صحــــتك

المرض العقلي أنواع متعددة ومعاناة طويلة

المرض العقلي أنواع متعددة ومعاناة طويلة
يُشير مصطلح الأمراض العقلية إلى مجموعة واسعة من الأمراض التي تؤثر على المزاج، والتفكير والسلوك، وتتضمّن الاكتئاب، واضطرابات القلق، وفصام الشخصية، واضطرابات الأكل، والسلوكيات المسببة للإدمان.

ويعاني معظم الأشخاص من مشاكل تتعلق بالصحة العقلية من وقت لآخر، ولكن تتحول المشاكل لمرض عقلي عندما تتسبب العلامات والأعراض المستمرة في ضغط نفسي متكرر وتؤثر على قدرة المصاب على تأدية الأعمال.

ويُمكن للأمراض العقلية أن تجعل المصاب بائسًا، كما يمكن أن تسبب مشكلات في حياته اليومية، مثلاً في العمل أو في العلاقات الشخصية والعاطفية، وفي معظم الحالات، يمكن التعامل مع الأعراض بالأدوية والعلاج النفسي معًا.

* أعراض المرض العقلي

يمكن أن تختلف علامات وأعراض المرض العقلي، تبعًا للاضطراب المحدد الذي تعاني منه، والظروف، ويمكن أن تؤثر الأعراض على العواطف، والأفكار، والسلوكيات، وتتضمن الأمثلة على العلامات والأعراض ما يلي:
  1. الشعور بالحزن أو بالإحباط.
  2. تشوش التفكير أو انخفاض القدرة على التركيز.
  3. الخوف أو القلق الزائد، أو الشعور المفرط بالذنب.
  4. تقلبات حادة في المزاج ارتفاعًا وانخفاضًا.
  5. الابتعاد عن الأصدقاء والانسحاب من ممارسة الأنشطة.
  6. شدة التعب، أو انخفاض النشاط، أو مشاكل في النوم.
  7. الانفصال عن الواقع (الأوهام)، أو جنون العظمة، أو الهلاوس.
  8. عدم القدرة على التكيف مع المشكلات أو الضغوط اليومية.
  9. صعوبة فهم وإدراك المواقف والأشخاص.
  10. إدمان الكحول أو تعاطي المخدرات.
  11. تغيرات كبيرة في عادات الأكل.
  12. تغيرات في الرغبة الجنسية.
  13. الغضب، أو العداوة، أو العنف المفرط.
  14. الأفكار الانتحارية.

وفي بعض الأحيان تظهر الأعراض في صورة مشكلات جسدية، مثل ألم المعدة، أو ألم الظهر، أو الصداع، أو غير ذلك من الأوجاع والآلام مجهولة السبب.

* متى يجب زيارة الطبيب؟

عند ظهور أي علامات أو أعراض للمرض العقلي، يجب تحديد موعد لزيارة الطبيب النفسي، ولا تتحسن معظم الأمراض العقلية من تلقاء نفسها، وإذا تُركت بدون علاج، فقد يسوء المرض العقلي بمضي الوقت ويتسبب في مشكلات خطيرة.
  • إذا كان المريض يعاني من أفكار انتحارية

تنتشر الأفكار والسلوكيات الانتحارية مع بعض الأمراض العقلية، وإذا كنت تعتقد أنك قد تؤذي نفسك أو تحاول الانتحار، فاطلب المساعدة على الفور، من خلال طلب رقم الطوارئ المحلي.
تواصل مع صديق مقرب أو شخص تحبه.
تواصل مع أحد العلماء أو الدارسين أو غيرهم من رجال الدين في مجتمعك.
تواصل مع الطبيب، أو غيره من مقدمي الرعاية الصحية أو اختصاصيي الصحة النفسية.
ولا تزول الأفكار الانتحارية من تلقاء نفسها - لذا اطلب المساعدة.

