الربو خلال فترة الحمل.. كيف يؤثر على صحة الطفل؟

يمثِّل مرض الربو وحساسية الأطفال مشكلة صحية تؤثر على حياة الملايين حول العالم، وتشير الدراسات الحديثة إلى وجود علاقة بين إصابة الأم بالربو وزيادة خطر إصابة الأطفال بالحساسية، ما فتح آفاقًا جديدة لفهم العوامل التي تؤثر على صحة الأطفال منذ فترة الحمل وإيجاد طرق للوقاية منها وعلاجها. وفي هذا السياق، كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من معهد روبنسون للأبحاث في جامعة أديلايد، وجامعة جنوب أستراليا، وجامعة كوينزلاند في أستراليا أن الربو خلال فترة الحمل يزيد من مخاطر إصابة الأطفال بالحساسية.

علاقة قوية بين ربو الأم وحساسية الطفل

أجرى الباحثون دراسة شاملة تضمَّنت مراجعة منهجية لأكثر من 20000 مصدر، وتوصلت الدكتورة أندريا روف وفريقها إلى أن الأطفال الذين تعاني أمهاتهم من الربو هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض بنسبة 76%. نُشرت نتائج الدراسة في مجلة BJOG الدولية لأمراض النساء والتوليد في 8 تموز/يوليو 2024.

وهذه المراجعة هي الأولى من نوعها التي تجمع البيانات المتعلقة بكيفية تأثير شدة الربو والتعامل معه أثناء الحمل على إصابة الأطفال بالحساسية والربو. كما أوضحت الدراسة أن التعامل الجيد والمناسب مع الربو خلال فترة الحمل يقلل من مخاطر إصابة الأطفال بالربو.

اقرأ أيضاً

اسئلة وأجوبة حول الحمل ومرض الربو

الربو خلال فترة الحمل يزيد من مخاطر إصابة الأطفال بالربو والحساسية

أوضحت الدكتورة أندريا روف أن ربو الأم مرتبط بزيادة خطر إصابة الأطفال بالربو التنفسي بنسبة 59%، وحساسية الطعام بنسبة 32%، والإكزيما بنسبة 17%، وحمى القش (ويطلق عليها أيضًا حساسية الأنف أو التهاب الأنف التحسسي) بنسبة 18%.

وأضافت: "كانت العلاقة بين ربو الأم ومخاطر إصابة الأطفال بالربو متشابهة، سواء كانت الإصابة الأم بالربو خلال الحمل الحالي أم في الحمل السابق، وهو ما يعكس الطبيعة المزمنة لمرض الربو. كما أن الربو الشديد وغير المنضبط خلال فترة الحمل مرتبط بزيادة خطر إصابة الأطفال بالربو".

وأشارت الدكتورة روف إلى عدم وجود أدلة كافية لتقييم تأثير شدة ربو الأم والتعامل معه خلال الحمل على الربو أو الأمراض التحسسية لدى الأطفال، أو تقييم تأثير تفاقم الربو خلال فترة الحمل أو المقارنة بين الربو النشط وغير النشط أثناء الحمل.

اقرأ أيضاً

التعامل مع الربو عند البالغين

التعامل مع الربو خلال فترة الحمل يمكن أن يحمي الأطفال من الإصابة بالمرض

أوضحت المؤلفة الرئيسية للدراسة الدكتورة كاثي غاتفورد أن التعامل الجيد والمناسب مع مرض الربو خلال فترة الحمل يقلل من مخاطر إصابة الأطفال بالربو، وفقًا لنتائج الدراسة، وأضافت: "تشير تحليلاتنا إلى أن برامج تحسين التعامل مع مرض الربو خلال فترة الحمل قد تحسن صحة النسل على المدى الطويل، وتقلل مخاطر حدوث المضاعفات أثناء الحمل".

وقالت الدكتورة غاتفورد: "عندما تكون الأم مصابة بالربو، تكون مخاطر الإصابة بالربو لدى الأطفال أقل بنسبة 13% عندما يتم التعامل جيدًا مع ربو الأم، وأقل بنسبة 19% لدى الأطفال الذين تكون أمهاتهم يعانين من ربو خفيف مقارنة بالربو المعتدل أو الشديد. يوفر هذا دافعًا جديدًا للعمل بجد على التعامل مع الربو خلال فترة الحمل".

وأضافت: "نحن نعلم بالفعل أن التعامل مع مرض الربو بشكل جيد يحسن النتائج خلال فترة الحمل وعند الولادة، ونعلم الآن أن الأطفال الذين كانت أمهاتهم يعانين من الربو ويتعاملن مع المرض جيدًا خلال فترة الحمل لديهم خطر أقل للإصابة بالربو".