أين تنتشر الأمراض النفسية الجسدية ؟
تنتشر الأمراض النفسية الجسدية في بعض المجتمعات التي يكون فيها التعبير عن الألم النفسي أو المشاعر النفسية الحقيقية غير مقبول، وقد تحدث لدى الأشخاص الذين لديهم صعوبة في التعبير عن حالتهم مهما كانت صعبة ومأساوية، فيلجؤون بذلك للتعبير الباطني عن حزنهم الذي يتفشى بالجسد على هيئة أعراض مرَضية جسدية، علماً أن المشكلة بشكل أساسي نفسية وليست جسدية.
ما هي أنواع الأمراض النفسية الجسدية (الاضطرابات النفسية الجسدية)؟
تُناقش الدراسات الحديثة حقيقة الإصابة بالأمراض بسبب الضغط النفسي والتوتر فقط، وذلك لأن أكثر الأمراض تأتي من خلال العديد من العوامل مشتركةً في آنٍ واحد، فقد كان معروفاً منذ زمن أن التوتر والضغط يسببان مرض السل وقرحة المعدة، أما الدراسات الحديثة فقد أثبتت أن سبب مرض السل هي بكتيرية، وأما قرحة المعدة فهي نتيجة عدوى، لكن العلماء أثبتوا أن هناك أمراضًا تزداد سوءاً مع وجود عامل التوتر والضغط النفسي، ومنها:
- التهاب المفاصل.
- السكري.
- مرض قلبي.
- ارتفاع ضغط الدم.
- متلازمة القولون العصبي.
- مشكلات الجهاز الهضمي.
- مشكلات جلدية كالصدفية والإكزيما.
- اضطرابات النوم.
ما هي أعراض الأمراض النفسية الجسدية ؟
تختلف أعراض الاضطرابات النفسية الجسدية بحسب الحالة الصحية للمريض، فإذا كان المريض مثلاً مصابًا بداء السكري فقد يؤدي التوتر لرفع مستوى السكر في الدم، أو إذا كان المريض يعاني من متلازمة القولون العصبي وأصيب بتوتر فإن ذلك سيزيد من نسبة إصابته بالإسهال أو الإمساك، أو حتى عدم الشعور بالراحة. تشتمل الأعراض الجسدية للتوتر ما يلي:
- ألم في الصدر.
- الإرهاق أو الأرق.
- الصداع والدوخة.
- اهتزاز أو رعشة.
- ضغط دم مرتفع.
- تشنج العضلات أو انقباض الفك.
- مشكلات في الجهاز الهضمي.
- العجز الجنسي.
- ضعف جهاز المناعة.
ما هي أسباب الاضطرابات النفسية الجسدية؟
بعض الناس أكثر حساسية من البعض الآخر، وبالتالي فإن تعرض هذه الفئة من الناس للتوتر تؤثر عليها بشكل أكبر من غيرها، وهذا ما يسبب تغيرات كثيرة تؤدي لظهور اضطرابات نفسية وجسدية، ومنها:
- تحول في توازن الجهاز العصبي من الراحة والهضم إلى القتال أو الهروب.
- تغيرات في الغدة النخامية والكظرية المسؤولة عن توازن الهرمونات استجابةً للتوتر.
- ارتفاع ضغط الدم وتسارع في ضربات القلب.
- زيادة مستويات الجلوكوز في الدم.
- زيادة تدفق الدم إلى العضلات الهيكلية.
- التهابات.
- انخفاض نشاط التجدد الجسدي.
- تغيرات في نشاط الجهاز الهضمي.
- انخفاض تدفق الدم إلى الفص الجبهي المسؤول عن الوظائف التنفيذية كالتركيز والتحكم في الانفعالات والتنظيم العاطفي.
ما هي العوامل التي تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية الجسدية؟
قد يتعرض أي منا للعديد من التغيرات التي تجعله يشعر بالتوتر، ولكنها غالباً ما تكون لفترات قصيرة، لكن التوتر الذي يستمر لفترات طويلة ويصبح مزمناً يؤدي إلى ضعف شديد في البدن والعقل، وقد يؤدي إلى تلف أجهزة الجسم. وقد أشار العلماء لبعض العوامل التي تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة باضطرابات نفسية وجسدية، منها:
- الوراثة.
- السمات الشخصية.
- العوامل البيولوجية والبيئية.
كيف يتم تشخيص الأمراض النفسية الجسدية ؟
لا يوجد معيار محدد لتشخيص الإصابة بالأمراض النفسية الجسدية لكن الطبيب يحدد المرض المصاب به ومدى ارتباطه بالتوتر، وهنا يتبين الطبيب ما إذا كان المريض يعاني من إجهاد أم لا، وكيف يتصرف عندما يصاب بالتوتر والقلق.
كيف يتم علاج الأمراض النفسية الجسدية ؟
يتم علاج كل مرض على حسب الحالة الجسدية للمريض ومدى تأثره بالتوتر، وهنا قد يرشدك الطبيب للقيام بالعديد من العلاجات التي تساعدك في التخلص من التوتر والضغط، وبالتالي تخفيف الأعراض، ومن أبرز هذه العلاجات:
- العلاج النفسي السلوكي والمعرفي (من خلال الكلام).
- العلاج المبني على اليقظة الذهنية (تمارين التأمل والاسترخاء).
- الأدوية مثل مضادات الاكتئاب.
كيف يمكنك الوقاية من الأمراض النفسية الجسدية ؟
من الصعب منع التأثيرات التي تصيب الناس الذين يعانون من الإجهاد أكثر من غيرهم، ولكن هناك العديد من الممارسات التي تساهم في تقليص أعراض التوتر، وبالتالي تخفيف الأعراض الجسدية، ومنها:
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الحصول على قسط كاف من النوم.
- تناول الأطعمة الصحية.
- الحفاظ على الوزن الصحي.
- تجنب التدخين وتعاطي المخدرات.
- طلب الدعم من الأهل والأصحاب.
- ممارسة تمارين التأمل.
نصيحة من موقع صحتك
إذا كنت تعاني من التوتر والقلق؛ حاوِل التحدث إلى صديق مقرب، وقم بزيارة الطبيب المعالج، ولكن لا تهمل نفسك، فإن الضغط المزمن يؤثر على الصحة الجسدية والنفسية ، وإن لم يكن سبباً أساسياً للعديد من الأمراض، فإنه بالطبع يجعلها أكثر سوءاً. مارس الرياضة وتنزه مع الأصدقاء، فإن الصحة النفسية السليمة سلاح تحارب فيه كل ضغوطات الحياة.