التشوهات الخلقية في الحمل هي مشكلة تبدأ عندما ينمو الطفل في الرحم، ويولد طفل واحد تقريباً من بين 33 طفلاً في الولايات المتحدة مصابٌ بعيب خلقي، وقد تكون التشوهات الخلقية في الحمل طفيفة أو شديدة، وقد تؤثر على المظهر وعلى وظيفة الأعضاء والنمو الجسدي والعقلي. وتظهر معظم العيوب الخلقية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وعندما تكون الأعضاء ما تزال في مرحلة التشكل والنمو، وتكون بعض العيوب الخلقية غير ضارة، وبالمقابل يتطلب البعض علاجاً طبياً طويل الأمد، وتمثل العيوب الخلقية الشديدة 20% من الوفيات للرضع.
ما هي الأسباب التي تؤدي إلى تشوه الجنين؟
تكون كثير من الأسباب خارجة عن سيطرتنا وليس هناك ما يمكننا فعله لمنع حدوثها، وتحدث مرحلة تطور الجنين خلال الأسابيع العشرة الأولى بعد الحمل حيث تتشكل معظم الأعضاء الرئيسية للجنين خلال هذا الوقت، وعلى الرغم من الأسباب الدقيقة لبعض العيوب الخلقية التي غالباً ما تكون غير معروفة فإن التشوهات الخلقية في الحمل يمكن أن تكون بسبب التالي:
-
أسباب وراثية
قد تقوم الأم والأب بنقل التشوهات الجنينية إلى طفلهما، وتحدث هذه التشوهات بسبب حدوث طفرة أو تغيير، وفي بعض الحالات قد يكون الجين أو جزء من الجين مفقود، وتحدث هذه العيوب خلال الحمل، وغالباً لا يمكن منعها، وقد يكون هناك عيب معين موجود طوال التاريخ العائلي لأحد الوالدين أو كلاهما.
-
أسباب غير وراثية
قد يكون من الصعب أو من المستحيل تحديد أسباب بعض العيوب الخلقية، ومع ذلك فإن بعض السلوكيات تزيد بشكل كبير من خطر التشوهات الخلقية في الحمل ، وتشمل هذه: التدخين واستخدام المخدرات وشرب الكحول أثناء الحمل، وهناك عوامل أخرى مثل التعرض للمواد الكيميائية السامة أو الفيروسات.
عوامل الخطر لحدوث التشوهات الخلقية في الحمل
جميع النساء الحوامل معرَّضات لخطر ولادة طفل مصاب بعيب خَلقي، ويمكن لبعض العوامل أو الظروف الصحية أن تعرَّضك لخطر إنجاب طفل مصاب بعيب خلقي ، وتشمل هذه على سبيل المثال لا الحصر:
- البدانة.
- عمر الأم 35 عاماً أو أكثر.
- التاريخ العائلي للعيوب الخلقية أو الاضطرابات الوراثية الأخرى.
- بعض الحالات الطبية الموجودة سابقاً عند الأم مثل مرض السكري.
- تعاطي المخدرات أو شرب الكحول أو التدخين أثناء الحمل.
- الالتهابات الفيروسية أو البكتيرية غير المعالجة، بما في ذلك الأمراض المنقولة جنسياً.
- استخدام بعض الأدوية العالية الخطورة مثل الإيزوتريتينوين والليثيوم.
أنواع التشوهات الخلقية
تصنف التشوهات الخلقية في الحمل عادة على أنها عيوب هيكلية أو وظيفية أو تنموية، وتحدث العيوب الهيكلية عندما يكون جزء معين من الجسم مفقوداً أو مشوهاً، وتشمل العيوب الهيكلية الأكثر شيوعاً ما يلي:
- عيوب القلب.
- الشفة المشقوقة أو الحنك المشقوق، حيث يكون هناك فتحة أو انقسام في الشفة أو سقف الفم.
- السنسنة المشقوقة عندما لا يتطور الحبل الشوكي بشكل صحيح.
- حنف القدم عندما تشير القدم إلى الداخل بدلاً من الأمام.
- تشمل الأنواع الأكثر شيوعاً من العيوب الخلقية الوظيفية أو التنموية ما يلي:
- متلازمة داون، والتي تسبب تأخر النمو الجسدي والعقلي.
