لا شك بأن الوخز في الرأس يثير لدى المصابين به نوعاً من التوجس المشحون بالقلق والتوتر، ولكن لا خوف منه، فهو غالباً ما يكون عابر سبيل، لا يَدُلّ وجوده على أي مرض، وفي المقابل، إذا جاء الزائر العتيد كضيف ثقيل فوقتها لا بد من أخذه على محمل الجد، لأنه يمكن أن يكون ناطقاً رسمياً لطارئ صحي يجب الكشف عن ملابساته.
نغزات في الرأس تعرف على أسبابها
فهم الأعراض يمكن أن يساعد الشخص على فهم السبب وراء نغزات الرأس، ويمكن التعرف على سبب نغزات الرأس حسب موضع النغزات، مثل وجود نغزات في الرأس من فوق، أو نغزات في الرأس من الخلف وغيرها، وإذا استمر الوخز يجب عليك استشارة الطبيب للحصول على تشخيص مناسب، وقد تشمل الأسباب المحتملة لوخز الرأس ما يلي:
نقص أو فرط التهوية
عندما يتنفس الإنسان ببطء وسطحية شديدة (نقص التهوية)، فإنه قد لا يأخذ ما يكفيه من غاز الأوكسجين، ما يؤدي إلى تدني الأوكسجين، وإلى ارتفاع مستوى غاز ثاني أوكسيد الكربون في الدم، فيعاني الشخص من وخز في كل أنحاء الجسم، بما في ذلك الرأس، وعلى العكس من ذلك فإن فرط التنفس الشديد (فرط التهوية) يقود إلى انخفاض مستوى غاز ثاني أوكسيد الكربون، الأمر الذي يمكن أن يسبب حدوث الوخز في الرأس.
القلق
يمكن أن يؤدي القلق في بعض الأحيان إلى وخز الرأس، إذْ تعمل بعض المواقف العصبية على تنشيط إفراز هرمونات الغضب بالدورة الدموية (مثل الأدرينالين)، فيتجه الدم إلى مناطق أخرى في الجسم تكون في أمس الحاجة إليه، ما يؤدي للإحساس بوخز في الرأس، أو نقص في الإحساس في أماكن أخرى من الجسم.
الصداع النصفي وأنواع أخرى من الصداع
قد يُحْدِث الصداع النصفي الذي يضرب أحد جانبَي الجمجمة تغَيُّرات في تدفق الدم، وتفيرات في الضغط داخل القحف قد تكون مصدراً لوخز الرأس، وقد تسبق نوبة الصداع النصفي معاناة المصاب من عوارض حسية أيضاً؛ منها الوخز، خصوصاً في الوجه، وهناك أنواع أخرى من الصداع قد تُطلِق العنان للوخز في الرأس، مثل الصداع العنقودي، وصداع فرط ضغط الدم، وصداع العين.
تصلّب شرايين الرقبة
يؤدي هذا إلى نقص تدفق الدم إلى بعض مناطق الدماغ، وإلى تشنجات عضلية تترافق في أكثر الأحيان مع وخز الرأس، إذْ يحدث تضيق في واحد أو أكثر من شرايين الرقبة المسؤولة عن نقل الدم والأكسجين إلى الدماغ، ويمكن أن يتسبب في مضاعفات خطيرة على الدماغ، مثل السكتة الدماغية.
إصابات الرأس
يمكن أن تُلحِق الإصابات والرضوض التي تنال من قاعدة الجمجمة الضررَ بالأعصاب الدماغية؛ ما يؤدي إلى الشكوى من عوارض، مثل شلل عضلات الوجه، أو التنميل، أو الوخز في الرأس.
إصابات النخاع الشوكي
حدوث إصابات النخاع الشوكي نتيجة حوادث عَرَضية أو إصابات مَرَضية يؤدي إلى حدوث تلف في النخاع الشوكي نتيجة إصابة العمود الفقري، لذا يمكن أن تُشعِل فتيلَ الوخز في الرأس.
التهابات الجيوب الأنفية
الجيوب الأنفية هي عبارة عن تجاويف تقع خلف الأنف والخدَّين والجبهة، يؤدي تَعَرُّض هذه الجيوب إلى الالتهابات مثل نزلات البرد والإنفلونزا والعدوى الجرثومية إلى انتفاخها، وهذا ما يُحدِث ضغطاً على الأعصاب القريبة، مما يؤدي إلى الإصابة بوخز الرأس.
