يأتي رمضان هذا العام، وكثير من البلدان العربية تصوم بمتوسط 16 ساعة، وبلدان أخرى تصوم قرابة العشرين ساعة يومياً، وإن كان هذا يمثل مشقة على الأفراد الطبيعيين من قلة النوم وقلة التركيز، وبعض أعراض القلق والتوتر، فإنه يمثل مشقة مضاعفة على المرضى عموما، ومنهم المرضى النفسيون؛ خاصة أولئك الذين يتناولون أدوية نفسية بانتظام.
الفصام، والاضطراب الوجداني ثنائي القطب، واضطراب الاكتئاب واضطراب القلق، والعامل المشترك بينهم هو أن الكثير منهم يتناول أدوية نفسية بانتظام، وربما تكون الأعراض تحت السيطرة بسبب الأدوية، وهنا نحاول استكشاف تأثير الصيام على هذه الأمراض.
- الامتناع عن الشرب قد يسبب مشكلات، مثل التجفاف، وبالتالي يغير نسبة تركيز الدواء بالجسم؛ خاصة الأدوية التي تعتمد في إخراجها على الكلي، مثل عقار الليثيوم.
- تغير الساعة البيولوجية والنظام اليومي ومعدل النوم اليومي قد يؤدي لتفاقم بعض أعراض الأمراض النفسية مثل الهوس.
- تغير معدلات شرب القهوة (الكافيين) والتدخين تؤثر على تركيز بعض الأدوية بالدم.
- درجات الحرارة المرتفعة في بلدان عدة تزيد من خطورة التجفاف.
- عدم القدرة على تناول الأدوية في مواعيدها المحددة نتيجة الصيام.
- تغير درجة حامضية المعدة وبالتالي معدل امتصاص بعض الأدوية.* هل يصوم المريض النفسي أم يفطر؟
وقبل الإجابة عن هذا السؤال نتناول بعض الدراسات التي تناولت علاقة صيام رمضان بالأدوية النفسية والمرض النفسي:
1. أشارت إحدى الدراسات التي أجريت على مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطب إلى أن نسبة 45% حدثت لهم انتكاسة مرضية، سواء نوبة هوس أو اكتئاب خلال شهر رمضان بالرغم من ثبات نسبة عقار الليثيوم في الدم (عقار أساسي في علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب)، وأرجع الباحثون السبب في ذلك إلى التغيرات في إيقاع الساعة البيولوجية التي تحدث نتيجة الصيام، والتي تساهم بشكل كبير في تفاقم المرض النفسي.
2. في إحدى الدراسات التي أجريت بجامعة ابن رشد بالمغرب، على عينة من مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطب شملت 170 مريضا، كان بينهم 111 مريضا قد قرروا الصيام، و59 لم يصوموا، وأجريت الاختبارات اللازمة قبل وأثناء وبعد شهر رمضان، لوحظ أن معدل انتكاس المرضى الصائمين كان 33%، بينما كان المعدل لدى المفطرين حوالي 15%، والفرق بينهما واضح، حيث تزداد احتمالات انتكاس المرضى بنسبة 2.77% عن نظرائهم المفطرين.
3. في دراسة أخرى أجريت عام 2006 كانت نتائجها مختلفة عن سابقتها، حيث طبقت الدراسة على حوالي 62 مريضا، ولم تلحظ هذه الدراسة فروقات كبيرة بين الصائمين وغير الصائمين، سواء على مستوى تركيز الدواء بالجسم، أو على مستوى الأعراض نفسها.
4. في دراسة أخرى أجريت بالهند لدراسة تأثير صيام رمضان على الاكتئاب والقلق والتوتر، وأجريت الاختبارات اللازمة قبل وأثناء وبعد رمضان، تبين أن للصيام أثرا إيجابيا، خاصة في اليوم الحادي عشر، واليوم الرابع والعشرين من الشهر.