- مرض الخلايا المنجلية، ويحدث عندما تصبح خلايا الدم الحمراء مشوهة.
- التليف الكيسي، والذي يضر بالرئتين والجهاز الهضمي.
تتسبب التشوهات الخلقية الوظيفية أو التنموية في عدم عمل جزء أو نظام من الجسم بشكل صحيح، وهذه غالباً ما تسبب إعاقات في الذكاء أو النمو، وتشمل العيوب الخلقية الوظيفية أو التنموية العيوب الأيضية والمشكلات الحسية ومشكلات الجهاز العصبي. وتسبب العيوبُ الأيضية مشكلات في كيمياء جسم الطفل، والعديد من الأطفال لا تظهر عليهم أي تشوهات واضحة، ويمكن أن تظل العيوب في بعض الأحيان غير مكتشفة لعدة أشهر أو حتى سنوات بعد ولادة الطفل.
تشخيص التشوهات الخلقية في الحمل
يمكن تشخيص العديد من أنواع العيوب الخلقية أثناء الحمل ، ويمكن للطبيب استخدام الموجات فوق الصوتية قبل الولادة للمساعدة على تشخيص بعض العيوب الخلقية في الرحم، ويمكن أيضاً إجراء العديد من الفحوصات المتعمقة مثل اختبارات الحمل وبزل السائل (أخذ عينة من السائل الأمنيوسي)، ويتم إجراء هذه الاختبارات عادة للنساء اللاتي لديهن حالات حمل أكثر خطورة بسبب تاريخ العائلة أو عمر الأم المتقدم أو عوامل أخرى.
ويمكن أن تساعد اختبارات ما قبل الولادة في تحديد ما إذا كانت الأم مصابة بعدوى أو حالة أخرى ضارة بالطفل، وقد يساعد الفحص البدني أيضاً في تشخيص العيوب الخلقية بعد الولادة، ويمكن أن يساعد كذلك اختبار الدم الذي يسمى فحص حديثي الولادة الأطباء أيضاً في تشخيص بعض العيوب الخلقية بعد وقت قصير من الولادة وقبل ظهور الأعراض. ومن المهم أن تعرفي أن فحص ما قبل الولادة لا يكشف دائماً عن العيوب عند وجودها، ويمكن أيضاً لبعض الفحوصات تحديد العيوب بشكل خاطئ، ومع ذلك يمكن تشخيص معظم العيوب الخلقية بشكل مؤكد بعد الولادة.
كيف يتم علاج التشوهات الخلقية في الحمل ؟
تختلف خيارات العلاج حسب الحالة ومستوى الخطورة، ويمكن تصحيح بعض العيوب الخلقية قبل الولادة أو بعدها بفترة قصيرة، ومع ذلك بعض العيوب الخلقية قد تؤثر على الطفل لبقية حياته، ويمكن أن تكون العيوب خفيفة ولا تؤثر على نوعية الحياة بشكل عام، ويمكن للعيوب الخلقية الشديدة مثل الشلل الدماغي أو السنسنة المشقوقة أن تسبب إعاقة طويلة الأمد، أو حتى الموت. يمكنك التحدث مع طبيبك حول خيارات العلاج المناسبة، وتشمل خيارات العلاج ما يلي:
-
الأدوية: يمكن استخدام الأدوية لعلاج بعض العيوب الخلقية أو لتقليل خطر حدوث مضاعفات بسبب عيوب معينة، ففي بعض الحالات يمكن وصف دواء للأم للمساعدة في تصحيح الخلل قبل الولادة.
- العمليات الجراحية: يمكن للجراحة إصلاح بعض العيوب أو تخفيف الأعراض الضارة، وقد يخضع بعض الأطفال الذين يعانون من عيوب خلقية جسدية مثل الشفة المشقوقة لجراحة تجميلية إما لفوائد صحية أو تجميلية، وسيحتاج العديد من الأطفال الذين يعانون من عيوب في القلب إلى إجراء عملية جراحية أيضاً.
- الرعاية المنزلية: قد يطلب من الوالدين اتباع تعليمات محددة للتغذية والاستحمام ومراقبة الرضيع المصاب بعيب خلقي.
