صحــــتك

هل تهدد أمراض القلب والخرف صحة الدماغ؟

الغضب وأمراض القلب .. هل هناك علاقة؟

يؤثر مرض الخرف على الذاكرة والتفكير والمهارات الأخرى، مما قد يُعوق قدرة الشخص على أداء الأنشطة اليومية، ومرض ألزهايمر هو أكثر أنواع الخرف شيوعًا. ربطت العديد من الدراسات بين أمراض القلب والخرف في العقود الأخيرة، وفي دراسة جديدة بحثت في كيفية تغير انتشار عوامل خطر الإصابة بالخرف مع مرور الوقت وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على معدلات الإصابة بالخرف في المستقبل، خلص الباحثون إلى أن أمراض القلب والأوعية الدموية قد تصبح العامل الرئيسي للإصابة بالخرف في المستقبل. نُشرت الدراسة في مجلة لانسيت الطبية (The Lancet Global Health) في شهر تموز/يوليو 2024. 

الخرف أحد أسباب الوفاة الرئيسية في المملكة المتحدة

يُعاني حوالي 944000 شخص في المملكة المتحدة من مرض الخرف، وهو أحد أكثر الأمراض شيوعًا بين كبار السن. ويعد الخرف أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في المملكة المتحدة، فهو السبب الرئيسي للوفاة بين النساء منذ عام 2011. عادةً ما يحدث الخرف بسبب مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والسمنة، والسكري، والمستوى التعليمي، والتدخين.

أمراض القلب والأوعية الدموية.. عامل خطر رئيسي للإصابة بالخرف

توصلت دراسة حديثة أجراها باحثون من كلية لندن الجامعية إلى أن أمراض القلب والأوعية الدموية قد تصبح أكبر عامل خطر للإصابة بالخرف في المستقبل. ووفقًا للدراسة، فإن عوامل الخطر للإصابة بالخرف المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية قد زادت بمرور الوقت مقارنة مع عوامل الخطر الأخرى مثل التدخين وانخفاض مستوى التعليم. ومع تزايد الاهتمام بعوامل خطر الإصابة بالخرف التي يمكن تعديلها للتقليل من خطر الإصابة بالخرف، يرى الباحثون أنه نظريًا يمكن الوقاية من 40% من حالات الخرف من خلال معالجة هذه العوامل.

دراسة شاملة لعوامل الخطر عبر الزمن، وتحليل العلاقة بين أمراض القلب والخرف

في هذه الدراسة، قام الباحثون بتحليل 27 دراسة شملت أشخاصًا مصابين بالخرف من جميع أنحاء العالم، لفهم كيفية تغير عوامل خطر الإصابة بالخرف بمرور الوقت. وشملت هذه الدراسات بيانات تم جمعها بين عامي 1947 و2015، بالإضافة إلى دراسة نُشرت في عام 2020. واستخرج الباحثون بيانات عوامل خطر الإصابة بالخرف من كل دراسة، وحسبوا النسبة المئوية لحالات الإصابة بالمرض التي يمكن نسبها إلى كل عامل مع مرور الوقت.
 

وجد الباحثون أنه بمرور الوقت، ارتفع مستوى التعليم وانخفضت معدلات التدخين، وارتبط ذلك بانخفاض معدلات الإصابة بالخرف، وفي المقابل ارتفعت معدلات السمنة والسكري، وكذلك ارتفعت مساهمة هذه الأمراض في زيادة معدلات الإصابة بالخرف. وعلى الرغم من أن ارتفاع ضغط الدم كان أكبر عامل خطر للإصابة بالخرف في معظم الدراسات التي تمت مراجعتها، فإنه من الجدير بالذكر أن العلاج المبكر لارتفاع ضغط الدم قد زاد أيضًا بمرور الوقت.

أمراض القلب والخرف والعوامل المؤثرة على الوقاية منه في المستقبل

صرَّحت الدكتورة ناهد مقدَّم، من قسم الطب النفسي في كلية لندن الجامعية والمؤلفة الرئيسية للدراسة، قائلة: "ربما تكون عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية قد ساهمت بشكل أكبر في خطر الإصابة بالخرف مع مرور الوقت، لذا تستحق هذه العوامل تقديم المزيد من إجراءات الوقاية من الخرف في المستقبل".
 

وأضافت: "تُظهر نتائجنا أن مستويات التعليم قد ارتفعت بمرور الوقت في العديد من البلدان ذات الدخل المرتفع، ما يعني أن عامل الخطر هذا قد أصبح أقل أهمية للإصابة بالخرف. وفي الوقت نفسه، انخفضت معدلات التدخين أيضًا في أوروبا والولايات المتحدة، فقد أصبح التدخين أقل قبولًا اجتماعيًا وأكثر تكلفة. تشير هذه الأنماط إلى أن التدخلات على مستوى السكان يمكن أن تؤثر بشكل كبير على حدوث الخرف، وينبغي على الحكومات التفكير في تنفيذ إجراءات سياسات تعليمية عالمية ووضع قيود على التدخين".

الحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات لفهم العلاقة بين أمراض القلب والخرف بشكل أفضل

على الرغم من أن مستويات عوامل الخطر المتعلقة بأمراض القلب والأوعية الدموية ربما تكون قد زادت مع مرور الوقت، فإن ممارسة الوقاية والعلاج المبكر لهذه الحالات زادت أيضًا في العديد من البلدان خلال الفترة نفسها. ونتيجة لذلك، قد يكون تأثير هذه العوامل على الخرف محايدًا، أو قد يساهم بشكل أقل في خطر الإصابة بالخرف على المدى الطويل. وبالإضافة إلى ذلك، تم إجراء جميع الدراسات التي تم تحليلها في الدراسة الجديدة في عام 2015 أو قبل ذلك، وبالتالي قد لا تعكس بالضرورة التغيرات التي طرأت على هذه الاتجاهات منذ ذلك الوقت.

آخر تعديل بتاريخ
24 يوليو 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.