الطب التجديدي يُعنى بهندسة الأنسجة، فما هو الدور الذي يلعبه في علاج الأمراض؟ وما الذي يعنيه العلاج بالأوزن، وهل هو مفيد؟ كل ذلك في حوار مميز مع د. فينشينزو دي دونا.
حدثنا أولاً عن تخصصك وخبرتك المهنية
أنا أخصائي في جراحة الأوعية الدموية والطب التجديدي، وقد تخرجت بدرجة علمية في الطب والجراحة من جامعة نابولي فيديريكو الثاني بإيطاليا. أسعى دائمًا إلى وصف العلاجات المبتكرة وغير الجراحية لمرضاي، وأدمج العلاجات الطبية التقليدية مع التقنيات التشخيصية والعلاجية الجديدة. لقد أصبحَت المغذيات والطب الجزيئي والطب التجديدي من التخصصات المعترف بها والمعتمدة من قبل المجتمع العلمي، باعتبارها أساليب علاجية بديلة وأقل تدخلًا من الناحية الجراحيًة في مجال رعاية المرضى، وأنا من رواد تطبيق هذه التخصصات في إيطاليا.
لقد قمت بدمجها لسنوات في العلاجات الصيدلانية القياسية، واستخدمتها باعتبارها أحدث الأدوات التشخيصية لمشكلات المرضى.
ما هي أحدث العلاجات وأكثرها طلبًا في مجال التجميل؟
تشتمل أكثر إجراءات التجميل طلبًا في مجالي على الطب التجديدي، وتحديدًا على العلاج بالأوزون. العلاج بالأوزون هو إجراء طبي أصبح يُستخدم بشكل كبير في الآونة الأخيرة نظرًا لتأثيراته العلاجية والترميمية.
يُستخدم الأوزون (وهو غاز يتكون من 3 ذرات أكسجين) لتعزيز الفوائد الصحية عن طريق زيادة الأكسجين في الجسم، إذ يدعم ذلك الجهازَ المناعي، ويساعد على التئام الجروح بسبب تحفيز تجديد الخلايا التي تحل محل الخلايا التالفة أو تصلحها.
قد أثبت هذا الإجراء فعالية إيجابية في تقليل ظهور الأوردة العنكبوتية البارزة، وما يصاحبها من تورم ووخز وتعب وثقل في الساقين. ومن طلبات المرضى الشائعة الأخرى تقليل الدوالي، والتي يمكن علاجها بالأوزون.
بشكل عام، أظهر العلاج بالأوزون نتائج جيدة جدًا في مواجهة مشكلات الدورة الدموية المؤرقة التي تسبب عدم الراحة والألم، والمشكلات التجميلية، مثل الدوالي، إذ يهدف العلاج إلى تحسين الدورة الدموية وتقليل الالتهاب.
كيف يمكن تعريف الطب التجديدي وما هي مخاطره الرئيسية؟
يمكن تعريف الطب التجديدي بأنه مجال الطب الذي يَستخدم خلايا وأنسجة الجسم لاستبدال أو إصلاح أو تجديد الأعضاء والأنسجة المريضة أو التالفة. يُعتبر استخدام إجراءات مختلفة، بما في ذلك العلاج بالأوزون، آمنًا بشكل عام لمعظم المرضى، ومع ذلك، قد تكون هناك مخاطر مرتبطة بالإجراءات نفسها، مثل العدوى، أو النزيف، أو تلف الأنسجة المجاورة. مثل معظم الإجراءات، سواء كانت جراحية أم لا، يمكن أن يكون هناك آثار جانبية لما يُعرف باسم الطب التجديدي أو مضاعفات غير مرغوبة. لذلك، من المهم استشارة الطبيب للتقليل من الآثار الجانبية والمضاعفات المحتملة.
ما فوائد العلاج بالأوزون لإزالة السموم وتجديد الشباب، وما الإجراءات المتبعة في هذا العلاج؟ وكيف يتم إجراؤه؟
توجد العديد من الفوائد لاستخدام العلاج بالأوزون، والتي تشمل إمكانية استخدامه في حالات مختلفة، بما في ذلك الحالات المزمنة، أو لدعم الصحة العامة وتعزيز أداء الجهاز المناعي وزيادة الحيوية.
ما هي المخاطر؟
شأنها شأن جميع الإجراءات الطبية، قد تحدث آثار جانبية بسيطة، بما في ذلك الألم الموضعي أو عدم الراحة في موقع الحقن، لذلك، من المهم جدًا أن تتذكر أن العلاج بالأوزون لا يناسب جميع الأشخاص. ويمكن للمرضى تلقي العلاج بالأوزون بطرق مختلفة، اعتمادًا على الحالة الطبية التي يتم علاجها.
بالنسبة لمشكلات المفاصل، تشمل هذه الطرق ما يلي:
- العلاج بالدم الذاتي: يتم سحب دم المريض وخلطه بالأوزون، ثم إعادة ضخه إلى الجسم، إما عن طريق الوريد أو داخل المفصل.
- الحقن عن طريق الوريد: يتم إدخال غاز الأوزون إلى الدورة الدموية للجسم عن طريق التنقيط في الوريد، فيدخل إلى الجسم، ليبدأ تأثيره بعد ذلك.
- الحقن داخل المفصل: يُحقن غاز الأوزون مباشرة في المفصل المصاب باستخدام الموجات فوق الصوتية أو تحت التنظير الشعاعي.
ما الأمراض التي يمكن علاجها بالأوزون؟
يُعد العلاج بالأوزون مفيد جدًا، ويمكن الاستفادة منه في علاج ما يلي:
- متلازمة التعب المزمن.
- الالتهابات الفيروسية.
- الدوالي.
- التئام الجروح.
- مكافحة الشيخوخة.
- مشكلات المفاصل (الركبة، والكاحل، والورك، والكتف).
هل يمكن اعتباره علاجًا دائمًا؟ وما الأعمار التي توصي بها لتلقي هذا النوع من العلاج؟
لا يُعد العلاج بالأوزون علاجًا دائمًا، خاصةً لأن مدة تأثيره قد تختلف حسب الحالة التي يجري علاجها. ولهذا السبب، يوصى بتكرار العلاج بالأوزون عدة مرات في حالات معينة. أما بالنسبة لتوصيات العمر، فلا يوجد حد لتلقي العلاج بالأوزون، ولكن من المهم أن نتذكر أن صحة الفرد العامة وسجله الطبي (تاريخه المرَضي) من الأمور المهمة التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند تحديد ما إذا كان العلاج بالأوزون مناسبًا أم لا.
هل يناسب العلاج بالأوزون مَن يعانون من الأمراض المزمنة؟
نعم، يمكن بالتأكيد استخدام العلاج بالأوزون في الحالات المزمنة مثل التهاب مفصل الركبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وآلام الظهر الناتجة عن الانزلاق الغضروفي للحد من الالتهاب، وزيادة دوران الأوعية الدقيقة والأكسَجَة لتجديد ألياف العضلات التالفة.
