ألعاب للرضع وألعاب لحديثي الولادة.. قد تبحث بعض الأمهات الجدد عن ألعاب لأطفالهن الذين لا تزيد أعمارهم عن شهر واحد، والتي تناسب عمر الطفل وتطورات نموه الحركية والحسية، إذ إن الأوقات التي يقوم فيها الوالدان باللعب مع أطفالهم الصغار من أمتع اللحظات بالنسبة للطفل والأم والأب، كما يعد اللعب ذا أهمية كبرى بالنسبة لتطور نمو الطفل العقلي والجسدي، وكذلك لتقوية الرابطة بين الطفل والأم أو الأب، ولا يقتصر اللعب على الأطفال بعمر عدة أشهر فحسب، إذ يمكن ممارسة الألعاب مع الرضع منذ لحظة الولادة، وذلك ما تتناوله هذه المقالة من ألعاب بسيطة للأطفال الرضع خلال الأسابيع الأربعة الأولى من العمر.
ألعاب للرضع خلال الشهر الأول من العمر
يعد اللعب عنصراً مهماً وأساسياً في تنمية طفولة صحية للرضيع واختبار التغيرات التي تحدث مع الوقت عند نموهم مثل الرؤية والتحكم الحركي والتواصل وغيرها، وقد يكون من الصعب خلق تجارب لعب جذابة ومفيدة لتطوير الطفل في هذا العمر المبكر للرضع، لكن فيما يلي نعرض لكم ألعاب للرضع بأفكار بسيطة وسهلة:
الأسبوع الأول
في هذا العمر يستطيع الطفل الرضيع رؤية مسافة 20-40 سم، وهو ما يكفي لرؤية وجهك أثناء الحضن والرضاعة، ويستطيع الطفل أيضاً في الأسبوع الأول التعرف على صوتك لأنه ربما يعرف صوتك منذ كان جنيناً نامياً في الرحم، وبناء عليه؛ نقدم لك ألعابًا للرضع تناسب قدراتهم.
-
دمى الأصابع
تتم ممارسة تلك اللعبة عبر ارتداء دمية صغيرة -والتي يمكن الحصول عليها عبر شرائها أو حياكتها بالمنزل- بإصبع السبابة بكل يد، ثم يتم تقريب دمى الأصابع ببطء من وجه الرضيع لتصبح على مسافة 20-40 سم، وعندما تقوم أعين الطفل بالتركيز على الدمى، يمكن تحريك الأصابع ببطء والتكلم باسم الدمية لإجراء محادثة مع الطفل.
تكمن أهمية تلك اللعبة البسيطة من ألعاب للرضع في أنها تساعد في نمو الرؤية لدى الطفل، إذ إن حديثي الولادة لا يمكنهم رؤية الأشياء البعيدة عنهم، إذ يمكنهم الرؤية في مدى 20-40 سم فقط، لذا فإن تقريب الدمى الصغيرة من وجوههم يساعدهم على تحسين رؤيتهم، وبجانب هذا، فإن حديث الدمى يساعد الرضيع على التفاعل بشكل أفضل.
-
لعبة الوجوه
لا تتطلب تلك اللعبة السهلة سوى النظر إلى الرضيع حتى يقوم بالتركيز على وجه الأم أو الأب ثم تغيير تعبيرات الوجه لإبراز مشاعر مختلفة، إذ يمكن البدء بالتبسم للرضيع، ثم إبداء تعبير الاندهاش بالوجه، ثم إخراج اللسان خارج الفم، وهكذا، ثم يتم تكرار تلك التعبيرات مرة بعد أخرى مع التوقف لبرهة لملاحظة رد فعل الطفل. تساعد تلك اللعبة الرضع في أسبوعهم الأول على تطوير رؤيتهم وقدرتهم على التعرف على الوجوه؛ وقد بينت الدراسات أن الأطفال مفطورون على التركيز على الوجوه، خاصة وجهي الأم والأب، ما يساعد على تقوية الرابطة مع الوالدين مبكراً.