  • إذا عانى أحد الأحبة من أفكار انتحارية

إذا ظهرت علامات المرض العقلي على أحد أحبائك، فناقشه بشكل صريح وصادق بشأن مخاوفك. فقد لا يمكنك إجبار الشخص على الحصول على مساعدة متخصصة، ولكن يمكنك تقديم التشجيع والدعم له. كما يمكنك مساعدته في العثور على مقدم خدمات صحة عقلية مؤهل، وحجز موعد للزيارة. بل يمكنك حتى مرافقته أثناء الزيارة.

وإذا كان هذا الشخص قد قام بإيذاء نفسه أو كان يفكر جديًا في القيام بذلك، فاصطحبه إلى المستشفى أو اطلب المساعدة الطارئة.

* أسباب المرض العقلي

يُعتقد أن الأمراض العقلية عامةً تحدث بسبب مجموعة متنوعة من العوامل الوراثية والبيئية:
  1. الخصائص الموروثة. تشيع الإصابة بالأمراض العقلية لدى الأشخاص الذين لديهم أقارب بيولوجيون (أقارب الدم) مصابون بمرض عقلي أيضًا. ويمكن أن تزيد جينات معينة من خطر الإصابة بمرض عقلي ما.
  2. العوامل البيئية قبل الولادة. يمكن أن يرتبط التعرض للفيروسات، أو السموم، أو الكحول، أو المخدرات أثناء وجود الطفل في الرحم بالإصابة بالمرض العقلي.
  3. كيمياء المخ. يُعتقد أن التغيرات البيوكيميائية في المخ تؤثر على الحالة المزاجية وغيرها من جوانب الصحة النفسية. وتلعب المواد الكيميائية الطبيعية الموجودة في المخ المعروفة باسم الناقلات العصبية دورًا في بعض الأمراض العقلية. وفي بعض الحالات، يؤثر عدم توازن الهرمونات على الصحة العقلية.

* عوامل الخطورة للمرض العقلي

هناك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بمشكلات الصحة العقلية، وتتضمن ما يلي:
  1. إصابة أحد الأقارب البيولوجيين (أقارب الدم)، مثل الوالدين أو الأشقاء، بمرض عقلي
  2. ما تتعرض له أثناء وجودك في الرحم - على سبيل المثال، أن تتعرض والدتك للفيروسات، أو السموم، أو تتعاطى المخدرات أو الكحول أثناء الحمل.
  3. التعرض لمواقف حياتية تشكل ضغطًا نفسيًا عصيبًا، مثل المشكلات المالية، أو موت أحد الأحباء، أو الطلاق.
  4. الإصابة بحالة مرضية مزمنة، مثل السرطان.
  5. تلف الدماغ نتيجة التعرض لإصابة خطيرة (إصابات الدماغ الرضحية)، مثل التعرض لضربة عنيفة بالرأس.
  6. التعرض لتجارب صادمة، مثل المعارك العسكرية أو التعرض للاعتداء.
  7. تناول العقاقير غير القانونية.
  8. التعرض للإيذاء أو الإهمال أثناء طفولتك.
  9. وجود عدد قليل من الأصدقاء أو العلاقات الشخصية السليمة.
  10. سوابق الإصابة بمرض عقلي.

* مضاعفات الأمراض العقلية

الأمراض العقلية سبب رئيسي للإعاقة، ويمكن أن يتسبب عدم علاجها في مشكلات عاطفية، وسلوكية، وجسدية خطيرة، كما يمكن أيضًا أن يتسبب المرض العقلي في مشكلات قانونية ومالية، وتتضمن المضاعفات التي ترتبط أحيانًا بالأمراض العقلية ما يلي:
  1. عدم السعادة وقلة الاستمتاع بالحياة.
  2. ضعف الجهاز المناعي، بحيث تصعب على جسمك مكافحة العدوى.
  3. النزاعات الأسرية.
  4. صعوبات في العلاقات.
  5. العزلة الاجتماعية.
  6. مشكلات تتعلق بتدخين التبغ، وإدمان الكحول وغيره من المخدرات.
  7. التغيب عن العمل أو المدرسة، أو مشكلات أخرى تتعلق بالعمل أو الدراسة.
  8. الفقر والتشرد.
  9. إيذاء النفس وإيذاء الآخرين، بما في ذلك الانتحار أو القتل.
  10. زيادة خطر التعرض لحوادث السيارات.
  11. الإصابة بأمراض القلب وغيرها من الحالات المرضية.

