تستطيع أمّهات الأطفال حديثي الولادة معرفة محتويات الحفَّاض، مثل معرفة الوجبة الأخيرة التي تناولها الطفل، أو إذا ما كان الطفل يحصل على ما يكفي من السوائل، وذلك من خلال شكل ولون وقوَام محتويات الحفّاض.
فيروسات جديدة في حفَّاضات الأطفال
قرّر مجموعة من العلماء معرفة المزيد حول الأشياء المُسبِّبَة للأمراض، واقترحوا فحص حفّاضات الأطفال، وأمضوا خمس سنوات في دراسة براز 647 طفلاً دنماركياً.
وجد الباحثون 10 آلاف من الكائنات الدقيقة على شكل فيروسات، لم يتم التعرف على كثير منها من قبل، وهو رقم أكبر بعشر مرات من عدد الأنواع البكتيرية لدى الأطفال.
وهذا ما قد يُقلق كثيرًا من الناس، إذ لم تتمتع الفيروسات بسمعة طيبة في السنوات الأخيرة، ولكنْ ما لا يدركه كثير من الناس هو أن الغالبية العظمى من الفيروسات لا تُسبِّبُ الإصابة بالمرض، ولا تصيب البشر ولا الحيوانات على الإطلاق.
تمَّ خلال الدراسة جمع حفّاضات لأطفال كانوا يبلغون من العمر عاماً واحداً، ويبلغ هؤلاء الأطفال الآن 12 عاماً.
كان تحليل وفحص الحفاضّات حينها الخطوة الأولى في الدراسة، والتي لها هدف طويل المدى لتحديد أسباب الأمراض الالتهابية المزمنة، مثل الربو والأكزيما والحساسية، لكن فوجِئ الباحثون بالعدد الهائل من الفيروسات التي عثروا عليها.
وضع الباحثون فرضيات علمية لوجود هذا الكمّ من الفيروسات، إحداها أن نسبة الفيروسات مرتفعة في أمعاء الرضّع، لأن جهاز المناعة لا يزال في مرحلة النضج.
وبناء على هذه الفرضية وجد الباحثون اكتشافاً أوّلياً ينص على أن حوالي 90% من الفيروسات الموجودة في حفّاضات الأطفال كانت قاتلة للبكتيريا، وتُشكِّل جزءاً كبيراً من الميكروبيوم البشري، وبالتالي فهي جزء من مرحلة النضج للجهاز المناعي لدى الأطفال.
ويستهدف الفحص والتحليل التالي حفّاضات الأطفال بعمر أسبوع واحدٍ وشهر واحد، لمعرفة ما إذا كانت أنواع الفيروسات التي يبلغ عددها 10 آلاف فيروس موجودة في تلك الأعمار الصغيرة.
ويسعى العلماء في التحليلات اللاحقة إلى معرفة ما إذا كانت بعض الفيروسات قادرة على حماية الأطفال من الإصابة بالأمراض، مثل الربو أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، أم لا.
وبناء على هذه الدراسة في الوقت الحالي، تكوّنت قناعةٌ لدى الباحثين أنّ وجود كم هائل من الفيروسات في أمعاء الطفل يعتبر جزءاً طبيعياً من تكوين جسمه.
كما أطلق العلماء على الفيروسات الجديدة التي تمّ اكتشافها في الحفَّاضات أسماءَ الأطفال الذين أُجريت عليهم الدراسة إلى حين استكمال استكشافها، والبحث حولها، وحول سبب وجودها، والدور الذي تقوم به، وكيفية الاستفادة منها في محاربة الأمراض الأخرى أو منعها.
وحتى يستكمل الباحثون الدراسة على هذه الفيروسات، تمّ تجميع وتصنيف هذه الأنواع الفيروسية -البالغ عددها 10 آلاف- فيما يقرب من 250 عائلة فيروسية، وكانت ست عشرة مجموعة من تلك العائلات الفيروسية معروفة بالفعل، بما في ذلك human anelloviruses, adenoviruses, crAssphage and Gubaphage
ولا زالت الدراسات قائمة على الأنواع الأخرى من الفيروسات، والتي تعتبر مجهولة إلى اليوم.
المصادر:
https://www.webmd.com/children/news/20230424/thousands-of-new-viruses-found-in-baby-diapers
https://microbiologycommunity.nature.com/posts/infant-guts-are-alive-with-rich-viral-diversity