الأسبوع الثاني
في الأسبوع الثاني من عمر الرضيع تتطور شبكية العين وتتسع حدقة العين لديه، فيمكنه رؤية المجالات والأنماط الداكنة والفاتحة، وقد تبدأ الأشكال الكبيرة والألوان الزاهية في جذب انتباههم، وقد يبدأ الطفل أيضاً في التركيز على شيء ما أمامه مباشرة، وبناء عليه إليكم ألعاب للرضع :
-
لعبة اللمس
يمكن ممارسة تلك اللعبة عبر إحضار أشياء مختلفة ذات ملمس ناعم، مثل وشاح حريري، وريشة ناعمة، وقطعة من القماش المخملي، وقطعة من الفراء الناعم، وهكذا، ثم القيام باستخدام تلك الأشياء للمس بطن الطفل بكل منها على حدة، مع وصف ذاك الملمس للطفل، ويحتاج الرضع بعمر مبكر إلى تطوير حواسهم الخمس ومن بينها اللمس، إذ يقومون بمحاولة لمس أو إمساك كافة الأشياء التي تقع في محيطهم، لذا فإن هذه اللعبة تساعد الرضيع على تطوير قدرات اللمس لديه بجانب التنسيق بين العين واليد وإذكاء حس الفضول والاكتشاف.
-
التدليك البسيط
يمكن للتدليك أو المساج البسيط أن يكون نشاطاً محبباً للطفل من الأسبوع الثاني، ويتم القيام بالتدليك في غرفة دافئة، ووضع قليل من زيت التدليك في اليدين وتدفئتهما، ثم البدء بتدليك أرجل الرضيع برفق شديد، خاصة الساقين عدة مرات، ثم الانتقال بهدوء إلى الصدر والبطن ثم اليدين، مع النقر اللطيف بالأصابع في صورة دوائر، وفي حال أظهر الطفل عدم رغبته في التدليك يتم إيقافه واحتضان الرضيع حتى يهدأ، ويقوم التدليك البسيط بتطوير اللمس لدى الرضيع، ويساعد في نمو إدراكه الحسي للعالم الخارجي.
الأسبوع الثالث
في الأسبوع الثالث من عمر الطفل يجب أن يكون قادراً على رفع الرأس لبضع ثوانٍ، وربما تحريكه من جانب إلى آخر، وفي هذا العمر ينبهر الرضيع بالأنماط العالية التباين، فيمكن استخدام كتاب أو لعبة ذات لون أبيض أو أسود أو أحمر لجذب انتباهه، وفيما يلي ألعاب للرضع بأفكار مختلفة:
-
المحادثة السعيدة
يبدأ الأطفال في اكتشاف قدراتهم على إصدار الأصوات المختلفة مبكراً، الأمر الذي يمكن استغلاله في اللعب معهم، إذ يمكن إجراء محادثة مع الطفل باستخدام مفرداته من الأصوات التي يمكنه القيام بها مثل: "عااااااااا أو غغغغغغغغ أو ببببببب، أو تحريك اللسان مع فتح الفم، أو نفخ الهواء من الفم بأشكال مختلفة، أو إصدار أصوات من الشفتين كالتقبيل وهكذا"، مع إعطاء الفرصة للطفل للاستجابة ليصبح الأمر محادثة سعيدة بين الطفل والأم أو الأب.
وعلى الرغم من أن قيام الطفل بنطق كلمته الأولى يستغرق الكثير من الوقت، فإنه يبدأ في إدراك الحديث واللغة مبكراً للغاية، لذا فإن تلك اللعبة تساعد الطفل على إدراك مفهوم التواصل، ودور الأصوات في إجراء محادثة، كما تقوم بتنمية مهاراته اللفظية.
-
رقصة الديناصور
يمكن ممارسة تلك اللعبة السهلة عبر ضم أصابع اليد نحو الإصبع الأوسط لتشكيل ما يشبه رأس الديناصور، وتقريب ذلك الديناصور من وجه الطفل حتى يراه، ثم القيام بتحريكه على جسم الرضيع من أقدامه عبر بطنه، ثم وجهه، مع الدغدغة برفق في كل مكان، وبمرور الوقت سيدرك الطفل العلاقة بين حركة الديناصور والدغدغة؛ ما يجعله ينتظرها بشغف واضح، وتكمن أهمية تلك اللعبة السهلة في أنها تعلم الطفل مبدأ السببية، والعلاقة بين السبب والنتيجة، الأمر الذي له أهمية كبيرة في نموه العقلي، بالإضافة إلى هذا؛ فإنها تساهم في تطوير حاسة اللمس والإدراك الحسي للرضيع.