* تشخيص الأمراض العقلية

  1. الفحص البدني. سوف يحاول الطبيب استبعاد المشكلات البدنية التي يمكن أن تسبب الأعراض لديك.
  2. الاختبارات المعملية. قد تتضمّن هذه الاختبارات التحقق من وظائف الغدة الدرقية أو فحوصات الكشف عن تعاطي الكحول أو المخدرات على سبيل المثال.
  3. التقييم النفسي. سيتحدث معك الطبيب أو مقدم خدمات الصحة النفسية بشأن الأعراض التي تعاني منها وأفكارك ومشاعرك وأنماط سلوكك. وقد يُطلب منك ملء استبيان للمساعدة على الإجابة عن هذه الأسئلة.
  • تحديد المرض العقلي

تصعب في بعض الأحيان معرفة ما المرض العقلي الذي يتسبب في الأعراض، ولكن من شأن استغراق الوقت وبذل الجهد للوصول إلى تشخيص دقيق أن يساعدا في تحديد العلاج المناسب.

وتردُ الأعراض المحددة لكل مرض من الأمراض العقلية بشكل تفصيلي في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5).

  1. اضطرابات النمو العصبي. تغطي هذه الفئة مجموعة واسعة من المشكلات التي عادةً ما تبدأ في سن الرضاعة، أو خلال مرحلة الطفولة، أو سنوات المراهقة. ومن أمثلة هذه الاضطرابات اضطراب طيف التوحد، واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، واضطرابات التعلم.
  2. اضطرابات فصام الشخصية وغيرها من الاضطرابات النفسية. تتسبب الاضطرابات النفسية في الانفصال عن الواقع (الأوهام، وجنون العظمة، والهلاوس). وأبرز مثال على هذه الاضطرابات فصام الشخصية، على الرغم من إمكانية ارتباط فئات أخرى من الاضطرابات بالانفصال عن الواقع في بعض الأحيان.
  3. الاضطراب ثنائي القطب والاضطرابات ذات الصلة. تتضمّن هذه الفئة الاضطرابات ذات نوبات الهوس المتغيرة - وهي فترات من فرط النشاط، والطاقة، والإثارة - والاكتئاب.
  4. الاضطرابات الاكتئابية. تشمل هذه الفئة الاضطرابات التي تؤثر على كيفية شعورك عاطفيًا، مثل مستوى الحزن والسعادة. وتتضمن أمثلتها اضطراب الاكتئاب الرئيسي والاضطراب المزعج السابق للحيض.
  5. اضطرابات القلق. القلق هو عاطفة تتسم بتوقع الخطر أو سوء الطالع في المستقبل، ويصاحبه شعور بالعصبية وعدم الارتياح. وتتضمّن هذه الفئة اضطراب القلق العام، واضطراب الهلع، وحالات الرهاب.
  6. اضطراب الوسواس القهري والاضطرابات ذات الصلة. تتضمن هذه الاضطرابات الانشغالات أو الهواجس والأفكار والأفعال التكرارية. وتشمل أمثلتها اضطراب الوسواس القهري، واضطراب الاكتناز القهري، واضطراب نزع الشعر (هوس نتف الشعر).
  7. الاضطرابات المرتبطة بالصدمة وعوامل الكرب. تعد هذه من اضطرابات التكيف وفيها يعاني الشخص من صعوبة التكيف أثناء حدث ضاغط نفسيًا من أحداث الحياة أو بعده. وتتضمن أمثلتها اضطراب الكرب التالي للصدمة (PTSD) واضطراب الكرب الحاد.
