يضطر المرضى الذين يخضعون للعلاج بعمليات زرع الأعضاء، مثل زرع الكلية أو الكبد أو البنكرياس وغيرها، إلى تناول أدوية مخفّضة للمناعة لمَنع الجسم من رفض الأعضاء المزروعة، فما الذي يحدث عندما يأخذ هؤلاء المرضى لقاحاً ضد فيروس كورونا الجديد؟ وهل ستمنع أدويتهم صنع مناعة ضد هذا الفيروس بعد أخذ اللقاح؟
نُشرت دراسات قليلة سابقة عن تأثير لقاحات كورونا (ضد مرض كوفيد-19) على المرضى الذين يتناولون أدوية مخفضة للمناعة، ووجدت معظم هذه الدراسات أن رد الفعل المناعي لدى هؤلاء المرضى ضعيف، وأنه لا تتشكل مضادات أجسام ضد فيروس كورونا الجديد إلا لدى حوالي 20% منهم.
ولكن، هل يشكلون مناعة من نوع آخر غير مضادات الأجسام؟ هل تتكون عندهم مثلاً مناعة خلوية، بمعنى هل تتعلم بعض الخلايا المناعية في أجسامهم مهارة القضاء على فيروس كورونا الجديد إذا تعرضوا للعدوى؟
دراسة جديدة
قام فريق من الباحثين في جامعة برشلونة بإسبانيا بدراسة رد الفعل المناعي لدى 148 مريضاً خضعوا لعمليات زرع الأعضاء، خاصة زرع الكلية، وجميعهم يتناولون بالضرورة أدوية مخفضة للمناعة. تم فحص رد الفعل المناعي لدى هؤلاء المرضى قبل وبعد أسبوعين من إعطائهم الجرعة الثانية من لقاح مودرنا ضد فيروس كورونا الجديد.وتم تحليل مستوى مضادات الأجسام من النوع IgM وIgG ضد البروتين S على سطح الفيروس، كما تم تحليل مستوى تنشيط خلايا المناعة عندهم قبل وبعد أخذ اللقاح.
كانت النتائج مشجعة بشكل عام، على الرغم من أن رد الفعل المناعي لدى هؤلاء المرضى كان حوالي 65%، وهذا أضعف من رد الفعل المناعي عند الأشخاص الذين لا يتناولون أدوية تخفيض المناعة (95%).
فقد أظهرت التحاليل أن 30% من مرضى زرع الكلية الذين يتناولون أدوية مخفضة للمناعة يشكلون مضادات أجسام إما من النوع IgM أو من النوع IgG، كما أن 35% منهم تشكلت لديهم مناعة خلوية في خلايا المناعة عندهم.
وبالمجموع، فإن 65% من مرضى زرع الأعضاء قد نجحوا في تكوين مناعة في أجسامهم من نوع أو آخر، إما مضادات أجسام، أو مناعة خلوية.
وكانت العوامل المهمة التي أدت إلى عدم تكون هذه المناعة لدى هؤلاء المرضى هي إصابتهم بداء السكري، أو تناولهم أدوية مناعية معينة، هي مضادات الخلايا التائية ATG، في السنة السابقة لأخذ اللقاح.
هل ينصح مرضى زرع الأعضاء بأخذ لقاح كورونا؟
على الرغم من أن الاستجابة الجيدة للقاح ورد الفعل المناعي لدى مرضى زرع الأعضاء هو أضعف من رد الفعل المناعي لدى الأشخاص العاديين، إلا أن الهيئات الطبية في أوروبا وأميركا تنصح هؤلاء المرضى بأخذ أحد أنواع لقاحات كورونا المعتمدة، وذلك لأن هؤلاء المرضى من الفئة التي تتعرض لخطورة عالية لحدوث الاختلاطات والمرض الشديد وربما الوفاة عند إصابتهم بمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا الجديد، بينما لا يعرضهم تناول لقاحات كورونا المدروسة والمعتمدة إلى مخاطر مهمة، ويمنحهم اللقاح حماية جيدة ضد هذا المرض.
المصادر:
https://onlinelibrary.wiley.com/
https://dgalerts.docguide.com/user/login