- التاريخ المرضي للمريض، ومعدل حدوث انتكاسات خلال العام، وارتباط تلك الانتكاسات بالصيام في السنوات السابقة أم لا.
- تقدير الخطورة والفائدة المترتبة على قرار الصيام، فمن فوائد الصيام للمريض الطاقة الروحية، وإحساسه بأنه مثل غيره، وأنه قادر على الصيام مثل غيره، والخطورة تكمن في احتمالية حدوث انتكاسة وتدهور للمرض النفسي.
* نصائح عامة للمرضى النفسيين خلال رمضان
1. قرار الصيام أو الإفطار هو قرار مشترك تتخذه مع طبيبك النفسي.
2. الأفضل مراجعة الطبيب قبل رمضان بفترة كافية لمناقشة هذا القرار.
3. عند الصيام يرجى مراجعة الطبيب عند حدوث بوادر أعراض انتكاس مثل كثرة الكلام، وقلة النوم عند مرضى الهوس.
4. للمرضى الذين يتناولون مضادات الاكتئاب والذهان ينبغي مراقبة الأعراض الجانبية، مثل جفاف الفم والجفاف، وأعراض الارتباك خاصة لدى كبار السن.
5. يمكن تغيير الخطة العلاجية قبل رمضان بفترة لبعض الأدوية ذات المفعول الطويل التي تؤخذ مرة أو مرتين يوميا.
6. شرب الكثير والكثير من المياه والسوائل أثناء فترة الإفطار.
7. مراقبة درجة حرارة الجسم ومراجعة الطبيب عند ارتفاع حرارة جسمك.
8. قبل الصيام يتم الامتناع عن الكحوليات والقهوة والتبغ تدريجيا.
9. لا توقف الدواء أو تغيره أو تغير جرعته دون استشارة الطبيب.
* تأثير الصيام على الأمراض النفسية
الأمراض النفسية كثيرة ومتنوعة، ولكن نركز هنا على بعض الاضطرابات الشهيرة، مثل:الفصام، والاضطراب الوجداني ثنائي القطب، واضطراب الاكتئاب واضطراب القلق، والعامل المشترك بينهم هو أن الكثير منهم يتناول أدوية نفسية بانتظام، وربما تكون الأعراض تحت السيطرة بسبب الأدوية، وهنا نحاول استكشاف تأثير الصيام على هذه الأمراض.
يؤدي الصيام إلى حدوث تغييرات فسيولوجية بالجسم تؤثر بدورها على الأدوية النفسية، ومن ثم على المرض النفسي، ومنها:
- الامتناع عن الطعام لفترات طويلة يؤثر على عملية الأيض والتمثيل الغذائي والتي تتم داخل الكبد، وبالتالي يؤثر على الأدوية التي تمر به مثل الديباكين.- الامتناع عن الشرب قد يسبب مشكلات، مثل التجفاف، وبالتالي يغير نسبة تركيز الدواء بالجسم؛ خاصة الأدوية التي تعتمد في إخراجها على الكلي، مثل عقار الليثيوم.
- تغير الساعة البيولوجية والنظام اليومي ومعدل النوم اليومي قد يؤدي لتفاقم بعض أعراض الأمراض النفسية مثل الهوس.
- تغير معدلات شرب القهوة (الكافيين) والتدخين تؤثر على تركيز بعض الأدوية بالدم.
- درجات الحرارة المرتفعة في بلدان عدة تزيد من خطورة التجفاف.
- عدم القدرة على تناول الأدوية في مواعيدها المحددة نتيجة الصيام.
- تغير درجة حامضية المعدة وبالتالي معدل امتصاص بعض الأدوية.