  8. الاضطرابات الانشقاقية. هي اضطرابات يتشوش فيها شعورك بذاتك، مثل اضطراب الهوية الفصامي وفقدان الذاكرة الفصامي.
  9. الأعراض الجسدية والاضطرابات ذات الصلة. قد يعاني الشخص المصاب بواحد من هذه الاضطرابات من أعراض جسدية بدون وجود سبب طبي واضح، ولكن يُصاحب هذه الاضطرابات ضيق وضعف بالغان. وتتضمّن الاضطرابات اضطراب العرض الجسدي (المعروف سابقًا باسم وسواس المرض) والاضطراب المُفتعل.
  10. اضطرابات التغذية والأكل. تتضمّن هذه الاضطرابات اضطرابات تتعلق بالأكل، مثل فقدان الشهية العصبي واضطراب نهم الطعام.
  11. اضطرابات الإطراح. تتعلق هذه الاضطرابات بالتخلص من البول أو البراز بشكل غير صحيح سواء عن غير قصد أو بقصد. ويعد سلس البول الليلي أحد الأمثلة لهذه الاضطرابات.
  12. اضطرابات النوم واليقظة. هي اضطرابات في النوم تكون من الحدة بحيث تتطلب عناية سريرية، مثل الأرق، وانقطاع النفس أثناء النوم، ومتلازمة تململ الساقين.
  13. خلل الوظيفة الجنسية. تتضمّن هذه الاضطرابات اضطرابات في الاستجابة الجنسية، مثل سرعة القذف واضطرابات النشوة الجنسية لدى النساء.
  14. اضطراب الهوية الجنسية. 
  15. اضطرابات السلوك المؤذي واضطرابات السيطرة على الانفعالات. تتضمّن هذه الاضطرابات مشكلات مع الانضباط الذاتي العاطفي والسلوكي، مثل هوس السرقة أو الاضطراب الانفجاري المتقطع.
  16. الاضطرابات المتعلقة بتعاطي المخدرات والإدمان. تتضمّن هذه الاضطرابات المشكلات المتعلقة بتناول الكحول، والكافيين، وتدخين التبغ، وتعاطي المخدرات. كما تتضمّن هذه الفئة أيضًا اضطراب القمار.
  17. الاضطرابات العصبية المعرفية. تؤثر الاضطرابات العصبية المعرفية على قدرتك على التفكير والاستدلال. وتتضمّن هذه الفئة الهذيان، إضافة إلى الاضطرابات العصبية المعرفية الناجمة عن حالات مرضية أو أمراض مثل إصابات الدماغ الرضحية أو مرض الزهايمر.
  18. اضطرابات الشخصية. يتضمن نمطا دائما من عدم الاستقرار العاطفي والسلوك غير السليم الذي يُسبب مشكلات في حياتك وعلاقاتك الشخصية والعاطفية. وتتضمن أمثلتها اضطراب الشخصية الحدي واضطراب الشخصية الانطوائية.
  19. اضطرابات الخطل الجنسي. تنطوي هذه الاضطرابات على اهتمام جنسي يتسبب في ألم أو ضعف شخصي لصاحبه أو يتسبب في أذى محتمل أو فعلي لشخص آخر. ومن أمثلتها السادية الجنسية، واضطراب التلصص الجنسي، واضطراب عشق الأطفال.
  20. الاضطرابات العقلية الأخرى. تتضمّن هذه الفئة الاضطرابات العقلية التي تكون نتيجة حالات مرضية أخرى أو لا تفي بجميع معايير إحدى فئات الاضطرابات المذكورة أعلاه.

* علاج المرض العقلي

يتوقف العلاج على نوع المرض العقلي، ومدى حدته، وما هو العلاج الذي يناسب المريض. وفي كثير من الحالات، يكون المزج بين طرق العلاج هو أفضل وسيلة ناجعة للعلاج.