داء السكري
قد يؤدي ارتفاع السكر عند المرضى غير المعالَجين، وحتى مرضى السكري الكبار في السن، إلى التعرُّض لحدوث تلف في الأعصاب القحفي، ويمكن أن يُطلِق العنان لحدوث الوخز في الرأس والوجه.
التصلب المتعدد
التصلب المتعدد هو اضطراب يهاجم فيه الجهازُ المناعي للجسم الغلافَ الواقي للخلايا العصبية في الدماغ والعصب البصري والحبل النخاعي، ويترافق هذا المرض مع تبدلات تنكسية تَترُك بصماتها على الجهاز العصبي المركزي، فيكون الوخز والخدر من الأعراض الشائعة في هذا المرض العصبي الصعب.
الصَّرَع
الصرع عبارة عن اضطراب عصبي ناجم عن وجود خلل في نقل الإشارات الكهربائية في الدماغ، ويتسبب في حدوث نوبات تشنجية اختلاجية جزئية وكلية، ويمكن للنوبات الجزئية البسيطة أن تتلازم مع حدوث الوخز في الرأس والأطراف.
الالتهابات التي تسبب تلف الأعصاب
يمكن أن تؤثّر الالتهابات البكتيرية والفيروسية على أعصاب الجمجمة، ما يؤدي إلى حدوث وخز وتنميل في الرأس والوجه والعنق، ومن بين تلك الالتهابات: التهاب الكبد سي، ومرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، ومرض لايم، و داء الهِرْبِس، والتهاب الدماغ.
أمراض المناعة الذاتية
وفيها يُفرِز الجهاز المناعي موادَّ وخلايا مناعية تهاجم أنسجة الجسم نفسه، وفي بعض الحالات قد لا تسلم أعصاب المخ من شرّ هذا الهجوم، ما يؤدي إلى الوخز في الرأس والوجه، ومن الأمراض التي تقف خلف ذلك: مرض الوهن العضلي الوخيم، ومتلازمة غيلان ـ باريه، والذئبة الحمامية، والتهاب المفاصل الروماتويدي، ومتلازمة سجوغرن.
الأدوية والمخدرات والتبغ وسوء استعمال الكحول
قد تؤدي بعض الأدوية إلى آثار جانبية، ومن بينها وخز الرأس، بالإضافة إلى أن الاستهلاك الشَّرِه للتبغ والكحوليات يمكن أن يؤثّر على أعصاب الجهاز المركزي، مسبباً الشعور بوخز في الرأس.
أمراض عصبية استحالية
هناك أيضًا بعض الأمراض العصبية المزمنة والتي لا تحتمل الشفاء منها بشكل نهائي، وإنما يتم التعامل مع الأعراض قدر المستطاع لمنع تفاقم المرض مثل ألزهايمر وداء باركنسون، إذ قد يَنتُج عن هذه الأمراض حصول آفات أو ضياع خلايا عصبية يمكن أن تسبب وخز الرأس.
أسباب أخرى
مثل ارتفاع الضغط الشرياني، وقصور نشاط الغدة الدرقية، وأوضاع الجسم السيئة، والسكتة الدماغية، أو نقص التروية الدماغي العابر، وأورام الدماغ، ونقص الفيتامين ب 12، واضطرابات في كهربائية الدماغ، والتعب، وزيادة نسبة الكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم في الدم، والحساسية تجاه بعض الأغذية.
كيف يمكن علاج وخز الرأس؟
ذكَرنا أن وخز الرأس قد يكون مؤقتاً، وسرعان ما يذهب من تلقاء ذاته، أما إذا ظل رابضاً في مكانه؛ فإن التوصل إلى السبب يمثّل نقطة البداية للتخلص منه، وقد تساعد العلاجات المنزلية، وتغيير نمط الحياة، وإجراء بعض التغييرات في السلوكيات اليومية في التخفيف من وطأة الوخز، وتعمل تلك العلاجات على:
- الحصول على مزيد من النوم.