* هل يصوم المريض النفسي أم يفطر؟
وقبل الإجابة عن هذا السؤال نتناول بعض الدراسات التي تناولت علاقة صيام رمضان بالأدوية النفسية والمرض النفسي:1. أشارت إحدى الدراسات التي أجريت على مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطب إلى أن نسبة 45% حدثت لهم انتكاسة مرضية، سواء نوبة هوس أو اكتئاب خلال شهر رمضان بالرغم من ثبات نسبة عقار الليثيوم في الدم (عقار أساسي في علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب)، وأرجع الباحثون السبب في ذلك إلى التغيرات في إيقاع الساعة البيولوجية التي تحدث نتيجة الصيام، والتي تساهم بشكل كبير في تفاقم المرض النفسي.
2. في إحدى الدراسات التي أجريت بجامعة ابن رشد بالمغرب، على عينة من مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطب شملت 170 مريضا، كان بينهم 111 مريضا قد قرروا الصيام، و59 لم يصوموا، وأجريت الاختبارات اللازمة قبل وأثناء وبعد شهر رمضان، لوحظ أن معدل انتكاس المرضى الصائمين كان 33%، بينما كان المعدل لدى المفطرين حوالي 15%، والفرق بينهما واضح، حيث تزداد احتمالات انتكاس المرضى بنسبة 2.77% عن نظرائهم المفطرين.
3. في دراسة أخرى أجريت عام 2006 كانت نتائجها مختلفة عن سابقتها، حيث طبقت الدراسة على حوالي 62 مريضا، ولم تلحظ هذه الدراسة فروقات كبيرة بين الصائمين وغير الصائمين، سواء على مستوى تركيز الدواء بالجسم، أو على مستوى الأعراض نفسها.
4. في دراسة أخرى أجريت بالهند لدراسة تأثير صيام رمضان على الاكتئاب والقلق والتوتر، وأجريت الاختبارات اللازمة قبل وأثناء وبعد رمضان، تبين أن للصيام أثرا إيجابيا، خاصة في اليوم الحادي عشر، واليوم الرابع والعشرين من الشهر.
* كيف نتخذ قرار الصيام من عدمه؟
ليس لدينا عدد كاف من الدراسات، وليست هناك اجابات قاطعة لهذا السؤال، وعلى ذلك فإن الإجابة المناسبة لكل مريض يحصل عليها من طبيبه المعالج، والذي سيعتمد في قراره على عدة أشياء، أهمها:- التاريخ المرضي للمريض، ومعدل حدوث انتكاسات خلال العام، وارتباط تلك الانتكاسات بالصيام في السنوات السابقة أم لا.
- تقدير الخطورة والفائدة المترتبة على قرار الصيام، فمن فوائد الصيام للمريض الطاقة الروحية، وإحساسه بأنه مثل غيره، وأنه قادر على الصيام مثل غيره، والخطورة تكمن في احتمالية حدوث انتكاسة وتدهور للمرض النفسي.
* نصائح عامة للمرضى النفسيين خلال رمضان
1. قرار الصيام أو الإفطار هو قرار مشترك تتخذه مع طبيبك النفسي.2. الأفضل مراجعة الطبيب قبل رمضان بفترة كافية لمناقشة هذا القرار.
3. عند الصيام يرجى مراجعة الطبيب عند حدوث بوادر أعراض انتكاس مثل كثرة الكلام، وقلة النوم عند مرضى الهوس.
4. للمرضى الذين يتناولون مضادات الاكتئاب والذهان ينبغي مراقبة الأعراض الجانبية، مثل جفاف الفم والجفاف، وأعراض الارتباك خاصة لدى كبار السن.
5. يمكن تغيير الخطة العلاجية قبل رمضان بفترة لبعض الأدوية ذات المفعول الطويل التي تؤخذ مرة أو مرتين يوميا.
6. شرب الكثير والكثير من المياه والسوائل أثناء فترة الإفطار.
7. مراقبة درجة حرارة الجسم ومراجعة الطبيب عند ارتفاع حرارة جسمك.
8. قبل الصيام يتم الامتناع عن الكحوليات والقهوة والتبغ تدريجيا.
9. لا توقف الدواء أو تغيره أو تغير جرعته دون استشارة الطبيب.