السيلدينافيل، المعروف عمومًا باسم الفياجرا، هو دواء يستخدم على نطاق واسع لعلاج مشكلات الرجال الجنسية، وفي الآونة الأخيرة، أظهرت دراسة بريطانية جديدة فوائد أخرى لهذا الدواء، فما العلاقة بين الفياجرا والخرف ؟
أجرى باحثون من جامعة أكسفورد البريطانية دراسة حديثة حول تأثير الفياجرا على صحة الدماغ، وأظهرت النتائج أن السيلدينافيل قد يكون له دور مهم في الوقاية من الخرف الوعائي. ووفقًا للدراسة، فإن السيلدينافيل أدى إلى تعزيز تدفق الدم إلى الدماغ وتحسين وظائف الأوعية الدموية في الدماغ لدى المرضى المعرَّضين لخطر كبير للإصابة بالخرف الوعائي. نُشرت الدراسة في مجلة Circulation Research في 4 حزيران/يونيو 2024.
دراسة حول الفياجرا والخرف الوعائي
شمَلت الدراسة 75 مشاركًا سبق أن أصيبوا بسكتة دماغية طفيفة (جلطة خفيفة)، وقد ظهرت عليهم علامات إصابة خفيفة إلى متوسطة بأمراض الأوعية الدموية الصغيرة. تلقّى جميع المشاركين دواء السيلدينافيل (الفياجرا)، والدواء الوهمي، والسيلوستازول (دواء مشابه للفياجرا) على مدى ثلاثة أسابيع بترتيب عشوائي، واستخدم الباحثون اختبارات وظائف القلب والأوعية الدموية، والفحص بالموجات فوق الصوتية، وفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لتقييم تأثير هذه الأدوية.
الفياجرا يحسن تدفق الدم إلى الدماغ ويحسن وظائف الأوعية الدموية في الدماغ
وجد الباحثون أن السيلدينافيل يحسن تدفق الدم، فقد أدى إلى زيادة تدفق الدم في الأوعية الدموية الكبيرة والصغيرة في الدماغ، وذلك وفقًا لقياسات الموجات فوق الصوتية وفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي. وقد أدى دواء السيلدينافيل إلى تحسين استجابة تدفق الدم لثاني أكسيد الكربون، مما يدل على تحسن وظيفة الأوعية الدموية في الدماغ، كما أدى كل من السيلدينافيل والسيلوستازول إلى خفض مقاومة الأوعية الدموية في الدماغ. بالإضافة إلى ذلك، تسبب السيلدينافيل في آثار جانبية أقل مقارنةً بالسيلوستازول، وخاصة فيما يتعلق بالإصابة بالإسهال. تُمثّل هذه النتائج خطوة مهمة في مكافحة هذا المرض المنهِك، وتقدِّم أملًا جديدًا في الوقاية منه.
الفياجرا والخرف.. أمل جديد في مكافحة الخرف الوعائي
أوضح البروفيسور أليستير ويب، الأستاذ المشارك في مركز وولفسون للوقاية من السكتات الدماغية والخرف في جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة، قائلًا: "هذه هي أول دراسة تُظهر أن السيلدينافيل يصل إلى الأوعية الدموية في دماغ المصابين بهذه الحالة الصحية، مما يحسن تدفق الدم واستجابة هذه الأوعية الدموية". وأضاف: "يرتبط هذان العاملان الرئيسيان بالتلف المزمن الذي يصيب الأوعية الدموية الصغيرة في الدماغ، وهو السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالخرف الوعائي، وتدل هذه النتائج على إمكانية هذا الدواء الآمن والمتوفر على نطاق واسع للوقاية من الخرف، وهو ما يتطلب اختباره في تجارب أكبر".
وتكمن أهمية هذه الدراسة في كونها تُقدم نهجًا جديدًا في علاج الخرف الوعائي، الذي يُعد أحد أكثر أنواع الخرف شيوعًا، والوقاية منه. يفتقر هذا المرض حاليًا إلى علاجات محددة وفعالة. ولا يُعد التلف المزمن الذي يصيب الأوعية الدموية الصغيرة في الدماغ السبب الرئيسي للإصابة بالخرف الوعائي فحسب، بل يساهم أيضًا في 30% من حالات السكتة الدماغية، و80% من حالات نزيف الدماغ. ويؤدي ارتفاع ضغط الدم، وانخفاض تدفق الدم إلى الدماغ، وضعف وظيفة الأوعية الدموية إلى تفاقم هذه الحالات، مما يجعل نتائج هذه الدراسة بالغة الأهمية.
السيلدينافيل (الفياجرا).. سلاح جديد في مكافحة الخرف الوعائي
تكمن الخطوات التالية في المستقبل في إجراء تجارب أكبر حجمًا لتأكيد هذه النتائج واستكشاف إمكانات السيلدينافيل (الفياجرا) في الوقاية من الخرف الوعائي على نطاق أوسع، وعلق البروفيسور بيتر روثويل، المؤسس المشارك لمركز وولفسون للوقاية من السكتات الدماغية والخرف، قائلًا: "إن النتائج التي توصل إليها البروفيسور ويب مشجعة للغاية، وتسلط الضوء على إمكانية الوقاية من الخرف الوعائي باستخدام الأدوية الموجودة التي تستهدف تحسين تدفق الدم في الأوعية الدموية الصغيرة في الدماغ".
تابع آخر أخبار صحتك عبر Google News