وإذا كان المرض العقلي بسيطا مع أعراض يتم التحكم فيها جيدًا، فقد يكفي تلقي العلاج من مقدم رعاية صحية واحد. ولكن، غالبًا ما يكون نهج الفريق مناسبًا للتأكد من استيفاء جميع الاحتياجات النفسية والطبية والاجتماعية. ويكون هذا مهمًا بشكل خاص في حالات الأمراض العقلية الحادة، مثل فصام الشخصية.
  • الأدوية

على الرغم من أنّ الأدوية النفسية لا تشفي المرض العقلي، إلا أنها تتمكن غالبًا من تحسين الأعراض بدرجة كبيرة. ويمكن أيضًا أن تساعد في جعل طرق العلاج الأخرى، مثل العلاج النفسي، أكثر فاعلية، وتتوقف نوعية الأدوية المناسبة لك على حالتك الخاصة وكيفية استجابة جسمك للدواء، وتشمل بعض فئات الأدوية النفسية الموصوفة طبيًا الأكثر استخدامًا ما يلي:

  1. مضادات الاكتئاب. تُستخدم مضادات الاكتئاب لعلاج الاكتئاب، والقلق، وحالات أخرى في بعض الأحيان. ويمكن أن تساعد هذه الأدوية في تحسين أعراضٍ مثل الحزن، والقلق، واليأس، وقلة النشاط، وصعوبة التركيز، وقلة الاهتمام بممارسة الأنشطة. ولا تسبب مضادات الاكتئاب الإدمان.
  2. الأدوية المضادة للقلق. تُستخدم الأدوية المضادة للقلق في علاج اضطرابات القلق، مثل اضطراب القلق العام واضطراب الهلع. كما قد تساعد هذه الأدوية أيضًا في تخفيف الاهتياج والأرق. وتتكون أدوية القلق طويلة الأجل في معظمها من مضادات الاكتئاب التي تصلح أيضًا لعلاج القلق. أيضًا هناك الأدوية المضادة للقلق سريعة المفعول، والتي تساعد في تخفيف الأعراض على المدى القصير - ولكنها قد تسبب الإدمان ومن الأفضل استخدامها لمدة قصيرة.
  3. مثبتات المزاج. يكثر استخدام مثبتات المزاج لعلاج الاضطراب ثنائي القطب، والذي يتضمن نوبات متقلبة من الهوس والاكتئاب. وفي بعض الأحيان، تُستخدم مثبتات المزاج مع مضادات الاكتئاب لعلاج الاكتئاب.
  4. الأدوية المضادة للذهان. عادةً، تُستخدم الأدوية المضادة للذهان، والمعروفة أيضًا باسم مضادات الذهان، لعلاج الاضطرابات الذهانية مثل فصام الشخصية. كما قد تُستخدم أيضًا لعلاج الاضطراب ثنائي القطب أو قد تُستخدم مع مضادات الاكتئاب لعلاج الاكتئاب.
  • العلاج النفسي

خلال العلاج النفسي، ستعرف المزيد عن حالتك، ومشاعرك، وحالتك المزاجية، وأفكارك، وسلوكياتك. وباستخدام المعلومات والمعرفة التي تكتسبها، يمكنك تعلم مهارات التكيف والتعامل مع الضغط النفسي، وتوجد العديد من أنواع العلاج النفسي، وكل منها له نهجه الخاص في كيفية تحسين الصحة العقلية. وغالبًا ما يحتاج العلاج لبضعة أشهر، ولكن في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة لعلاج طويل الأمد. ويمكن أن يتم العلاج بشكل فردي، أو في مجموعات، أو مع أفراد العائلة.

  • علاجات تحفيز الدماغ

تُستخدم العلاجات المحفزة للدماغ في بعض الأحيان لعلاج الاكتئاب وغيره من اضطرابات الصحة العقلية. وعادةً ما تكون هذه العلاجات مخصصة للحالات التي لم تستجب للأدوية والعلاج النفسي. وتتضمّن هذه العلاجات العلاج بالجلسات الكهربائية، والتنبيه المغناطيسي عبر الجمجمة، وتحفيز العصب المبهم، وعلاجًا تجريبيًا يُطلق عليه التحفيز العميق للدماغ.

