مشروبات الطاقة "Energy drinks" هي مشروبات تسوَّق عادة بأنها تؤدي إلى تحسين مستوى طاقة الجسم ونقص الوزن، وزيادة المقدرة على التحمل، وزيادة الأداء الرياضي، وزيادة التركيز وجعلك أكثر يقظة، وقد أصبحت متاحة في نحو 140 بلداً، ولكن ليس كل ما يلمع ذهباً، فعلى الرغم من الفوائد الضخمة التي يتم الترويج لها فإن هذه المشروبات المحملة بالسكر والكافيين قد لا تستحق كل هذه الضجة، إذ يمكن أن تسبب بعض المخاطر الصحية الخطيرة إذا لم يتم تناولها بحذر، لذا قبل تناول هذه المشروبات إليك ما عليك أن تعرفه عنها.
إحصائيات شرب مشروبات الطاقة
في أمريكا، أظهرت إحدى الدراسات أن 28 بالمائة ممن تتراوح أعمارهم بين 12 و14 سنة، و31 بالمائة ممن تتراوح أعمارهم بين 12 و17 سنة، و34 بالمائة ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة، يستهلكون بانتظام مشروبات الطاقة.
وفي ألمانيا، أظهرت دراسة شملت 1265 مراهقاً أن 23 بالمائة شرب أقل من علبة في الأسبوع، و3 بالمائة شرب ما بين 1 إلى 7 علب في الأسبوع، أما في بلدان العالم الثالث فتُستهلك تلك المشروبات دون إحصاء أو مراقبة، وإن نحو 50 بالمائة من سوق مشروبات الطاقة والفئات المستهلِكة لها مكوَّن من الأطفال ومن المراهقين ومن الشباب.
ويُعتبر الأطفال الذين لديهم مرض قلبي وعائي أو كبدي أو كلوي أو اضطرابات في المزاج والسلوك أو الذين يتناولون أدوية معينة أو الذين لديهم فرط نشاط في الغدة الدرقية، من أكثر الفئات المعرَّضة لخطر حدوث التأثيرات الخطيرة لاستهلاك مشروبات الطاقة.
مكونات مشروبات الطاقة
هل خطر في بالك يوماً أن تسأل عن مكونات مشروبات الطاقة وهل هي صحية أم لا؟ تحتوي مشروبات الطاقة على مزيج من المكونات التي تمد الجسم بالطاقة، ولكن شركات الإنتاج لا تضع على المنتَج كمية كل مادة تم استخدامها في التصنيع. تحتوي مشروبات الطاقة على المواد التالية:
-
الكافيين
وهو بمقاديره الطبيعية منبه للجهاز العصبي المركزي، ولكن قد يؤدي تناول جرعات مفرطة من الكافئين، كالتي تحتويها مشروبات الطاقة، إلى حدوث مشكلات مثل العصبية والقلق والأرق وتسارع ضربات القلب واضطرابات النظم البطينية وفوق البطينية والقيء والألم البطني ونقص البوتاسيوم في الدم والإهلاسات والوذمة الدماغية والاختلاجات.
-
الغوارانا (Guarana)
وهي نبتة من أميركا الجنوبية، تحتوي على كميات من الكافئين والثيوبرومين والثيوفيلين والتانين tannins، وتستعمل كمنبه ومخفض للوزن، ويمكن لكل غرام منها أن يحتوي على 40 – 80 ملغ من الكافئين.
-
التورين (Taurine)
وهو حمض أميني قد يعزز الأداء الرياضي والتمثيل الغذائي، ومتوفر بكثرة في الجهاز العصبي المركزي، يؤثر في النمو والحماية العصبية وفي استقلاب الخلية وتنظيم الأكسدة، ويعتبر آمناً من قبل FDA عند تناول جرعات تبلغ 3000 ملغ يومياً، لكن هناك مراجعة أجريت عام 2021 بينت أن تناول التورين بجرعة 6000 ملغ يومياً قد يؤدي إلى تلف الحمض النووي.
-
الكارنتين (Carnitine)
وهو حمض أميني يؤثر في أكسدة الحموض الدسمة، ويزعم أنه يزيد من القدرة على التحمل ويعزز حرق الدهون. من النادر أن يحدث في الجسم نقص من الكارنتين لأن الجسم يحتاجه بكميات ضئيلة، وإن تناول كمية زائدة منه ليس لها فوائد صحية واضحة، ويمكن أن يسبب بالجرعات العالية غثياناً وقيئاً وألماً بطنياً ورائحة مريبة للجسم، كما يزيد تواتر نوبات الاختلاج عند مرضى الاختلاجات كالصرع.
