قوية، ولكن أشار الباحثون إلى أن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات قبل تقديم أي اقتراح يدعو باستخدام لقاح الحزام الناري للمساعدة في الوقاية من الخرف أو تأخير ظهوره.

وقال الدكتور ماكسيم تاكيه، المحاضر السريري الأكاديمي في قسم الطب النفسي في جامعة أكسفورد: "حجم هذه الدراسة وطبيعتها يجعلان هذه النتائج مقنعة، ويجب أن تُحفِّز هذه النتائج على إجراء المزيد من الدراسات، وهي تدعم فرضية أن التطعيم ضد الحزام الناري قد يمنع من الإصابة بالخرف. إذا تم التحقق من صحة ذلك في مزيد من التجارب السريرية، فقد يكون لهذه النتائج تأثيرات كبيرة على كبار السن، والخدمات الصحية، والصحة العامة".

اقرأ أيضاً

هل يمكن منع الخرف أو تأجيله؟

كيف يمكن للقاح الحزام الناري أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف؟

قال الدكتور جون تود، أستاذ الطب الدقيق في قسم الطب في جامعة أكسفورد: "السؤال الرئيسي هو كيف يحقق هذا اللقاح فائدته الواضحة في الوقاية من الخرف ؟ أحد الاحتمالات هو أن الإصابة بفيروس الهربس النطاقي قد تزيد من خطر الإصابة بالخرف، وبالتالي، فإن تثبيط الفيروس من خلال اللقاح يمكن أن يقلل من هذا الخطر، ومن ناحية أخرى، يحتوي اللقاح أيضًا على مواد أخرى قد تكون لها تأثيرات مفيدة منفصلة على صحة الدماغ".

وقال الدكتور بول هاريسون، أستاذ الطب النفسي في جامعة أكسفورد، الذي أشرف على الدراسة: "النتائج مثيرة للاهتمام ومشجعة، فكل شيء قد يقلل من خطر الإصابة بالخرف يستحق الترحيب، بالنظر إلى العدد الكبير والمتزايد من الأشخاص الذين يصابون به".