كن على بينة من فهم جميع المخاطر والفوائد لأي علاج يُوصى به.

  • دخول المستشفى وبرامج العلاج الداخلية

في بعض الأحيان يُصبح المرض العقلي من الحدة بحيث يتطلب تلقي الرعاية في مستشفى للأمراض النفسية. ويوصى بهذه الطريقة العلاجية بوجه عام عندما يتعذر عليك رعاية نفسك بشكل سليم أو عندما تكون في خطر مباشر لإيذاء نفسك أو إيذاء شخص آخر.

وتتضمّن الخيارات العلاجية رعاية المرضى الداخليين على مدار 24 ساعة، أو دخول المستشفى بشكل جزئي أو خلال النهار، أو العلاج الداخلي، والذي يوفر مكانًا داعمًا مؤقتًا للإقامة. أيضًا قد تشمل الخيارات الأخرى العلاج الخارجي المكثف.

  • علاج الإدمان

يكثر انتشار الإدمان مع المرض العقلي. وغالبًا ما يتعارض الإدمان مع العلاج ويفاقم المرض العقلي. وإذا لم تستطع التوقف عن تعاطي المخدرات أو تناول الكحول من تلقاء نفسك، فستحتاج للعلاج. وتتضمّن علاجات الإدمان ما يلي:

  1. العلاج النفسي، وذلك لمعرفة المزيد عن حالتك وتكوين تصور دقيق عنها.
  2. الأدوية، والتي قد تساعد في تخفيف أعراض الانسحاب أو تقليل الرغبة الشديدة في تعاطي المخدرات.
  3. العلاج الداخلي، مثل علاج الانسحاب (ديتوكس).
  4. برامج العلاج الخارجية، والتي تتطلب الحضور بشكل منتظم لفترة معينة من الوقت.
  5. مجموعات الدعم أو برامج الـ12 خطوة، مثل مؤسسة مدمني الكحول المجهولين (A.A.).
  • مشاركة المريض في العناية بنفسه

يمكن عن طريق عمل المريض مع الطبيب معا، تحديد العلاج المناسب، وذلك تبعًا لما يعانيه من أعراض ومدى حدتها، وتفضيلاته الشخصية، والآثار الجانبية للأدوية، وغير ذلك من العوامل. وفي بعض الحالات، قد يصبح المرض العقلي من الحدة بحيث يتطلب إشراف الطبيب أو أحد الأحباء حتى يتعافى المريض بشكل يسمح له بالمشاركة في اتخاذ القرارات.

