الصحة النفسية للأطفال خلال العطلة الصيفية من المواضيع المهمة التي تتراود إلى أذهان الأمهات والآباء. وتُعد العطلة الصيفية للبعض فرصة للاسترخاء وقضاء وقت ممتع مع العائلة، والبدء في الاستعداد للعام الدراسي الجديد، ولكنها للبعض الآخر تكون سبباً للتوتر بسبب زوال التنظيم والروتين والدعم الذي اعتادوا عليه في المدرسة. هناك العديد من الخطوات التي يمكنك اتخاذها لدعم صحة الطفل النفسية أثناء العطلة الصيفية نبين منها في التالي.
التخطيط لجدول زمني والالتزام به
أكبر التحديات التي يواجهها الطلاب أثناء الانتقال إلى العطلة الصيفية هو عدم وجود التنظيم في الحياة اليومية كما كان أثناء الدراسة، ويُعد الروتين اليومي المعتاد مفيداً لجميع الطلاب، إلا أنه أكثر فائدة للأطفال الذين يعانون من مشكلات نفسية مثل القلق واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، لأنه يساعدهم في معرفة ما يمكن توقعه والتخطيط للمستقبل. ليس من الضروري أن يشمل التخطيط كل ساعة في اليوم، ولكن لا بد من تحديد التوقعات الأساسية، وأن تشمل جدولاً بالمهام والمواعيد والأنشطة والالتزامات الأخرى.
قضاء الوقت في الهواء الطلق
تُعد العطلة الصيفية فرصة لقضاء أكبر قدر ممكن من الوقت في الهواء الطلق، إذ يُعد التعرض للهواء النقي وممارسة النشاط البدني مفيداً جداً للأطفال بدنياً ونفسياً أيضاً، ومن الأنشطة التي يمكن القيام بها ركوب الدراجات الهوائية أو السباحة أو ممارسة الرياضات الجماعية أو اللعب الحر أو حتى المشي مع العائلة. بالإضافة إلى ما سبق، فإن قضاء الوقت في الهواء الطلق وسيلة فعالة لتعزيز الإبداع والاستكشاف، ويسهم في الحد من الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات.
خصص وقتاً للتعلم
يُعد الصيف وقتاً للمرح والاسترخاء، ولكن من المهم أيضاً الحفاظ على تفاعل الطالب ذهنياً والحد من فقدان التعليم أثناء ابتعاده عن المدرسة، ولهذا ينصح بدمج أنشطة تعليمية مناسبة لعمر الطفل في جدوله، وقد يشمل هذا مثلاً زيارة متحف أو حديقة حيوانات، والذهاب إلى المكتبة بشكل دوري، وكتابة المذكرات، والقيام بالحرف اليدوية، والمشاريع العلمية، واستكشاف هوايات جديدة.
التقليل من استخدام الأجهزة الإلكترونية
معظم الأطفال متعلقون بأجهزتهم الإلكترونية، سواء الهواتف الذكية أو ألعاب الفيديو أو مشاهدة التلفاز، وهذه الأنشطة ليست مضرة للطفل طالما كانت باعتدال، ولكن الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية قد يؤثر سلباً على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين. يرتبط الإفراط في استخدام الشاشات بالقلق والاكتئاب والمشكلات السلوكية وعدم انتظام النوم وضعف الأداء الأكاديمي والسمنة، ولهذا لا بد من وضع حدود للوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشات، خصوصاً أثناء العطلة الصيفية ووقت الفراغ الكبير لدى الأطفال فيها.
اتخاذ الخيارات الصحية لدعم الصحة النفسية للأطفال خلال العطلة الصيفية
يرى كثير من الطلاب أن العطلة الصيفية فرصة للهروب من الأنظمة الغذائية والعادات الصحية التي يتبعها خلال العام الدراسي، وفي حين أنه لا بأس من الاستمتاع بتناول الطعام أو أخذ استراحة من النشاط البدني بين الحين والآخر، فإن الحفاظ على نمط حياة صحي خلال أشهر الصيف وسيلة مهمة لدعم الصحة النفسية للطفل، ولهذا لا بد من الحرص على أن يتناول الطفل المزيد من الأطعمة النباتية، وشرب كمية كافية من الماء، وممارسة الكثير من التمارين الرياضية، ووضع واقي الشمس، وغسل اليدين بشكل دوري، والحفاظ على جدول زمني للنوم.
مراقبة الأنماط السلوكية
من الطبيعي زيادة رغبة الأطفال والمراهقين في النوم أثناء العطلة الصيفية، أو التوقف عن فعل أشياء كانوا يستمتعون بها مع تقدمهم في السن. وقد يصعب على الأهل فهم الاختلافات بين التقلبات الطبيعية في الحياة أو شيء أكثر خطورة مثل الاكتئاب، ولهذا يجب مراقبة علامات مثل مشاعر الحزن أو الغضب، وفقدان الاهتمام، والنوم المفرط أو الأرق، وكثرة الصراعات مع العائلة أو الأصدقاء، وتدني تقدير الذات، وإذا شككت بشيء خارجًا عن المألوف، فتحدث مع طفلك وكن داعمًا له، وحاول تحديد ما إذا كان بحاجة إلى مساعدة من مختص، ويعد هذا من أبرز مظاهر دعم الصحة النفسية للأطفال خلال العطلة الصيفية.