الأسبوع الرابع
في الأسبوع الرابع تصبح حاسة السمع لدى الرضيع ناضجة، لذا سيحب الاستماع إليك وأنت تغني أو تتحدث معه، وغالباً ما يتجه نحو صوتك، حتى أنه قد يبدأ بإصدار الأصوات بنفسه، ويمكن للطفل في هذا العمر الاستلقاء على البطن ورفع رأسه قليلاً، ويمكنه تحريك رأسه أيضاً إلى الجانب الآخر، وفيما يلي ألعاب للرضع يمكن تنفيذها على عمر الشهر.
-
الحديث الهامس
باستخدام أسطوانة من الورق المقوى -كتلك الموجودة ببكرة المناديل– يمكن اللعب مع الرضيع لتنمية سمعه، إذ يمكن تقريب طرف الأسطوانة من إحدى أذني الطفل، والتحدث بصوت هامس من طرفها الآخر بكلمات بسيطة مثل "أحبك، أو مناداة الرضيع باسمه"، ثم يتم تحريك الأسطوانة، ووضع طرفها بالقرب من الأذن الأخرى للطفل وتكرار الأمر.
تعمل تلك اللعبة على تنمية حاسة السمع لدى الطفل وإدراكه لسماع الأصوات عبر الأذنين، كما أنها تلعب دوراً في تنمية قدرات الطفل اللغوية لمساعدته على الحديث فيما بعد عبر السمع والإنصات.
-
العطور الساحرة
لا يتطلب الأمر سوى إحضار أشياء ذات روائح طبيعية – يحبذ الابتعاد عن الروائح الصناعية والنفاذة – مثل عود من القرفة، أو ثمرة برتقال، أو غصن الخزامى (اللافندر)، ثم القيام بتمريرها بالقرب من أنف الرضيع، ومشاهدة ردة الفعل التي يظهرها تعبير وجهه.
وينصح بتكرار تلك اللعبة كل عدة أسابيع لملاحظة تغير ردة فعل الرضيع مع نموه، ويتميز الطفل الحديث الولادة بأنف حساسة للروائح، إذ تشير الدراسات إلى أن الرضيع يمكنه معرفة وتمييز رائحة حليب الأم منذ الأسبوع الأول من العمر، لذلك تلعب هذه اللعبة دوراً في تنمية حاسة الشم لدى الطفل، وتنمية قدراته للتعرف على الروائح المختلفة.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
متى يبدأ الرضيع باللعب بالألعاب؟
يبدأ الرضيع في إظهار الاهتمام بالألعاب في عمر 3-6 أشهر، مثل دحرجة الكرة وضرب مكعبات البناء أو احتضان الدمية، وفي حلول عمر 9 أشهر سيكون قد حدد لعبته المفضلة ويبدأ بالبحث عن ألعابه التي نقوم بإخفائها عنه.
كيف ألعب مع طفلي الحديث الولادة؟
هناك ألعاب للرضع تعتمد على الأبوين وليس على شراء ألعاب خاصة، إذ لا يستطيع الطفل في عمر مبكر الإمساك بالأشياء أو الركض خلف الألعاب المتحركة، فيمكن اللعب مع طفلك من خلال التبسّم له ودغدغته، أو الغناء له وسماع الموسيقى وتقليد الأصوات التي يصدرها، وهز الخشخيشة لجذب انتباهه، ويمكن وضعه مستلقياً على بطنه بعض الوقت للمساعدة في تقوية رقبته وعضلات ظهره.
متى يستطيع الأطفال الصغار اللعب؟
يمكن البدء باللعب مع الطفل الحديث الولادة منذ اليوم الأول بعد عودتك من المستشفى إلى البيت مباشرة، واللعب يكون عبارة عن أي تفاعل يجريه طفلك معك ومع العالم من حوله.
نصيحة من موقع صحتك
على الرغم من أن الرضيع قد لا يستطيع فعل الكثير بمفرده أو ممارسة الألعاب المختلفة بسبب محدودية حركته وقدراته ومعدل تطور حواسه، خاصة في الشهر الأول من العمر، فإنه يشعر بالسعادة في كل لحظة يقضيها مع والديه، حتى اللحظات التي تتشاركها معه في عرض الألعاب والرسومات والألوان المختلفة، وإن التحدث إليه والغناء له يمكن أن يساهم في تطوير حواس الطفل وزيادة إدراكه، وليس عليك اقتناء الألعاب والأدوات الباهظة لتلعب مع طفلك، يكفي وجودك أنت لتحظي بوقت ممتع لكلاكما، لذا ننصحك بقضاء بعض الوقت مع طفلك الصغير يومياً لزيادة الرابطة العاطفية بينكما، ومشاركة طفلك في عالمه الصغير.