كيف أحافظ على جنيني من التشوهات؟
غالباً لا يمكن منع حدوث العديد من العيوب الخلقية، ولكن هناك بعض الطرق لتقليل خطر إنجاب طفل مصاب بعيب خلقي، فيجب على النساء اللاتي يخططن للحمل أن يبدأن بتناول مكملات حمض الفوليك قبل الحمل، وينبغي أيضاً تناول هذه المكملات طوال فترة الحمل، إذ يمكن أن يساعد حمض الفوليك في منع عيوب العمود الفقري والدماغ، ويوصى أيضاً بالفيتامينات ما قبل الولادة أثناء الحمل.
ويجب على النساء تجنب الكحول والمخدرات والتبغ أثناء الحمل وبعده، وعليهن أيضاً توخي الحذر عند تناول بعض الأدوية، كما أن بعض الأدوية التي تعتبر آمنة أثناء الحمل يمكن أيضاً أن تسبب تشوهات خلقية خطيرة، لذا أخبري طبيبك عن أي أدوية قد تناولتِها، بما في ذلك المكملات الغذائية والأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية.
معظم اللقاحات آمنة أثناء الحمل، ويمكن كذلك لبعض اللقاحات أن تساعد في منع العيوب الخلقية، وهناك خطر نظري لإلحاق الضرر بالجنين خلال نموه مع بعض لقاحات الفيروسات الحية، لذلك لا ينبغي إعطاء هذه الأنواع أثناء الحمل، ويجب عليكِ أن تسألي طبيبك عن اللقاحات الضرورية والآمنة.
ويساعد الحفاظ على وزن صحي أيضاً على تقليل خطر حدوث مضاعفات أثناء الحمل ، ويجب على النساء اللاتي يعانين من أمراض موجودة سابقاً مثل مرض السكري أن يقمن بإدارة صحتهن والحفاظ على وضعهن مستقر، وإذا كان حملك عالي الخطورة فيمكن أن يقوم طبيبك بإجراء فحص إضافي قبل الولادة لتحديد العيوب، وقد يتمكن الطبيب من علاجها قبل ولادة الطفل.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
كيف أعرف أن جنيني لا يعاني من تشوهات؟
خلال فترة الحمل؛ يمكنك إجراء اختبارات فحص للعيوب الخلقية والحالات الوراثية باستخدام الموجات فوق الصوتية أو اختبارات الدم، وإذا أظهر اختبار الفحص شيئاً غير طبيعي فسيوصي الطبيب بإجراء اختبار تشخيصي.
في أي شهر تظهر تشوهات الجنين؟
يمكن أن تختلف العيوب الخلقية من خفيفة إلى شديدة، وتعتمد هذه العيوب على متوسط العمر الذي يحدث فيه التشوه وعلى جزء الجسم المتأثر وكيفية تأثره، ويمكن أن تحدث العيوب الخلقية في أي مرحلة من مراحل الحمل، وتحدث معظم العيوب الخلقية في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل عندما تتشكل أعضاء الطفل.
هل يظهر تشوه الجنين في السونار؟
الموجات فوق الصوتية من الأدوات الأكثر شيوعاً المستخدمة للكشف عن العيوب الخلقية، ويتم إجراء السونار عادة عندما تكون الأم حاملًا في الفترة من 18 إلى 20 أسبوعاً، ويمكن إجراؤها كذلك قبل ذلك.
نصيحة من موقع صحتك
التشوهات الخلقية في الحمل من الأخبار غير السارة التي لا يرغب الوالدين في سماعها، ولا يمكننا منع معظم العيوب الخلقية، ولكن يمكن اتخاذ خطوات قبل وأثناء الحمل لتقليل خطر الإصابة بالعيوب الخلقية، فإذا كنتِ قلقة حول التشوهات الخلقية التي قد تصيب الجنين أو إذا كان لديك طفل مصاب بعيب خلقي ننصحك باستشارة الطبيب، لأنه يقدّر التحديات التي تواجهها الأمهات في تربية طفل مصاب بعيب خلقي، وسوف يشاركك بالمعلومات حول الفحوصات والأدوية وغيرها من الطرق لمساعدة طفلك على تحقيق إمكاناته وتحسين جودة حياته.