-
الجنسنغ (Ginseng)
وهو عشبة من غرب آسيا يؤدي تناولها إلى تحسين النشاط الجسمي، وتشتمل الأعراض التي ورد ذكرها عن حالات التسمم بالجنسنغ على الإسهال والنزف المهبلي والهوَس والصداع والدوار والأرق، وتقوم بتخفيض السكر في الدم، لذا يجب تجنب تناولها مع أدوية مرض السكري.
-
اليوهمبين
يزيد الطاقة والاستقلاب والقدرة على التحمل، ويجعل الشخص يشعر بأنه في صحة جيدة، ولكن يمكن أن يؤدي تناوله إلى حدوث فرط ضغط الدم بالجرعات المعتادة وهبوط ضغط الدم بتناول الجرعات العالية، كما يمكن أن يسبب تسرع القلب والوفاة.
-
السكر
يمكن أن تحتوي بعض مشروبات الطاقة على ما يصل إلى 62 جراماً من السكر أي ما يعادل 15.5 ملعقة صغيرة لكل علبة، وهذا أكثر بكثير من مشروب الكولا ومن كمية السكر المسموح باستهلاكها يومياً.
-
مستخلص القهوة الخضراء
يصنع هذا المستخلص من حبوب البن غير المحمصة، ويفتقر إلى طعم القهوة، لكنه ما يزال غنيا بالكافيين، والادعاءات بأن مستخلص القهوة الخضراء يعزز خسارة الوزن لم يتم دعمها بعد من خلال الأبحاث وتحتاج إلى المزيد من الدراسات.
أنواع مشروبات الطاقة
هناك العديد من المشروبات المتوفرة في السوق التي يمكنها أن تمنحك جرعات من الكافيين وتزودك بالطاقة، وعلى رأسها القهوة التي تُعتبر المشروب الأول لمعظم الناس، إذ إن 75% من السكان يشربون كوب القهوة بشكل يومي. وبشكل عام؛ تعتبر القهوة آمنة إذا لم تقم بالإفراط في تناولها، وتُعتبر القهوة من مشروبات الطاقة الصحية التي تم تناولها منذ قديم الزمان لمنح الجسم الطاقة واليقظة وزيادة التركيز.
وقد ظهرت أخيراً مشروبات الطاقة الأخرى في الأسواق كبديل للقهوة، وقد روج من يحبون مشروبات الطاقة إلى أن تناول هذه المشروبات ليس أسوأ من تناول القهوة، إذ علبة مشروب الطاقة من مشروب الريد بول تحتوي على 80 ملغم من الكافيين، بينما كوب القهوة يحتوي على 95 ملغم من الكافيين. وللوهلة الأولى يبدو أن مشروبات ليس لها أضرار، لكن الحقيقة أن هذه المشروبات تحتوي على مكونات كثيرة أخرى غير الكافيين الموجود في القهوة، والتي قد تكون لها تأثيرات ضارة على الجسم في حال الإفراط في تناولها والتي سردناها سابقاً في هذا المقال.
أضرار مشروبات الطاقة
الاستهلاك باعتدال لمشروبات الطاقة من قِبل الأشخاص الأصحاء بشكل عام لا يعتبر ضاراً، ولكن شربها بشكل منتظم يمكن أن يؤدي إلى مخاطر صحية ضارة، خاصة إذا كانت لديك حالة طبية موجودة. والآثار الجانبية لمشروبات الطاقة كثيرة، فالسكر المضاف بكميات كبيرة يمكن أن يقلل حساسية الإنسولين ويزيد نسبة السكر في الدم، فهي لا تعد خياراً جيداً لمرضى السكري، ويمكن أن يعرّضك خطرُ شرب هذه المشروبات إلى ما يلي:
- القلق.
- الاكتئاب.
- الإسهال.
- الهلوسة.
- الغثيان.
- التقلبات المزاجية.
- الصداع.
- ضربات قلب سريعة (عدم انتظام ضربات القلب).
- السكتة الدماغية.
- زيادة الوزن.
- تسوس الأسنان.
خلط مشروبات الطاقة مع الأدوية
قد تتفاعل المكونات الموجودة في هذه المشروبات بشكل سيئ مع بعض الأدوية، لذا فإن خلطها مع الأدوية لا يعتبر فكرة جيدة، فإذا كنت تتناول دواء مضاداً للاكتئاب أو مضادات القلق أو مميعات الدم فإن المنشطات الموجودة في مشروبات الطاقة يمكن أن تزيد أو تقلل من تأثيرات تلك الأدوية.
مَن يجب عليه تجنب مشروبات الطاقة تماماً ؟
هناك بعض الحالات التي يجب عليها تجنب هذه المشروبات تماماً لأنها قد تسبب الأضرار التي يمكن أن تكون خطيرة، ومضاعفاتها لا يحمد عقباها بسبب مكونات المشروبات من الكافيين والسكريات وغيرها من المواد، ومن هذه الحالات ما يلي:
- الأطفال والمراهقون.