  • استراتيجيات أخرى

  1. التزم بخطة العلاج. لا تُفوِّت جلسات العلاج. وحتى إذا شعرت بتحسن، فلا تتوقف عن تناول الأدوية الخاصة بك. فإذا توقفت عن تناولها، فقد تعاود الأعراض الظهور. أيضًا قد تشعر بأعراض شبيهة بأعراض الانسحاب عند التوقف عن تناول الأدوية بشكل مباغت. وإذا كنت تعاني من بعض الآثار الجانبية المزعجة للأدوية أو من مشكلات أخرى مع علاجك، فتحدث إلى الطبيب قبل إجراء أي تغييرات.
  2. تجنب تناول الكحوليات وتعاطي المخدرات. فيمكن أن يُصعب تناول الكحول أو تعاطي المخدرات من علاج المرض العقلي. وإذا كنت مُدمنًا، فقد يُشكل الإقلاع عنها تحديًا حقيقيًا. لذا، إذا لم تتمكن من الإقلاع عنها لوحدك، فتحدث مع الطبيب أو اعثر على مجموعة دعم لمساعدتك.
  3. حافظ على النشاط. يمكن أن تساعد ممارسة الرياضة في السيطرة على الأعراض، مثل الاكتئاب، والضغط النفسي، والقلق. كما يمكن أن يساعد النشاط البدني في إبطال آثار بعض الأدوية النفسية التي قد تتسبب في زيادة الوزن. فكِّر في المشي، أو ممارسة السباحة أو أعمال البستنة أو أي نوع آخر من النشاط البدني الذي تستمتع به. فحتى الأنشطة البدنية الخفيفة يمكن أن تُحدث فارقًا.
  4. لا تتخذ قرارات هامة عندما تكون الأعراض لديك شديدة. تجنب اتخاذ القرارات أثناء تفاقم أعراض المرض العقلي لديك، حيث قد يتعذر عليك التفكير بوضوح.
  5. حدد أولوياتك. يمكنك تقليل تأثير مرضك العقلي عن طريق إدارة وقتك وطاقتك. قلل من الالتزامات عندما يقتضي الأمر وحدد أهدافًا معقولة. امنح نفسك الفرصة لتنفيذ أعمال أقل عندما تسوء الأعراض لديك. وقد تجد أن من المفيد إنشاء قائمة للمهام اليومية، أو استخدام الملاحظات اللاصقة كتذكير، أو استخدام أدوات التخطيط لهيكلة وقتك والحفاظ على تنظيمه.
  6. تعلم اتخاذ اتجاه إيجابي. فقد يؤدي التركيز على الأشياء الإيجابية في حياتك إلى تحسين حياتك بل وتحسين صحتك أيضًا. حاول تقبل التغييرات عند حدوثها، وأبقي المشكلات في نصابها.

* الوقاية من المرض العقلي

ليس ثمّة طريقةٌ أكيدةٌ للوقاية من الأمراض العقلية، ولكن، إذا كنت تعاني من أحد الأمراض العقلية، فقد يساعدك اتخاذ بعض الخطوات للتحكم في الضغوط، ولزيادة مرونتك، وتعزيز تقدير الذات المتدني في إبقاء الأعراض لديك تحت السيطرة. اتّبع الخطوات التالية:
  1. انتبه لأي علامات تحذيرية. تعاون مع الطبيب أو المعالج الخاص بك للتعرف على ما قد يثير الأعراض التي تعاني منها. أعد خطة حتى تعلم ما ستفعله إذا ظهرت الأعراض مجددًا. اتصل بالطبيب أو المعالج إذا لاحظت أي تغيرات في الأعراض أو مدى شعورك بها. واطلب من أفراد العائلة أو الأصدقاء المساعدة في مراقبة ظهور أي علامات تحذيرية.
  2. احصل على رعاية طبية منتظمة. لا تتجاهل الفحوصات الطبية أو تتغيب عن زيارات مقدم الرعاية الصحية الخاص بالعائلة، وخاصة إذا كنت تشعر بأنك لست على ما يرام. فقد تكون لديك مشكلة صحية جديدة تحتاج لعلاجها، أو قد تعاني من آثار جانبية للدواء.
  3. اطلب المساعدة عندما تحتاجها. فقد يصعب علاج حالات الصحة العقلية إذا انتظرت حتى تسوء الأعراض. ويمكن أن تساعد المعالجة طويلة الأمد في الوقاية من انتكاسة الأعراض.
  4. انتبه لنفسك جيدًا. فمن المهم الحصول على قدرٍ كافٍ من النوم، وتناوُل طعام صحي، وممارسة الأنشطة البدنية بانتظام. حاول الحفاظ على جدول منتظم. تحدث مع مقدم الرعاية الصحية إذا كنت تعاني من مشاكل في النوم أو إذا كانت لديك استفسارات بشأن النظام الغذائي وممارسة الرياضة.


المصادر:
Types of mental health problems
Mental Health: Types of Mental Illness - WebMD
Warning Signs of Mental Illness
آخر تعديل بتاريخ
13 يوليو 2021
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.