وفي النهاية، يعاني المصابون من مشكلة عند النهوض من وضعية الجلوس أو صعود السلالم أو رفع الأشياء أو أي أعمال أخرى. ومع تقدم المرض، تتأثر العضلات غير القريبة من جذع الجسم.
ويتطور التهاب العضلات بشكل تدريجي بمرور الوقت، ونادرًا ما يصيب الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا. وهو أكثر شيوعًا عند النساء من الرجال. وبالرغم من عدم توفر دواء لهذا المرض حتى الآن، إلا أن طرق العلاج التي تتنوع بين الأدوية والعلاج الطبيعي من شأنها تحسين قوة العضلات ووظيفتها.
سبب الإصابة بـ التهاب العضلات المتعددة
لا يزال السبب المحدد المسؤول عن حدوث التهاب العضلات المتعددة مجهولاً، ولكن المرض يحمل العديد من خصائص اضطرابات المناعة الذاتية والتي يهاجم فيها الجهاز المناعي أنسجة الجسم بالخطأ.
مضاعفات التهاب العضلات المتعددة
- إذا تعرضت عضلات المريء للإصابة، فقد تعاني من مشكلات بالبلع، مثل صعوبة البلع، مما قد يسفر عنه فقدان الوزن وسوء التغذية.
- قد تؤدي صعوبة البلع أيضًا إلى استنشاق الطعام أو السوائل، بما فيها اللعاب، ودخولها إلى الرئة (الشفط) مما قد يؤدي إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي.
- إذا أصاب المرض عضلات الصدر، فقد تعاني من مشكلات بالتنفس مثل ضيق التنفس، أو فشل تنفسي في الحالات الحادة.
- في مرحلة متأخرة من المرض، تحديدًا إذا طالت فترة الإصابة بالمرض، يمكن أن يترسب الكالسيوم في العضلات والجلد والأنسجة الضامة (داء التكلس).
حالات مرضية يرتبط حدوثها بالتهاب العضلات المتعددة
غالبًا ما تصاحب التهاب العضلات المتعددة أمراض أخرى، لا تُعد من مضاعفاته، ولكن قد تتسبب في حدوث مضاعفات إضافية ناتجة عنها بمفردها أو بالاجتماع مع أعراض التهاب العضلات المتعددة. وتتضمن هذه الحالات المصاحبة ما يلي:
- ظاهرة رينود، وهي حالة مرضية تصبح فيها أصابع اليدين والقدمين والخدود والأنف والأذنان شاحبة في أول الأمر عند التعرّض لدرجات الحرارة الباردة.
- أمراض أخرى تصيب النسيج الضام، مثل الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي وتصلب الجلد ومتلازمة سجوجرن.
- أمراض القلب والأوعية الدموية، فقد يتسبب التهاب العضلات المتعددة في التهاب الجدران العضلية للقلب (التهاب عضلة القلب). وفي عدد محدود من المرضى المصابين بالتهاب العضلات المتعددة قد يصاب المريض بفشل القلب الاحتقاني واضطراب نبض القلب.
- الإصابة بمرض الرئة الخلالي، وهو مجموعة من الاضطرابات التي تؤدي لحدوث جروح بأنسجة الرئة (تليف) مما يجعل الرئة متيبّسة وغير مرنة. وتتضمن العلامات والأعراض السعال الجاف وضيق التنفس.
تشخيص وعلاج التهاب العضلات المتعددة
إذا اشتبه الطبيب في إصابتك بالتهاب العضلات المتعددة فقد يقترح عليك إجراء بعض الاختبارات التالية:
- اختبارات الدم، لمعرفة إذا ما كنت تعاني من ارتفاع مستويات إنزيمات العضلات مثل كيناز الكرياتين وألدولاز؛ حيث إن ارتفاع مستويات كياز الكرياتين وألدولاز قد يدل على وجود تلف بالعضلات.
- تخطيط كهربائية العضل، لقياس النشاط الكهربي للعضلة أثناء شدها أو ترخيتها، ويمكن لتغييرات نمط النشاط الكهربي أن تؤكد وجود داء بالعضلة أو لا.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، لتقييم الالتهاب عبر مساحة عضلية كبيرة.
- الخزعة العضلية، وفي حالة التهاب العضلات المتعددة، عادة ما تظهر الخزعة وجود التهاب وخلايا عضلية ميتة وضمور ألياف العضلات وتجديدها.
وبالنسبة لعلاج مرض التهاب العضلات المتعددة..
بالرغم من عدم توفر دواء يشفي من مرض التهاب العضلات المتعددة، إلا أن تلقي العلاج من شأنه أن يحسِّن قوة العضلات ووظيفتها. وكلما بدأ العلاج مبكرًا في مرض التهاب العضلات المتعددة، كان أكثر فاعلية؛ مما يؤدي إلى حدوث مضاعفات أقل.
ومع ذلك، شأنه مثل العديد من الحالات المرضية، لا ينحصر العلاج في نهج واحد مثالي؛ حيث سيضع الطبيب إستراتيجية العلاج بناءً على الأعراض التي تعاني منها ومدى استجابتها للعلاج.
1. الأدوية، مثل: الستيرويدات القشرية، مثل بريدنيزون والتي تكون ذات فعالية كبيرة في السيطرة على أعراض التهاب العضلات المتعددة، ولكن مع الاستخدام الطويل لهذه الأدوية، قد تحدث آثار جانبية خطيرة وواسعة النطاق، ولذلك قد يقلل الطبيب جرعات الدواء تدريجيًا حتى يبلغ مستويات أقل.
ومن أشهر الأدوية التي يتم استخدامها لعلاج التهاب العضلات المتعددة هو الأزاثيوبرين (أزاسان، إميوران)، وميثوتريكسات (تريكسال). وإذا فشل العلاج الأولي في السيطرة على أعراض التهاب العضلات المتعددة، فقد يستخدم ريتوكسيماب (ريتوكسان).
2. العلاج الفيزيائي، للمحافظة على قوتك ومرونتك وتحسينهما، وينصحك بممارسة أنشطة ذات مستوى ملائم لك.
3. علاج النطق، إذا تسبب التهاب العضلات المتعددة في ضعف عضلات البلع، فقد يساعدك علاج النطق على معرفة كيفية تعويض هذه التغييرات.
4. عندما يصبح من الصعب المضغ والبلع في مرحلة متأخرة من الإصابة بالتهاب العضلات المتعددة، يمكن أن يعلمك اختصاصي التغذية كيفية إعداد الأطعمة السهلة التناول.
5. يُعد الجلوبلين المناعي الوريدي (IVIg) أحد منتجات الدم المنقاة التي تحتوي على أجسام مضادة صحية مأخوذة من آلاف المتبرعين بالدم.
ويمكن لهذه الأجسام المضادة الصحية أن تعيق الأجسام المضادة الضارة التي تهاجم العضلات في حالة الإصابة بالتهاب العضلات المتعددة. إلا أن علاج الجلوبلين المناعي الوريدي، الذي يحصل عليه المريض بالحقن عبر الوريد، باهظ التكلفة ويحتاج إلى تكراره بانتظام ليستمر تأثيره.
* المصادر
What is polymyositis?
Polymyositis
What causes polymyositis?