- النساء الحوامل.
- أي شخص يتناول أدوية بانتظام لعلاج بعض الحالات الصحية.
- الأشخاص الذين يعانون من حالة صحية مسبقة مثل أمراض القلب والكلى.
البدائل الصحية لمشروبات الطاقة
تروج بعض العلامات التجارية لأنواع من مشروبات الطاقة الخالية من السكر أو المنخفضة السكر والمنخفضة السعرات الحرارية، وقد تحتوي بعض الفيتامينات والمعادن كخيارات أكثر صحة، لكن هذا لا يعني أنها جيدة، إذ إنها ما تزال تحتوي على الكثير من الإضافات والمنشطات الأخرى التي ليست مفيدة على الإطلاق، فإذا كنت ترغب في بدء يومك بنشاط فبدلاً من تناول مشروب الطاقة يمكنك تناول بدائل أكثر أماناً مثل:
- القهوة: يعتبر تناول القهوة باعتدال مصدراً قوياً لمضادات الأكسدة التي قد تقلل من خطر التدهور المعرفي والسرطان وأمراض الكبد.
- الشاي الأسود: تظهر الدراسات أن شرب الشاي الأسود له فوائد صحية، وربما يعتبر الشاي هو أحد الخيارات الجيدة لتعزيز الطاقة.
- الشاي الأخضر: يعتبر من الخيارات الرائعة بشكل عام، فقد أظهرت الدراسات أن الشاي الأخضر يمكن أن يساعد في مكافحة السرطان وأمراض القلب وخفض ضغط الدم والكوليسترول ويساعد على إنقاص الوزن.
- ماء جوز الهند: ماء جوز الهند غني بالمعادن ومضادات الأكسدة مما يجعله خياراً جيداً لتعزيز الطاقة.
- كومبوتشا: هو شاي أسود مخمّر يحتوي على البروبيوتيك التي يمكن أن تسهل عملية الهضم.
- المشروبات الرياضية: على الرغم من المشروبات الرياضية تحتوي على نسبة عالية من السكر والسعرات الحرارية، فإنها مفيدة في استبدال الشوارد الكهربائية، وهو ما لا تستطيع مشروبات الطاقة الأخرى القيام بها.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
ماذا يفعل مشروب الطاقة بالجسم؟
تعتبر مشروبات الطاقة من المواد المنشطة، فهي تزيد من اليقظة والانتباه والطاقة، بالإضافة إلى زيادة ضغط الدم ومعدل ضربات القلب والتنفس. يستخدم بعض الناس هذه المشروبات خاصة الطلاب لتوفير الطاقة لهم، ومع ذلك؛ فإن المنشطات الموجودة في هذه المشروبات يمكن أن يكون لها تأثيرات ضارة على الجهاز العصبي.
متى تكون مشروبات الطاقة ضارة؟
هذه المشروبات تؤدي إلى إصابة الجسم بالجفاف، خاصة إذا تم تناولها أثناء ممارسة التمارين الرياضية، وتكون هذه المشروبات ضارة في حال لم يتم تناولها باعتدال، أو قام الأشخاص الذين يعانون من حالات مَرَضية معينة بتناولها.
كم يدوم مفعول مشروب الطاقة؟
يتم امتصاص الكافيين الموجود في مشروب الطاقة بشكل كامل خلال ساعة، ويستمر مفعوله من 5-6 ساعات، وهو نصف عمر الكافيين، أي أن الجسم يستغرق 5-6 ساعات حتى ينخفض مفعوله في الجسم.
نصيحة من موقع صحتك
الكافئين هو المكون الرئيس في مشروبات الطاقة، إذ تحتوي معظم تلك المشروبات على نحو 80 ملغ في كل علبة من المشروب، وهي كمية تعادل أكثر من 3 أضعاف التراكيز في مشروبات الكولا. وتحتوي مشروبات الطاقة عادة على كميات إضافية من الكافئين من خلال المضافات الأخرى additives التي تشتمل على الغورانا، وجوزة الكولا، والمتة yerba mate والكاكاو. ولا تقوم معظم المصانع بذكر المحتوى الكافئيني من تلك المكونات، وبالتالي فإن جرعة الكافئين الفعلية في الحصة المفردة يمكن أن تفوق ما هو مسجل فعلياً، لذا يجب تناولها بحذر، والحرص على عدم الإكثار منها، وتجنبها في حال كنت تعاني من أي أمراض مزمنة مثل السكري وضغط الدم وأمراض القلب وغيرها.