- التخلص من الوضعيات السيئة للجسم في الوقوف والجلوس والنوم.
- تفادي الإجهاد والتعب والسهر الطويل.
- هجر المشروبات الروحية كلياً.
- التغذية الجيدة والمتوازنة.
- تجنب الضغوط اليومية والشدة النفسية.
- ممارسة تمارين الاسترخاء واليوغا.
- ممارسة النشاط الرياضي.
متى أذهب للطبيب؟
إذا لم تنفع التدابير المنزلية في وضع حدّ للوخز، فإن أخذ موعد مع الطبيب يصبح أمراً مفيدًا لاستشارته بشأن الأعراض وتقييمها من أجل تحديد مصدر وخز الرأس وتحديد مكان وخز الرأس، والتي قد يعبر عنها المريض بعبارة نغزات في الرأس من فوق أو من الخلف أو اليمين أو اليسار، ومَن يَدري، فقد تكون هناك حالة مَرَضية تحتاج إلى علاج طبي قد يسمح بضرب عصفورَين بحجر واحد، أي التخلص من المرض، ومن الوخز في الرأس في آن معاً، وتوصي التعليمات الصادرة عن معهد الصداع الوطني الأميركي بالتماس العناية الطبية في الحالات الآتية:
- إذا أصبح الوخز أكثر تواترًا.
- إذا تغيرت شدة وحدة الأعراض نحو الأسوأ.
- إذا ترافق مع ألم شديد.
- إذا تزامن مع صداع قوي في الرأس.
- إذا استمر إلى فترة أطول من المعتاد.
- إذا كان حديث العهد.
وقتها سيقوم الأطباء بإجراء مجموعة متنوعة من الفحوصات، وربما أخذ خزعة من الأعصاب من أجل رصد السبب الذي يؤدي إلى اندلاع الوخز، وبالتالي العثور على العلاج الأمثل.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
متى تكون نغزات الرأس خطيرة؟
يمكن أن تكون نغزات الرأس خطيرة ويجب استشارة الطبيب إذا استمرت هذه الوخزات لأكثر من 3 أيام دون سبب واضح لحدوثها، وإذا ظهر وخز الرأس مع أعراض أخرى مصاحبة له مثل وجود وخز في أجزاء أخرى من الجسم، وشلل الوجه الجزئي أو الكلي، والصداع الشديد والمفاجئ.
هل القولون يسبب وخزًا في الرأس؟
عند حدوث انتفاخ وامتلاء للقولون وحدوث الإمساك واحتباس الغازات قد يسبب ذلك الصداع والدوخة، واللذين بدورهما قد يسببان الشعور بالنغزات في الرأس أو التنميل.
ما سبب الوخز في الرأس من الجهة اليمنى؟
قد تسبب بعض الحالات الوخز على جانب واحد من الرأس، وقد تشمل مناطق مختلفة من الرأس، ومنها حدوث نغزات في الرأس جهة اليمين، ويمكن أن يحدث ذلك بسبب إحدى الحالات التالية، مثل شلل بيل، والالتهابات التي تؤثر على العصب الوجهي، والصداع النصفي، والتوتر أو القلق.
ما سبب حدوث نغزات في الرأس من فوق؟
يمكن أن تحدث نغزات في الرأس من فوق لأسباب عديدة، بما في ذلك القلق وتناول بعض الأدوية والصداع النصفي وضغط الأعصاب وحساسية الجلد والعديد من الحالات الصحية الأخرى.
نصيحة من موقع صحتك
بعض الحالات التي تؤثر على الأعصاب قد تتسبب بحدوث نغزات في الرأس أو الوجه، ويمكن أن تشمل هذه الحالات الالتهابات والسكري ومرض التصلب العصبي المتعدد والألم العصبي القذالي وألم العصب الثلاثي التوائم، ويمكن أن تشمل الأسباب الأخرى القلق والصداع النصفي وإصابات الرأس والنوبات الصرعية وحالات المناعة الذاتية، كما يمكن أن يكون وخز الرأس أثرًا أو عرَضًا جانبيًا لبعض الأدوية، وننصح في حال كانت هذه النغزات مستمرة أو مزمنة ودون وجود سبب واضح لها باستشارة الطبيب المختص للحصول على تشخيص واضح.
